مملكة البحرين جهودها واضحة في الحفاظ على حقوق الطفل وحمايته من خلال عدة قنوات منها القوانين التي يشرعها المجلس التشريعي، والاتفاقيات الدولية التي تحرص المملكة على تصديقها لحماية الطفل من العنف وتعزيز حقوقه الأساسية من تعليم وخدمات صحية وعلاجية وسكن ملائم له، ودور المجلس الأعلى للمرأة في الحفاظ على الكيان الأسري وحمايته من الإهمال كون الطفل عنصراً وفرداً مهماً بين أسرته، ونيابة الأسرة والطفل التي تتولاها النيابة العامة في المملكة ودورها الجلي في حماية الطفولة من أشكال العنف والابتزاز أو الاستغلال، أيضاً ما أعطت الدولة للمؤسسات الأهلية من مساحة كبيرة من الحرية لتأسيس جمعيات أهلية يكون لها دور مساند في التوعية والحفاظ على حقوق الطفل والمرأة والأسرة، فكل ما سبق ذكره هو مساعٍ واضحة وجهود تقوم بها الدولة للحفاظ على حقوق الطفل وتعزيزه، وتبذل من خلال هذه الجهات نشر الوعي بين المجتمع بأهمية تمكين الطفل بحقوقه وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه الأسرة التي ينتمون لها والمجتمع والوطن والأهم من ذلك حمايتهم من العنف والإهمال والإيذاء أو الاستغلال في كل مكان يتواجدون فيه، ذلك لأن الدولة دائماً تنظر للطفولة على أنها مرحلة مهمة من حياة الطفل، تراهم شباب ورجال ونساء المستقبل، فمتى ما أعطيت لهم حقوقهم بإنصاف وعدالة أصبحوا قوة وإلهاماً وسنداً للوطن، ومتى ما انتهكت حقوقهم أصبحوا أشد ضراوة وشراسة على الوطن والمجتمع حاقدين ناقمين على من عبث بطفولتهم ومن أهمل حقوقهم. والسؤال من المسؤول عن شقاء وتعاسة الأطفال، من يسلب حقوقهم في ظل سعي الدولة لحماية الأطفال؟ هل هي الأسرة أو المجتمع أو الطفل نفسه أم أنه بحاجة إلى تشريعات أخرى داعمة للقوانين والأنظمة المتعلقة بحقوق الطفل؟

الـ20 من نوفمبر هو اليوم العالمي للطفل، أهمية هذا اليوم تتعلق بمصير طفولة مهمة، ليس من أجل إقامة فعالية سنوية للأطفال وأخذ بعض الصور، وإنما في كيفية الحرص على هذه الزهرة من أن تذبل قسراً أو أن تموت إهمالاً، المجتمع بحاجة إلى مزيد من الوعي في ظل تعدد الثقافات وتباين في المعرفة بحقوق الأطفال، بحاجة إلى تشريعات ربما أقوى وأكثر صرامة من سابقتها حتى نحقق الطمأنينة في نفوس الأطفال والأسرة معاً، بحاجة إلى رقابة حقيقية لحقوق الطفل فيما يتعلق بالحضانة والنفقة، بيئة تشعر الطفل بذلك التي تأتي من المنزل والأسرة والمدرسة والحي والمجتمع، فجميعنا شركاء، نمهد للطفل لأن يعيش في بيئة محاطة بالأمن وليس بالخوف بالعطاء وليس بالاستغلال بالرعاية وليس بالإهمال. الأطفال زينة هذه الحياة وبهجتها، ومرحلة الطفولة هي من أجمل المراحل التي يمر بها الإنسان، فهي مرحلة البراءة والعفوية والصدق والنقاء، فالطفل لا يختار أبويه ولا يختار اسمه ولا يختار نسبه أو قبيلته، يخرج للحياة وهو مسير إما من قبل أسرته أو جماعته التي ينتمي إليها، فهو بين أن يعيش طفولة سعيدة حتى يكبر من دون كوابيس تعكر صفوه، أو أن يذوق ويلات الشقاء حاملاً تعاسته لمراحل حياته القادمة ويكون بين مفترقين أيضاً، إما أن يستمر شقاؤه أو أن يحمل طفولته معه بحلاوتها ومراراتها.

ليس من الصعب أن يحاط الطفل بالرعاية والاهتمام وبإعطائه حقه ما دمنا نؤمن بحقوقه، ولكن من الصعب أن يتصف المرء بالإنسانية عندما يتحول إلى مخلوق آخر لا يعي أن الطفولة حق لا يجب مساسها استحقاراً ببراءة من أمامه وضعفه وقلة حيلته، فلنتكاتف من أجل أطفالنا من أجل حياة طيبة لهم ومعهم.