أظهرت أكبر دراسة جينية للبعوض أن قدرته على مقاومة المبيدات الحشرية تتطور بسرعة وأنها آخذة في الانتشار في أفريقيا مما يجعل ملايين الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض الملاريا.

وقال علماء بريطانيون قادوا الدراسة إن مقاومة البعوض المتزايدة لوسائل المكافحة التي ساهمت في الحد من حالات الإصابة بالمرض منذ عام 2000 تهدد الآن "بإخراج جهود السيطرة على الملاريا عن مسارها" في أفريقيا.

ومن وسائل مكافحة الملاريا ناموسيات للوقاية من المرض ورش المبيدات الحشرية.



وقال مارتن دونلي من كلية الطب الاستوائي في ليفربول والذي شارك في الدراسة مع فريق من معهد (ويلكم تراست سانجر) البريطاني "تظهر دراستنا التحديات الصعبة التي تواجه الجهود العامة لمكافحة البعوض والسيطرة والحد من مقاومة المبيدات". وتظهر أحدث بيانات لمنظمة الصحة العالمية أن 216 مليون شخص أصيبوا العام الماضي بطفيل الملاريا الذي ينتقل إلى الدم بواسطة بعوض الأنوفيليس. وقتل المرض 445 ألف شخص عام 2016 غالبيتهم أطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ولفهم كيفية تطور مقاومة البعوض للمبيدات، صنف الباحثون عينات من الحمض النووي الوراثي (دي.إن.إيه) لنحو 765 من بعوض الأنوفيليس الشرس أخذت من 15 موقعا مختلفا في ثماني دول أفريقية. وأصبحت دراستهم، التي نشرت نتائجها في دورية (نيتشر) أمس الأربعاء، أكبر مصدر للبيانات عن التنوع الجيني الطبيعي لأي نوع من الحشرات.

وبتحليل البيانات، خلص العلماء إلى أن بعوض الأنوفيليس الجامبي متنوع كثيرا من الناحية الجينية مقارنة بغالبية الأنواع الحيوانية الأخرى. وقالوا إن هذا التنوع الجيني الكبير يساعد على التطور السريع كما يساعد في تفسير كيفية تطور مقاومة البعوض للمبيدات بهذه السرعة. وأظهرت بيانات الجينوم أيضا أن المقاومة السريعة للمبيدات ترجع على ما يبدو إلى متغيرات جينية لم تكن معروفة من قبل داخل جينات معينة. وقال العلماء إن هذه المتغيرات الجينية لا تظهر فقط في أجزاء مختلفة من أفريقيا بل تنتشر عبر القارة بواسطة هجرة البعوض.