مريم محمد:

بعد 20 سنة من تصميم الطائرات فاز بدر مراد صاحب شركة "بدر مودلز" بجائزة العام للمؤسسة الوطنية ذات الطابع الدولي في ريادة الأعمال، والذي استقبلنا في مجلسه الشبيه بمتحف للطائرات حيث نجد مجسمات لطائرات قام بتصميمها وإعلانات أصلية لطائرات تعود للقرن الماضي، وهذا ما جاء في الحوار:

  • كيف بدأت في مجال تصميم الطائرات؟

كنت في صغري أهوى جمع الطائرات، ودرست إدارة الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية حيث نميت موهبتي ووجدت محلات ونوادي لمحبي الطائرات.

بدأت بشراء مجسمات الطائرات وتجميعها، وفي نفس الوقت قمت بصناعتها مستخدماً البلاستيك والمواد الخام المتوفرة ثم بعتها على معارفي المهتمين بالطيران ممن التقيت بهم في الجامعة أو المعارض. وفي نيويورك صارت أعمالي تباع في إحدى المحلات ومن هناك اشتهرت بحكم خبرة صاحب المحل في هذا المجال.


وبعد تخرجي وعودتي إلى البحرين أسست شركة ذات عدد بسيط من الموظفين المهتمين بمجال الطيران قبل 20 سنة، ولم أواجه مشكلة عدم معرفة السوق باسمي لأنني كنت معروفاً في الولايات المتحدة وبالتالي كنت أبعث إليهم أي عمل أقوم به.

  • كيف تميزت في هذا المجال؟

كنت ملماً وموهوباً وأحببت هذا المجال منذ الصغر؛ كانت هوايتي. وساعدتني دراستي في إدارة شركتي والتسويق لها والتعامل مع الموظفين، بالإضافة إلى خبرتي في الولايات المتحدة حيث وجدت الكثيرين ممن يهتمون بالطيران وأصحاب الطائرات الخاصة. وتمكنت من خلال عملي لدى شركة طيران الخليج في قسم الدراسات والتخطيط الاستراتيجي لمدة 30 سنة من تقديم الأعمال التي استفادوا منها وصارت ذات مستوى عالمي. بالإضافة إلى جودة أعمالنا في الشركة فكل ما ننتجه مصنوع باليد. ولـ "تمكين" دور بارز في وصول شركتي لما هي عليه اليوم في السنوات الست الأخيرة، إذ استفدنا من البرامج المقدمة ومكنتنا من توفير أجهزة أكثر وحضور معارض أكثر، تمنيت لو أن "تمكين" كانت موجودة قبل 19 سنة لتدعم شركتي منذ البداية.

  • هل لشركتك مجالات أخرى إلى جانب تصميم الطائرات؟

نعم، نصمم العمارات واليخوت والإكسسوارات التي تخص الطائرات. في الأصل كنا نصمم الطائرات فقط ولكن عرضت علينا شركة تصميم عمارة وأكدوا أنهم لن يعاتبونا في حال لم يعجبهم التصميم لأنه ليس من مجال الشركة، إلا أننا أثبتا أنفسنا وتمكنا من تصميم العمارة وفقاً لطلبهم وصرنا نستقبل طلبات من البحرين ودول الخليج، وبالتالي وظفت الخبراء المهتمين بالهندسة فصرت معروفاً في الخليج بمجال الهندسة، أما الولايات المتحدة فتعرفني في تصميم الطائرات واليخوت. وتكررت نفس القصة مع اليخوت واليوم نصمم اليخوت للمصانع والشركات التي تطلبها. بالنسبة للإكسسوارات، أصممها بنفسي كهدايا أو ديكور ونجد إقبالاً كبيراً عليها.

  • كيف يسير العمل في شركتك؟

نستقبل طلبات تصميم الطائرات من خارج البحرين مثلا الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ونوفر المواد الخام من المحلات الصغيرة في البحرين، بعض المحلات التي كنا نتعامل معها في بداياتنا تحولت إلى محلات كبيرة بعد أن كانت حوانيت. دائماً نتوجه للشركات الصغيرة لنساعدها على توسيع نطاقها و هكذا ندخل على اقتصاد البلد عملات قوية مثل اليورو والدولار والباوند ونتعامل مع الأسواق المحلية في توفير المواد الخام فنساهم في تقوية الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى إقامة 6 معارض سنوياً خارج البحرين في الولايات المتحدة وأوروبا.

  • صف شعورك لدى اعلان فوز "بدر موديلز" بجائزة العام للمؤسسات الوطنية ذات الطابع الدولي؟

ذهبت إلى الحفل كشخص مدعو ولم أفكر أبداً أنني سأفوز، فقد سبق أن ترشحت للفوز مرتين ولكن لم أفز حتى أنني لم أحضر معي البشت (يضحك) وكنت أستمع إلى أسماء المترشحين، عندما أعلن عن اسمين مترشحين توقفت العريفة وأخذت نفساً عندها قلت في نفسي "من المستحيل أن تأخذ نفساً لقراءة اسمي المكون من ثلاثة حروف لا بد أنه شخص آخر" ولكنها قالت اسمي! عندها تذكرت بداياتي قبل 20 سنة وعرفت مستواي والأثر الذي أحدثته وكان من الشرف أن أكرم بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إذ شعرت بالفخر والإنجاز وأن جهودي قد قدرت.

  • كيف ستطور شركتك؟

في مجال التصميم لن نتحول من الإنتاج اليدوي إلى الإنتاج الآلي، لقد عرفت شركة بدر مودلز بجودة أعمالها المصنوعة باليد ولو غيرنا هذا النمط ستقل جودة أعمالنا وبالتالي نخسر جمهورنا وتتراجع المبيعات. وسنعلن عن مقهى تعليمي للطيران يستهدف الأطفال والعائلات لتعريفهم أكثر بهذا المجال من خلال عرض تاريخ وتطور الطيران في العالم بالتالي يصبح مثل المتحف، وأسعى لإيصال هذه الفكرة إلى خارج البحرين.