يوسف ألبي

بالرغم من قوة الدوري الإنجليزي الذي قد يصنفه العديد من المتابعين بالدوري الأقوى في العالم، إلا أن هذا الدوري يفتقد لجنسيته الإنجليزية عندما يتعلق الأمر بالألقاب، فطوال فترة الـ 25 عاماً الماضية ارتفعت أسهم الدوري الانجليزي وأصبح الوجهة المفضلة للاعبين العالميين خصوصاً بعد أن خف البريق عن الدوري الإيطالي في الآونة الأخيرة، فبرز مانشستر يونايتد والآرسنال ثم ظهر تشيلسي وبعده مانشستر سيتي ليتناوبو على تحقيق الدوري ولا ننسى ليدز يونايتد وبلاكبيرن روفرز ثم ليستر سيتي أيضاً.

الدوري الأقوى والفرق الرنانة والبطولات المتعددة كل تلك الإنجازات التي تسجل للفرق الإنجليزية لم تأت من قبل مدربين إنجليز وهذا محور مقالنا، فكل صولات وجولات و المان والآرسنال والبلوز والسيتي وغيرهم من الأندية في الدوري تحققت بمدربين من اسكتنلدا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا.



فلك أن تتخيل بأن آخر مدرب إنجليزي حقق لقب الدوري المحلي هو "هوارد ويلنكسون"، وكان ذلك في موسم 1991-1992 مع ليدز يونايتد، وهو آخر بطولة دوري في إنجلترا تقام بالنظام القديم، حيث تم استحداثه بعد ذلك وأطلق عليه اسم "البريميرليغ " فلم يتمكن أي مدرب إنجليزي تحقيق لقب الدوري بمسماه الجديد قبل حوالي عقدين ونصف من الزمن، حيث سيطر المدرب الاسكتلندي الشهير السير أليكس فيرجسون على أغلب بطولاتها كما حقق مواطنه كينى داغليتش والفرنسى أرسين فينغر والبرتغالي جوزيه مورينيو والتشيلى مانويل بلغريني كما كان للمدربين الطليان "ملوك التكتيك" نصيب الأسد بتحقيق أربع مدربين لقب البريميرليغ وهم كارلو أنشيلوتى وروبرتو مانشينى وكلاوديو رانييري وأنطونيو كونتي، كل هؤلاء المدربين حققوا لقب الدوري الإنجليزي بمسماه الجديد مطلع التسعينات ليبددوا حلم المدرب الإنجليزي.

وعلى المستوى القاري كانت الفرق الإنجليزية تصول وتجول في البطولات الأوروبية وبالأخص دوري أبطال أوروبا قبل أن يخف بريق هذا التألق قبل بضع سنوات، فآخر تتويجات الفرق الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا كانت مع مدربين أجانب، فقد توج مانشستر يونايتد بلقب البطولة عام 1999 والنهائي المثير أمام العملاق البافاري، كما حقق لقب البطولة أيضاً عام 2008 وكلا البطولتين مع المدرب الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، كما توج الريدز بلقب البطولة عام 2005 أمام ميلان والنهائي الدراماتيكي والذي أطلق عليه لقب ملحمة اتاتورك والذي يعتبر أفضل نهائي في التاريخ، حيث كان المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز هو من يقود ليفربول، وأخر تتويج إنجليزي كان في عام 2012 عندما حقق تشلسي مع مدربه الإيطالي روبيرتو دي ماتيو لقب البطولة.

غياب المدربين الإنجليز عن التتويج باللقب المحلي سيستمر هذا الموسم، فأصحاب المراكز الستة الأوائل والتي ستكون المنافسة منحصرة بينهم بشكل كبير جميعهم يملكون مدربين أجانب، فمانشستر ستي مع مدربه الأسباني غوارديولا يتصدر الترتيب حالياً وبفارق مريح عن جاره اللدود مانشستر يونايتد الذي يقوده البرتغالي مورينيو، وبعد ذلك يأتي البلوز مع الإيطالي كونتي وتوتنهام مع الأرجنتيني بوكيتينو وآرسنال مع الفرنسي فينغر والريدز مع الألماني كلوب، كل هؤلاء المدربين باستثناء فيغر يقودون أنديتهم في دوري أبطال أوروبا أي أن المدرب الإنجليزي سيغيب أيضاً عن التتويج بلقب ذات الأذنين.

ويعود سبب فشل المدرب الإنجليزي إلى فكر المدرب وعدم مواكبته لمستجدات العصر الحديث في الأمور الخططية والتكتيكية، بالإضافة إلى عدم جرأة المدرب الإنجليزي في المباريات، ما جعله يغيب عن تحقيق البطولات المحلية والأوروبية، ليتخلف بمراحل كبيرة عن مدربين الجنسيات الأخرى في القارة العجوز.