في أوقات الشدائد والتحديات تعرف جيداً الشقيق والصديق من غيره، ولأنهم عرفوا بتواضعهم وعفويتهم العربية الأصيلة، كان لزاماً أن يكن شعب البحرين لشعب الإمارات كل حب وتقدير واعتزاز، فهو تقدير نابع من الهوية المشتركة، والتاريخ المشترك، والمصير المشترك، والمستقبل الواحد.

يعرف أهل الخليج جيداً التقدير الذي كان يكنه المغفور له بإذنه تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لقيادة وشعب البحرين، وهو تقدير بادله إياه عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه منذ عقود طويلة، وبادله إياه كذلك البحرينيون. مثل هذا التقدير العميق المتبادل ساهم في تشكيل ملامح العلاقات البحرينية ـ الإماراتية حتى باتت مثالاً على العلاقات الثنائية القائمة على الهوية والمصالح المشتركة لأن مصير البلدين واحد، وإن تباعدت المسافات جغرافياً، إلا أن الإمارات ستظل الأقرب إلى قلوب البحرينيين جميعاً.

واجهت البحرين تحديات صعبة، ولم تتردد أبوظبي يوماً في الوقوف مع المنامة في مختلف القضايا، فكانت نعم السند، ونعم الداعم دوماً. ووصل الترابط بين البلدين في أسمى صوره عندما قدم البلدان شهدائهما الكرام البررة في معارك الشرعية والنخوة العربية في البحرين واليمن في معارك مصيرية كان الواجب المقدس فيها نداء للجنود البواسل.

تتشرف البحرين اليوم لتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، وجميع أبناء زايد يومهم الوطني المجيد، وهو يوم مجيد للعرب جميعاً عندما قدم الإماراتيون دروساً عظيمة في الوحدة والاتحاد عجز عنها غيرهم، وسبب ذلك أنهم لم يراهنوا على الماضي أو الحاضر، بل راهنوا على المستقبل، وها هم اليوم يحصدون نجاحاتهم وإنجازاتهم في مختلف المجالات.

نسعد كثيراً بكل إنجاز إماراتي، وبكل نجاح تنموي، لأننا نؤمن أن كل نجاح يحققونه، وكل منجز يتمكنون منه هو إنجاز مشترك لنا جميعاً. وكما تعلم الجميع من دروس التنمية والحضارة في كل مكان، كانت دروس التنمية الإماراتية النموذج المختلف الذي نفخر به، وننظر إليه على أنه نموذج وطني نابع من الخصوصية الخليجية.

ستظل العلاقات البحرينية ـ الإماراتية ثابتة الخطى، ومتسارعة الخطوات، وذات زخم مميز لأنها علاقات أسسها متينة، وتعبّر بصدق عن تطلعات الإماراتيين والبحرينيين معاً.

نهنئ الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بهذه المناسبة العزيزة، وأدام الله اتحادكم الشامخ.