أقدر أن أقول إنه قد تكون هذه هي المرة الألف بعد المليون التي أطلب وأتمنى هذا الطلب ولا يتحقق، وهذه المرة أكتب إبراء للذمة وسأظل أبرئ ذمتي ما أتيح لي المجال حتى لو كنت أعرف أن هذه الأمنية لن تتحقق!!

الناس في البحرين بحاجة لإحياء الأمل، لنافذة ضوء لأخبار سعيدة ومفرحة لاهتمام في المخاطبة، ضرائب إضافية وضرائب انتقائية ورفع دعم وزيادة أسعار في الخدمات وأسعار بترول في نزول، بالتأكيد هناك تصور لدى الحكومة بالتأكيد هناك تقدم هناك أمل هناك فسحة من نور في المستقبل قد لا تفتح الآن لكن هناك خط سير واضح أنهم سيرون تلك البقعة من النور بعد كذا سنة، الناس بحاجة للاقتراب من النظرة المستقبلية التي تراها الحكومة ولا يراها الناس صدقوني سترون الفارق كبير في حجم الدعم الذي يقدمه المواطن للبرامج الحكومية، فالبحريني مستعد أن يقدم ما يملك للدولة لو أنه فهم وعرف لماذا وما هي الأسباب وكيف ممكن مساهمته، دعوه يرى المستقبل معكم ويعرف إلى أين يتجه، بعد سنة من الآن؟ بعد سنتين؟ بعد خمس ؟ بعد عشر سنوات، إن كانت لديكم رؤيا واضحة دعوه يراها معكم.

شاهدت مقابلة الأخ العزيز خالد الرميحي مع قناة بلومبرغ ممتازة وهي موجهة للمتلقي الخارجي أعجبتني الإجابات وأعجبني الخطاب وجدت عناية مركزة بالمضمون وبالأسئلة وبالأجوبة، عناية بالثقة الممثلة بنبرة الصوت وبلغة الجسد وبسرعة الإجابة وباختيارالكلمات التي تصل بك لنتيجة أن هذا المتحدث الذي أمامي يعرف عن ماذا يتحدث، الأسئلة كانت غير سهلة وكان صاحبها يشكك ويتحدى الضيف، وهذا هو المطلوب، أن تتحدث لأهدافك بلغتهم، كل ما هو مطلوب أن يولى المواطن البحريني والمقيم البحريني ذات الاهتمام في مخاطبته و توضيح الصورة له وتسويق البرامج الحكومية له، بلغته بأسئلته بما يدور في مجلسه، أن تضع الحكومة نفسها مكان الناس حين تسأل ومن ثم تعرض الإجابات بالوضوح الذي يفهمه الناس والرأي العام المحلي.

عجزنا ونحن نقول لكل مقام مقال، ولابد من أن تكون لك رؤية واضحة لردود الفعل، عليك أن تعرف هل جهدك في إيصال المعلومة وشرح برنامجك بطريقتك التي اخترتها حققت نجاحاً؟ اختر مقاييس واقعية لتعرف إن كانت المعلومة وصلت أم لا ؟ اختر جهة محايدة تعطيك نتيجة واقعية من أجلك أنت حتى تعرف هل تستمر بذات الطريقة أم تغيرها؟

تأكد هل هناك تفاعل مع ما اخترته من أسلوب للوصول للناس؟ هل هناك جدل إيجابي أو حتى سلبي على ما تتحدث به؟ الجدل وإن كان لبيا انا هو مؤشر أن هناك استماعاً وتفاعلاً، لقد حضر وزراء وتحدثوا وشرحوا وقالوا، هل رأيتم لحديثهم صدى من أي نوع؟ أي حضور حتى لو كان حضوراً سلبياً القصد أن هذا الحديث وجد له مستمعاً؟

أعرف أن هذا المقال ضائع لن يحدث تغييراً، فما أقوله مدرسة قديمة، أدوات قياس التي نطلبها قديمة، ماذا نفعل (ابتلشتوا) بجمهورهو (بكبره) قديم، (توهقتوا) بهذا الشعب (البوعقوف) الذي يطالب فقط بأن تخاطبوه بلغته أوجدوا لكم نوافذ تفتح على شوارعه ودواعيسه وأحيائه الشعبية ستفاجؤون كم هو شعب راقٍ ومضحٍ ويحب البحرين فقط هو يريد أن (يفتهم) إلى أين نحن نتجه؟.