دشنت أمانة العاصمة بجهازيها التنفيذي ومجلس الأمانة مبادرة "شارك معنا" لتحقيق الشراكة المجتمعية، لتحقيق زيادة فاعلية برامج الشراكة المجتمعية في العاصمة، عبر إتاحة الفرصة لكافة مؤسسات وأفراد المجتمع لتقديم مرئياتهم وحشد الطاقات في زيادة جمال المنظر العام في مناطقهم.

وتم تدشين الحملة في ممشى خليج توبلي بحضور مئات المواطنين من مختلف الفئات العمرية وباهتمام كبير من نشطاء اجتماعيين ورؤساء مؤسسات النفع العام في بلدات وقرى ومناطق محافظة العاصمة.

ورعى التدشين مدير عام أمانة العاصمة المهندس محمد بن أحمد آل خليفة، بحضور رئيس مجلس أمانة العاصمة محمد الخزاعي إلى جانب أعضاء مجلس الأمانة، كما شارك في التدشين نخبة من رؤساء مؤسسات النفع العام من الجمعيات والنوادي والناشطين، وبمشاركة المئات من المواطنين والمقيمين.


وقال مدير عام أمانة العاصمة، إن الحملة تهدف إلى تحسين المنظر العامة لمحافظة العاصمة عبر الشراكة المجتمعية، وتحقيق تطلعات المواطنين والحكومة الموقرة نحو جمال المملكة، من خلال زيادة التواصل مع المجتمع المدني بكافة مؤسساته، بما يصل بنا جميعاً نحو تعزيز جمال مدن وقرى وضواحي العاصمة، وتسهيل وصول احتياجات المناطق من الخدمات البلدية عبر التواصل المباشر مع رؤساء مؤسسات النفع العام والناشطين في مجال تنمية المجتمع.

وأكد المهندس محمد بن أحمد أن "شارك معنا" تعوِّل على زيادة مبادرات المجتمع التصحيحة حول كيفية التعامل مع المكتسبات الخدمية الوطنية المقدمة للعامة، والتقليل من المخالفات البلدية المتكررة في ذات الوقت، مع الاهتمام بزيادة نظافة البيئة وتحقيق عنصر الجمالية، والوصول في النهاية إلى الهدف الأسمى وهو زيادة مستوى التزام المواطنين والمقيمين بالقوانين والأنظمة البلدية المعمول بها لتحقيق المصلحة العامة.

وعن آلية عمل الحملة، ذكر مدير عام الأمانة أنه تم صياغة المرئيات المشتركة مع مؤسسات النفع العام من خلال بحث احتياجات المناطق من الخدمات البلدية، وتلقي المبادرات والأفكار والمقترحات المجتمعية وتقييمها ودراسة إمكانية تنفيذها ووضع الخطط التنفيذية لها وقياس فاعليتها بعد التطبيق.

كما تم تشكيل فرق العمل والاستفادة من الطاقات البشرية التي تزخر بها كل منطقة في المجالات التي تحقق تلك المرئيات، علماً أن أمانة العاصمة والوزارةسوف توفر كافة الاحتياجات اللوجستية لتنفيذ البرامج بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص.

فيما أشاد الخزاعي بأهداف "شارك معنا"، وقال إن الجانب التوعوي المحفز يعتبر من أحد أهم العناصر في الجانب الخدماتي، ولذلك ستعكف المبادرة على إطلاق ندوات ومحاضرات توعوية للمجتمع لتعزيز الأسلوب الحضاري في التخلص من مختلف المخلفات، وخاصة القمامة المنزلية وأنقاض الهدم والبناء، فضلاً عن إطلاق حملات لتجميل واجهات المباني والطرق وإزالة الملصقات الإعلانية والرسومات والكتابات التي تشوه المنظر العام، واستبدالها برسومات ومخطوطات ذات دلالات تتوافق وثقافة وتراث القرية أو المنطقة.

وأضاف أن الحملة ستهتم بالجانب التوعي الذي يستهدف تغيير السلوك وتصحيحه، إذ ستقوم بتنظيم فعاليات توعوية عملية منها إطلاق حملات لتجميل الشوارع والطرق عبر طلاء الأرصفة الموجودة وغرس الشجيرات والورود الموسمية فيها بطرق مبتكرة وعناصر جمالية مختلفة، إلى جانب تنفيذ زيارات مشتركة بين مسئولي أمانة العاصمة بجناحيها التنفيذي وأعضاء مجلس الأمانة ورؤساء مؤسسات النفع العام والناشطين الاجتماعيين، من أجل الوقوف على احتياجات المناطق من الخدمات البلدية.

