* عون يتجاهل تورط "حزب الله" في أزمات المنطقة ويحذر من دفع لبنان إلى النار

* مباحثات بين السيسي والحريري في القاهرة عشية توجهه إلى بيروت

* قيادي في "14 آذار": خطاب نصرالله يكشف تداعيات الضغوط على "حزب الله"



بيروت - بديع قرحاني، وكالات

يترقب اللبنانيون الاجتماع المنتظر بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري الذي من المقرر أن يصل إلى بيروت صباح الأربعاء، للمشاركة في احتفالات استقلال البلاد، حيث من المنتظر أن يعلن الحريري بعد اجتماعه مع عون موقفه من الأزمة السياسية الناجمة عن تقديمه لاستقالته من الرياض بشكل مفاجئ في 4 نوفمبر الجاري احتجاجاً على تدخلات إيران وسياسات "حزب الله" في لبنان والشرق الأوسط.

ووسط تحضيرات شعبية لاستقباله يعود الحريري إلى بيروت، بانتظار المواقف السياسية التي سيطلقها من هناك والتي سترسم المرحلة المقبلة في لبنان، وتحديداً فيما يخص "سلاح حزب الله" ومشاركته في أي حكومة لبنانية مستقبلاً، وبصورة خاصة بعد تصنيف الحزب منظمة إرهابية، وهو شريك في الحكومة اللبنانية.

وتأتي عودة الحريري إلى بيروت مدعوماً بمواقف دولية وعربية وبصورة خاصة مصرية وفرنسية، حيث دخلت باريس والقاهرة، منذ اللحظة الأولى على خط الأزمة السياسية المستجدة في لبنان.

ويتساءل مراقبون ومحللون حول مدى نجاح الحريري المدعوم خليجياً وعربياً ودولياً وإقناع عون بتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة، ولجم "حزب الله" ووضع حد لتدخلاته وتهديد الأمن القومي العربي.

وعشية الاجتماع المرتقب، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل رئيس الوزراء اللبناني المستقيل في القاهرة مساء الثلاثاء وذلك في زيارة قصيرة قبل عودته إلى لبنان.

وأضافت أن اللقاء تناول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة وتطورات الموقف في لبنان.

وكان الحريري يقيم في العاصمة الفرنسية باريس منذ السبت والتقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال إنه سيعود إلى لبنان الأربعاء للمشاركة في احتفالات يوم الاستقلال ولتوضيح موقفه.

وأثار إعلان الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر الجاري، نتيجة سياسات إيران و"حزب الله"، أزمة سياسية في لبنان، ودفع البلاد إلى خضم صراع على النفوذ الإقليمي.

وقال الحريري الذي تربطه علاقات وثيقة وقديمة بالسعودية إن استقالته ناتجة عن تدخلات إيران وحليفها "حزب الله" في الشأن اللبناني. وشدد السيسي على دعمه للسعودية ودول خليجية أخرى. وتلقى السيسي اتصالين من رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لبحث الأزمة.

وقال المكتب الإعلامي للحريري إنه وصل إلى مطار القاهرة الدولي مساء الثلاثاء وكان في استقباله وزير الصحة المصري والسفير اللبناني لدى مصر، وتوجه بعد ذلك مباشرة إلى القصر الرئاسي.

وقال الحساب الرسمي للحريري على "تويتر" إن اللقاء بين رئيس الوزراء المستقيل والسيسي تلاه مأدبة عشاء أقامها الرئيس المصري على شرف ضيفه الزائر.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن من المقرر أن يعود الحريري إلى لبنان الأربعاء.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس اللبناني، تناول تطورات الأوضاع السياسية في لبنان.

وأضافت "تم التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية اللبنانية".

من جانبه، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون الدول العربية الثلاثاء إلى التعامل مع لبنان بحكمة "وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار".

وقال عون في كلمة عشية عيد الاستقلال "رسالتي للأشقاء العرب: التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار". وتجاهل عون في خطابه تدخلات "حزب الله" في شؤون الدول العربية.

وأضاف "وعلى الرغم من كل ما حصل، لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها".

وفي إشارة الى الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سعد الحريري قال عون إن الأزمة الحكومية الأخيرة "عبرت" ولكنها ليست قضية عابرة. من جانبه، قال القيادي في قوى "14 آذار"، الياس الزغبي، إن تركيز رئيسي الجمهورية ومجلس النواب على دور "حزب الله" سابقاً في الجنوب وفي مواجهة إسرائيل، ينطوي على إقرار غير مباشر بخطورة تدخله في حروب المنطقة، وضرورة إعادته إلى حالة لبنانية فقط". وأضاف "كما أن تنصل حسن نصرالله "رسمياً" من حرب اليمن، ومن التدخل في البحرين والكويت، وإعلانه سحب خبرائه ومقاتليه من العراق، كلها أدلة على سلوك جديد في مقاربة الأزمة، وإدراك تداعيات الضغوط عليه وعلى لبنان".