* مصادر لـ "الوطن": استخدام ألعاب نارية بـ 150 مليون دولار

* تسجيل 761 إصابة بالمفرقعات بينها بتر أطراف وفقدان البصر

الجزائر - عبد السلام سكية



دعت الحكومة الجزائرية مواطنيها إلى الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وأكدت جواز الاحتفال بهذه المناسبة الدينية شرعاً، بعد صدور فتوى من القطب العلمي في البلاد الشيخ علي فركوس تحرم الاحتفال بالمولد النبوي الشرفي باعتباره "بدعياً"، فيما قدرت مصادر أن حجم المفرقعات التي سيتم تفجيرها بـ150 مليون دولار.

رد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، على بعض الفتاوى التي حرمت الاحتفال بالمولد النبوي واعتبرتها بدعة في المجتمع، وقال إن "الاحتفال بمولد الرسول الكريم ليس احتفالية الصوفية والقبورية" بل إحياء السيرة النبوية التي تعد صمام الأمان ضد أي انحراف طائفي" وأورد الوزير "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس بحاجة إلى فتوى أو رأي ديني".

ونشرت الوزارة على موقعها الإلكتروني، جملة من النشاطات التي ترعاها بالمناسبة، وتستمر شهراً كاملاً وتقام خصيصاً بـ"المساجد المركزية بالمحافظات وسيشرف عليها المحافظون بحضور السلطات المدنية والعسكرية والأمنية والقضائية".

من جانبه، دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الذي يتبع رئاسة الجمهورية، أبو عبد الله غلام الله، إلى الاحتفال بهذه المناسبة، والرد على بعض من يطالب بوقف إحياء هذه المناسبة الدينية المهمة، معتبراً أنهم في الوقت الذي يدعون فيه إلى مقاطعة الاحتفال بالمولد النبوي يروجون في المقابل لشيوخهم وأصنامهم، كما طالب غلام الله الشباب الجزائري إلى الحذر من هذه الدعوات الهدامة والتي لا تمت بصلة للدين الإسلامي والمنهج الوسطي، كما أنها بعيدة كل البعد عن المجتمع الجزائري.

وفٌهمت الدعوة الصرحية من السلطات العليا في البلاد، لإحياء احتفالية المولد النبوي الشريف، لقطع الطريق على الفتوى الصادرة من الشيخ علي فركوس، الذي يُعرف أنه القطب العلمي في البلاد، والذي نشر فتوى مطولة على الموقع الالكتروني تحت عنوان "حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام"، وخلص المعني الى أن الاحتفالية بدعية ولا يجوز أبدا الانشغال بها، وأورد في نصها "الاحتفالَ بالمولد النبويِّ الذي أَحْدَثه بعضُ الناسِ، إمَّا مضاهاةً للنصارى في ميلادِ عيسى عليه السلام، وإمَّا محبَّةً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتعظيمًا له ـ زعموا ـ يُعتبَرُ مِنَ البِدَع المُحْدَثة في الدِّين التي حَذَّرَ الشرع منها، لأنَّ هذا العملَ ليس له أصلٌ في الكتاب والسُّنَّة، ولم يتَّخِذِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَوالِدَ لأحَدٍ مِنْ سابِقِيه مِنَ الأنبياء والصالحين".

وبعيدا عن البعد الديني في المسالة، تختار الكثير من العائلات الجزائرية، الاحتفال بطريقتها الخاصة بذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، باقامة الولائم وصناعة بعض الحلويات التقليدية، ودعوة الأقارب، فيما يفضل غالبية الشباب الاحتفال بالألعاب النارية.

وكشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين في الجزائر، الحاج الطاهر بولنوار، عن تسجيل ارتفاع ملحوظ لأسعار المفرقعات هذه السنة يتراوح بين 20 إلى 30 %، مقارنة بالأسعار التي كانت متاحة في السنوات الماضية، مرجعا ذلك إلى انخفاض سعر الدينار مقارنة بالدولار واليورو. وقدر المتحدث في تصريحات لـ "الوطن" أن "الألعاب النارية التي يتم تفجيرها في المناسبة تصل سنويا أكثر من 15 مليار دينار جزائري -150 مليون دولار-، رغم أن القانون يمنع استيراد المفرقعات والمتاجرة بها، لما يصدر عنها من حوادث خطيرة وهدر للمال".

وأضاف المتحدث أن المفرقعات ممنوعة الاستيراد والتسويق غير وتعتبر تجارة غير قانونية منذ 60 سنة، غير أن هذه الظاهرة أضحت تتكرر في كل السنة وتستخدم في الحفلات والأعراس كتعبير عن الفرح والسعادة بهذا اليوم، ناهيك عن احتفالية المولد النبوي الشريف، ما يشجع الكثير من الشبان إلى امتهان تجارة تسويق هذه الألعاب، وقدر عدد التجار الموسمين للألعاب النارية لـ30 ألف شاب.

ونقلت مصادر من الدفاع المدني لـ "الوطن"، أن جميع أطقهما قد وُضعت في حالة تأهب قصوى يوم المولد النبوي الشريف، للتعامل مع أي حوادث ممكنة سواء الحرائق أو إصابات خاصة للأطفال، والأمر نفسه مع الأطقم الطبية في المستشفيات، علماً بأنه تم تسجيل السنة الماضية تعرض 761 شخصاً لإصابات بينها فقدان للبصر، وبتر للأصابع وحروق في مناطق مختلفة من الجسم.

وتنفذ قوات الشرطة والجمارك، عمليات مداهمة وحجز للمفرقعات والألعاب النارية، حيث حجزت عناصر الشرطة في عمليات متفرقة خلال 24 ساعة فقط، 366 ألف وحدة، فيما كشف مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للجمارك في تصريحات للاذعة الحكومة، أنه تم حجز 250 ألف وحدة من المفرقعات في الأيام القليلة الماضية.