من الضروري جداً مراقبة مراكز التبليغ والدعوة وكذلك دور العبادة التي تخص وتحتضن الجاليات الأجنبية والآسيوية منها على وجه التحديد في مملكة البحرين، وذلك عن طريق تنظيم عملها وإقرار تشريعات تنظم حركتها تحت عين ويد الدولة. حين نتجول في المنامة تحديداً وضواحيها نشاهد مجاميع من الآسيويين الذين يبدو على محياهم الالتزام الديني وهم يمشون زرافات زرافات، فيخرجون من مسجد إلى مسجد آخر وبيدهم بعض الكتب الدينية على ما يبدو ويقومون بإلقاء محاضرات بلغاتهم الأصلية. ربما يحدث كل ذلك دون علم الدولة وحتى الجهات الأمنية.

في أحد المرات أرشدني أحدهم أن أدخل أحد المساجد في المنامة ليلاً للوقوف على هذه الظاهرة وتسجيلها، حينما دخلت المسجد رأيت حلقات دينية متعددة، حيث يلتف مجموعة من الآسيويين البسطاء حول أحد الدعاة -على ما يبدو من محياه- وهو يقوم بتوجيههم عبر هذه الحلقات الدينية بلغتهم الأم وليس بالعربية أو حتى بالإنجليزية. حين تسير في شوارع المنامة تشاهد «المطاوعية» من الآسيويين وهم ينتشرون بشكل كبير للغاية في كل أزقة وشوارع ومساجد وطرقات وسوق المنامة بشكل لا يمكن تغافله، ومن هنا نسأل سؤالاً بريئاً، هل هذه المجاميع الآسيوية من الدعاة تعمل لوحدها وباجتهادها قربة إلى الله تعالى؟ أم أنها تعمل تحت مظلة وزارة العدل وأعين وزارة الداخلية؟

ما دفعنا لطرح هذه الفكرة هو الخبر الذي نشرته «الوطن»، قبل أيام قليلة والذي يؤكد بأن هناك شخصاً آسيوياً قام بقتل زميله نحراً بالسكين لسبه الإسلام ليلة رأس السنة 2016، ثم دخل المسجد على المصلين فجراً وهو ملطخ بدماء الضحية، ويصيح بقتله زميله. بغض النظر عن المخالفة التي ارتكبها الضحية بسبه الإسلام كما يدعي القاتل، نتساءل هنا، من علَّم هذا الآسيوي البسيط أن من يشتم الإسلام يجوز نحره بهذه الطريقة؟ ومن أجاز له معاقبة الضحية دون الرجوع للدولة والقانون؟ التحقيق مع هذا المجرم ليس بسؤاله عن سبب القتل وكيف قتل ولماذا؟ بل يجب التحقيق معه عن الجهات التي حرَّضت هذا العامل الآسيوي على القتل؟ ومن أين تلقى تعاليمه الدينية في البحرين التي أمرته ودفعته لهذه الجريمة النكراء؟

لا يجب أن تصمت الجهات الأمنية إضافة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية عن متابعة ومراقبة أنشطة المساجد والبيوت والأماكن التي تنطلق منها محاضرات وتبليغات الدعاة الأجانب، فلربما تطبخ في هذه الأماكن -بحجة الدعوة إلى الإسلام- مؤامرات ضد الوطن وضد أمنه وناسه وحتى المقيمين فيه، فالأوضاع الأمنية في المنطقة والعالم علمتنا أن نراقب الفعل قبل حدوثه وأن نكون أكثر يقظة في التعامل مع كل الجهات التي تدعي التَّدين بينما لها مآرب أخرى دنيئة. إنَّ صمت الجهات المعنية عن الكثير من الممارسات المشبوهة من قبل الدعاة الأجانب في البحرين يعتبر غير مناسب في هذه المرحلة على الإطلاق بل يجب أن نصل بفعلنا لمستوى المسؤولية الوطنية، فنحن -الناس العاديون- استطعنا رصد حركات الوجوه المشبوهة في بعض مناطق المنامة وماجاورها فكيف للدولة أن تخطئها وهي تشاهد هؤلاء يقومون بممارسة دورهم التبليغي دون رخصة وربما دون علم الدولة؟

نحن نطالب بعد حادثة القتل الأخيرة أن تفتح الجهات الأمنية عيونها أكثر من ذي قبل ومراجعة عمل الجاليات الأجنبية داخل المساجد وما يمكن أن تلقِّنه العمالة البسيطة من قيم وسلوكيات متوحِّشة بعيدة كل البعد عن تسامح الإسلام وصفاء عقيدته. فبالأمس نَحْر وغداً إن سكتنا لا نعلم ما هو القادم!