احتفال البحرين بنسائها كل عام في الأول من ديسمبر، ليس كأي احتفال، فهو احتفال بالشراكة، واحتفال بالإنجاز، واحتفال بالإبداع، واحتفال بدور المرأة البحرينية وإسهاماتها الرائدة في التطوير الحضري والعمراني.

ونحن نحتفي بالمرأة البحرينية في يومها تحت شعار المرأة في المجال الهندسي، نستذكر إسهاماتها القديمة ودورها في مجتمع ما قبل النفط عندما كانت تساعد الرجل في بناء البيوت التقليدية، واستمر هذا الدور إلى عصرنا الحديث، عندما تطور دورها وتعلمت وتخصصت أكاديمياً واحترافياً، فظهرت لدينا كفاءات نسائية وطنية في مختلف مجالات الهندسة، لذلك ليس غريباً أن يكون دور المرأة اليوم هو امتداد لدورها في الماضي، وهو دور مسؤول قائم على القناعة بشراكتها في التنمية.

المرأة البحرينية كانت ومازالت رائدة في مختلف مجالات الهندسة، وكانت سباقة للدخول في مجالات تخصصية دقيقة في هذا العالم الذي يتطلب التسلح بالعلم والموهبة، لذلك شاهدنا المهندسات البحرينيات ليس في مجالات العمارة المختلفة، بل في تخصصات أخرى مثل الهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، وهندسة الديكور، والهندسة الزراعية، إضافة إلى هندسة الطيران والنفط، كل ذلك تحقق خلال أربعة عقود فقط، وهي فترة قياسية من حيث الإنجاز.

يحق للبحرين أن تفخر بجميع مهندساتها، فإبداعهن حاضر في أرجاء البحرين في شركات القطاع الخاص، وحتى في وزارات ومؤسسات الحكومة. وإبداع المرأة في المجال الهندسي لم يقتصر على معالم محددة أو عمران، بل هو أكبر من ذلك، فهندسة المرأة البحرينية ثقافة تطورت عقداً بعد آخر، ولم تتكون هذه الثقافة لولا حرص جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه على رعاية بنات البحرين، وتشجيعهن على الانخراط في مجالات تحدت فيها الرجال. هذه الرعاية التي استمرت عقوداً لنرى ثمارها اليوم، بعد أن أثبتت المرأة قدرتها وكفاءتها في مجالات الهندسة، فنجحت في أن تكون شريكة حقيقية في عملية الإنجاز والتنمية.

بهذه المناسبة المهمة لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله ورعاها على تقديرها لنساء البحرين، وحرصها الكبير واللامحدود على النهوض بالمرأة في شتى المجالات. كما نهنئ البحرينيات جميعاً، وكل عام والمرأة البحرينية بألف خير، وإلى مزيد من الإنجازات لوطن يستحق الكثير.