نقابل في حياتنا اليومية شخصيات لها سلوكيات حسنة وسلوكيات سيئة ولا توجد شخصية تصل إلى الكمال، فجميعنا ينقصنا شيء في شخصيتنا إلى أن هذا يتفاوت من شخص لآخر، فعندما نقابل من يثير انزعاجنا وغضبنا، ويعكر صفو مزاجنا ويستفزنا وبأسلوب وسلوك يلجأ إليه بعض الأشخاص من أجل تحقيق غايتين أحدهما إيجابية وتكمن في تحفيز الآخرين على العمل، والأخرى سلبية وتهدف إلى إثارة غضب الآخرين وهذا يطلق عليه الشخصية المستفزة هو ذلك الشخص الذي يهدف إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر من خلال القول أو الفعل، فهو يعلم جيداً الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه، فيبدأ بفعل هذه الأشياء لإثارته واستفزازه، ويرجع هذا إلى حالة سلوكية سلبية بداخله، وقد يكون صاحب الشخصية المستفزة ليس لديه ثقة في نفسه، فيلجأ إلى هذه الأفعال للفت الانتباه أو لإثبات تميزه على الآخرين، وربما يكون الاستفزاز بشكل عفوي دون قصد من الشخص.

الشخصية المستفزة من أصعب الشخصيات التي يمكن أن يتعامل معها الإنسان لذا نبدأ برصد أفكار للتعامل مع هذه الشخصية كيفية التعامل معه وبإتيكيت:

ـ فعند التعامل مع هذه الشخصية الصعبة يجب التعامل معها بطريقة صحيحة، فكما نعلم أن لكل فعل رد فعل معاكس، فنحن يجب أن نستخدم فنون الرد الأنسب والسلوك المتزن، وضبط النفس.



ـ لا تنفعل واضبط نفسك ولا تجعل نفسك عرضه المستفزين.

ـ ثق بنفسك بأن لديك القدرة على ضبط انفعالاتك والتدرب على ذلك ، فلا تشعر الذي أمامك بأن هناك شيء يستفزك ويشعرك بالنقص.

ـ رتب التنفس لديك . عن طريق تقطيع التنفس بطريقة 7-11 تتنفس شهيق متقطع 6 مرات خلال 7 ثواني ومن ثم زفير 10 مرات خلال 11 ثانية.

ـ اجعل السعادة هدفك الأول، فلا تجعل أحدهم يعكر عليك مزاجك بسبب كلمات بسيطة، فالحياة أبسط من ذلك.

ـ التفحص ليس الجميع مقصدهم استفزازك، فقد يكون فعله ليس عن قصد وأيضاً هل الموضوع وأسلوبه عام أم يخصك أنت.

ـ أما إذا كان أسلوبه معك فقط فيجب هنا أن تركزي على ذاتك وتحاولي أن تتجنبي أن تكوني شخصية انفعالية وتتعلمي الاتزان وضبط ردودك الانفعالية والمتسرعة.

ـ أن نتعلم أسلوب الحوار ومهارات الحديث.

ـ الهدوء في الردود، وليس أنت مجبر على الرد على كل الأسئلة. ورحم الله الإمام الشافعي، قال: إذا نطق السفيه فلا تجبه .. فخير من إجابته السكوت فإذا إجابته فرجت عنه ... وإذا تركته غيظاً يموت.

ـ التجاهل: قد يكون التجاهل من أهم أساليب التعامل مع الشخص المستفز وتجنب الدخول معه في حوار. والتهميش قد يكون مجدياً فهؤلاء الأشخاص لا تجدي معهم أساليب الإقناع وفي تجاهله تحتفظ بقيمة لذات ومعاملتهم على أنهم غير موجودين من الأساس، وهذه الطريقة تشعر الأشخاص المستفزين بأنهم مهزومين وأن استفزازهم جاء بلا فائدةٍ ، وعدم الاهتمام بما يقولون، أو بما يفتعلون وهذا يعد درساً بالغاً لهم ولأمثالهم، فإن الاهتمام بهم والتعامل معهم بالمثل؛ قد يخلق تأزماً أخلاقياً وأدبياً يؤدي إلى استمرارهم في لغتهم الحوارية الغير مريحه للأطراف الآخرين مما يسبب مشاكل لا طائل ولانهاية لها.

ـ التعامل معهم ببرودة أعصاب وعدم الغضب عملاً بقول المولى عز وجل «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس» سورة آل عمران الآية «134»، وقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء»، لأن الاستمرار في جدالهم، وحواراتهم العقيمة والرد عليهم بالمثل، يشعرهم بالبهجة، ويتحقق مطلبهم في الإثارة ولفت الأنظار إليهم، وبالتالي نجاح طرق استفزازهم.

ـ في حالة صلة هذا المستفز لك وقربه منك تستطيع محاولة تقديم النصائح لهم ليتخلوا عن شخصياتهم الاستفزازية، والحرص على التكلم معهم بهدوء وثقة كبيرة، وتعزيز أهمية الحوار الودي معهم لمحاولة إقناعهم بالتخلي عن تصرفاتهم.