قف يا معلم فلك منا التبجيل، فأنت منير درب أبنائنا، وصانع العظماء، بك تبنى الحضارات وبطبشورتك ترسم المستقبل، قف يا معلم وقفة تأمل سترى أنك إنسان فريد فلا بديل عنك عندما تستبدل الوظائف الأخرى بأجهزة إلكترونية وروبوتات، فأنت المربي وأنت من تحمل رسالة تنقلها للأجيال، قف يا معلم وقفة تأمل فدورك لا يقتصر على نقل المعرفة، بل أنت مرشد وقدوة وهادي الطريق للإيمان والصلاح والخير، وأنت من تنشئ الأجيال على الخلق والقيم والمبادئ وتعمق الإيمان لدى طلبتك بقضايا إيجابية كحب الوطن وحب العطاء، فكن قدوة تغنم ثقة طلابك.

قف يا معلم وتذكر أنك صاحب رسالة فلا تضيع رسالتك بين قراطيس وأوراق، واغتنم ما بين يديك من فرص لتستثمر جهودك لصالح رسالتك الإنسانية ودورك التربوي، قف وتأمل العالم الذي يعيش فيه طلابك، إنه عالم التكنولوجيا، عالم برامج الحاسوب، وتطبيقات الهواتف النقالة، ووسائل التواصل الاجتماعي ينهل منها طلابك المعلومات والمعارف والقيم الاجتماعية والمبادئ، لعل هذا العالم ينافسك في التأثير على طلابك ويسبقك لعقولهم ولقلوبهم، ولعله ينافسك في استقطاب اهتمامهم فهم يتعلمون منه أكثر مما يتعلمون منك، ويحتكون به ويتفاعلون معه مدة تفوق مدة التفاعل والتواصل معك، حتى نكاد نشعر أن التعليم الحقيقي يكون من خلال هذه الوسائل وأن ما تقدمه من علم مجرد تعليم رسمي يهدف إلى نيل الورقة التي تشهد أنه تعلم «الشهادة»، فيقبله رب العمل.

قف يا معلم وقفة تأمل وفكر كيف تستثمر تلك الوسائل الحديثة لتعينك على تحقيق رسالتك وهدفك، بدل من أن تنافسك، فاستعن بها ووظفها لتعليم الطلاب وإكسابهم المهارات والقيم والمبادئ الصحيحة السليمة التي تتفق وثوابت أمتك، علمهم مهارة التفكير النقدي وعلمهم المعايير التي يقيمون ويحكمون مايقرأون ويسمعون ويكتبون خلال تلك الوسائط، بل وجههم للمواقع والتطبيقات المفيدة التي تعينك على توصيل رسالتك، فاجعل هذه الوسائط عوناً لك.

قف يا معلم واستثمر كل ما يتاح لك من وسائل التكنولوجيا لتعينك على تحقيق رسالتك، واغتنم تلك الفرصة التي طرحتها لك وزارة التربية والتعليم وهو برنامج إلكتروني «بوابة التعليم» فالمواقع الإلكترونية يسعد الطلاب باستخدامها ويألفها فهي لغة عصرهم ومن خلالها تزيد دافعيتهم للتعلم لأنها الوسيلة التي يتعامل معها أبناء هذا الجيل. قف يا معلم وتأمل تلك البوابة التعليمية ستجد أنها وسيلة تجعلك على صلة بطلابك وأولياء أمورهم فتوفر عليك الجهد والوقت، هي منظومة متكاملة فاغتنمها لتعينك في نقل المعرفة وتوفر وقتك وجهدك لنقل التعليمات وتعينك على التواصل مع أولياء الأمور، ستوفر عليك جهد طباعة الجدول الدراسي وتوزيعه على الطلبة، ولن تحتاج لطباعة رسالة لولي الأمر تشعره بغياب ابنه، ولا داعي لتصوير ونسخ المذكرات والواجبات المنزلية، كما أنه من خلال هذا البرنامج الإلكتروني يمكنك أن تضع ما شئت من تدريبات وتطبيقات وتودعها في النظام فتكون متاحة للطالب للإجابة على الأسئلة، لن تحتاج لحمل كراسات الطلبة وتصحيحها والتأكد من أن كل طالب قد سلم الكراسة ثم تعيد توزيعها على الطلبة، ولا تحتاج أن تشدد على الطلبة لضرورة تسليم الواجب في الوقت المحدد، وتلح وتذكر الطلبة المتأخرين وتخفف من الضغوط والشد والجذب مع الطالب لتسليم الواجب، سيريحك النظام فملف التدريبات والأسئلة موجود على البوابة التعليمية، وتحدد موعد بدء عرض الواجب وموعد تسليمه، فيتعلم الطالب الانضباط الذاتي، وتنصف الطالب الذي يسلم الواجب في الموعد، فالبوابة تنظم هذه العملية، كل ما أردت أن أقوله إن بين يديك برنامجاً إلكترونياً يوفرعليك الوقت والجهد ويساعد الطالب على المزيد من التعلم فهي وسيلة محببة له، كما يهييء الطالب لاستخدام هذا النوع من برامج الحاسوب والتي عادة ما تستخدمها الجامعات، فيتخرج الطالب وقد ألف التعامل مع برامج الحاسوب التعليمية، استثمر هذه الوسيلة لتسهل عليك نقل المعرفة للطلاب، وتعطيك فرصة للتركيزعلى تنشئة الأبناء فتلك رسالتك الحقيقية.

قف يا معلم وتأمل فبين يديك وسيلة تلقي عن عاتق أبنائنا أوزان حقائب أثقلت ظهور طلابك بأحمال كراسات لا حاجة لهم بها، فالمنظومة تغني عن بعض هذه الكراسات، أوزان وأثقال أرهقت ظهور طلابنا لا حاجة لهم بمعظمها وهي تسبب أضراراً صحية لأبنائنا. وأخيراً أقولها بكل صدق، أنت تستحق أن نقف لك جميعنا ونوفك التبجيلا فمعلم اليوم يواجه تحديات كبيرة لكثرة المتغيرات والمستجدات في المجتمع.