وخلال حفل إطلاق المبادرة، حضر مجموعة من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والنفع العام، والنشطاء الاجتماعيين والبيئيين، إذ قال شوقي القصاب من منطقة المنامة إن "الكثير من القضايا المتعلقة بالنظافة والبيئة أصبحت تشكل ظاهرة متفشية عبر سلوك المواطنين والمقيمين للأسف، على الرغم من المشروعات والأعمال التي تقوم بها أمانة العاصمة ووزارة الأشغال وشؤون البلديات لتحقيق مستوى أفضل بيئياً.

وأضاف "بات حرياً أن يشرك الأفراد أنفسهم في هذه الأعمال والبرامج وجعلهم في موقع المشكلة نفسها، وهو ما سيغير بالتالي من الوعي والسلوك ودفعهم للمبادرة في معالجة القضايا جنباً إلى جنب الجهات الحكومية.

أما العضو البلدي السابق وممثل مؤسسات النفع العام من قرية كرباباد، محمد منصور، قال "إن الكثير من الفعاليات المجتمعية الأهلية وكذلك الرسمية جاءت بثمار كبيرة مازالت آثارها موجودة في مختلف المناطق التي شملتها، لأن الشراكة المجتمعية في تحقيق التنمية الحضرية عنصر مهم في توافر المكتسبات الخدمية والمحافظة عليها، إلا أن استمرار هذه الفعاليات وجعلها محرك دائم للمجتمع يجعل الجانب العملي بالتالي أسهل على الجهات الرسمية في توفير المزيد من الخدمات بل تطويرها".

ولفت إلى أن "هناك الكثير من الأمثلة الناجحة على برامج شراكة مجتمعية بمختلف مناطق العاصمة، وقد شملت أعمال تشجير وتجميل وتنظيف وغيرها، ومازالت نتائجها موجودة حتى الآن حيث يتحمل الأهالي مسرولية العناية بها ومعاودة الأعمال بشأنها، إلا أن تأصيل السلوك الصحيح بالمزيد من هذه الفعاليات المتطورة مثل مبادرة"شارك معنا" سيمنحنا المزيد من الإيجابية على أرض الواقع".

وعن منطقة القضيبية، قال الناشط الاجتماعي راشد العسومي إن "المناطق تزخر بعدد كبير من المواطنين والمقيمين ذوي المهارات والسمات القيادية، التي تسعى جاهداً للحصول على فرص مناسبة من أجل تطوير مناطقهم وتجميلها ورعايتها، ومبادرة "شارك معنا" تعتبر فرصة كبرى نظراً لما تحتويه من برامج وفعاليات وآليات عمل ستختصر الكثير على الجميع".

عدنان النعيمي من منطقة أم الحصم، أكد تقديم كافة الدعم الأهلي والمجتمعي من المنطقة لنجاح أهداف مبادرة "شارك معنا"، مؤكداً المساهمة بتشكيل فرق العمل والتعاون المشترك مع الأمانة وكذلك وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني".

وتحدث سيدبدر العلوي عن منطقة الغريفة بالمبادرة، وزاد معلقاً بأن "نظريات التواصل الحديثة تؤكد أن محاكاة عقل اللاوعي لدى الفرد تأتي بنتائج رهيبة، وبالتالي فإن مخاطبة السلوك العملي لدى الفرد يكون بنتائج أكثر إبهار، وأن مبادرة "شارك معنا" استهدفت كلا الجانبين لدى الجمهور، وبالتالي نتوقع لها نجاح كبير ميدانيا".

وعن منطقة سند تحدث الناشط الاجتماعي علي بدر حول أثر الشراكة على تعزيز جمال البيئة، مفيداً بأن "الأهالي على استعداد تام لتبني رعاية الأشجار والنخيل في حال سنحت الفرصة لزراعتها في منطقتهم، وكذلك أصحاب المنازل المطلة على الشوارع الذي أكدوا استعدادهم لتنفيذ جداريات هادفة على جدران منازلهم، فضلاً عن وجود مجموعات شبابية قادرة على تنفيذ الأعمال الكشفية التي تشمل تنظيم حملات النظافة والتجميل".

وحث مدير عام أمانة العاصمة كافة مؤسسات النفع العام والنشطاء في محال تنمية المجتمع الاستفادة من برامج وفعاليات "شارك معنا"، والانضمام إلى أعمالها والتفاعل مع رؤية الوزارة وأمانة العاصمة فيما يحقق الصالح العام ويحقق تطلعات المواطنين في مناطقهم بما يرتقي بالخدمات البلدية المقدمة.