أحمد التميمي

مع قرب انطلاق كأس العالم المرتقب في يونيو 2018، والمزمع إقامته في روسيا، يبدأ الحديث المعتاد بين جماهير الفرق حول من سيظفر بتلك الكأس الذهبية، وأغلبها أحاديث يطغى عليها الجانب العاطفي في التكهنات. في هذا المقال نستعرض أبرز المرشحين لنيل كأس العالم القادم.

• البرازيل:



من غير الممكن الحديث عن أي المرشحين للفوز ببطولة كأس العالم، دون أن نذكر أسياد الكرة البرازيليين. منتخب البرازيل سيدخل البطولة بخط هجوم ناري يضم نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان، وغابريل دي جيسوس مهاجم مانشستر سيتي الخطير، وفيليب كوتينيو وروبرت فيرمينو نجوم ليفربول. بالإضافة لذلك، دبابة خط الوسط كاسيميرو المحترف في ريال مدريد الإسباني، والأظهرة مارسيلو وداني ألفيس، حيث يعتبر الاثنان من أفضل الأظهرة في الوقت الحالي، لقدرتهما على أداء الدور الدفاعي والهجومي وصناعة الفرص بفاعلية كبيرة. لاعبي البرازيل في هذه البطولة سيكونون أكثر نضجاً من النسخة السابقة التي أقيمت على أرضهم في 2014. كما أن العلاقة الوطيدة بين اللاعبين والمدرب أدينورليوناردو باتشي "تيتي" ستسهم في انسجام أكبر في الملعب، وهذا عكس ما شاهدناه عندما كان الفريق بقيادة المدرب السابق "دونغا".

بالإضافة للأسماء القوية التي تضمها تشكيلة البرازيل، فإن القرعة قد أوقعت البرازيل في مجموعة سهلة نسبياً، تضم كلاً من سويسرا وكوستاريكا و صربيا.

المنتخب لديه دفعة معنوية قوية لتعويض إخفاقه في 2014 ومصالحة جماهيره، وهذا ما تجلى واضحاً في التصفيات، حيث كان أول المتأهلين لكأس العالم. كما إن الفريق لديه دافعاً أكبر للانتقام من الهزيمة المذلة التي خسرها من المنتخب الألماني بهدف لسبعة في البطولة الماضية، حيث بالإمكان أن يلتقي الفريقين في دور الستة عشر في حال تأهل الفريقين.

• ألمانيا

حامل اللقب السابق، وحامل لقب كأس القارات الذي فازت به بفريق من الصف الثاني، مرشح لإضافة النجمة الخامسة على قمصانها ومعادلة رقم المنتخب البرازيلي. لعل أبرز ما يرجح كفة الماكينات الألمانية أنه منتخب متكامل، يملك صفاً ثانياً يضاهي الصف الأول بالقوة والفاعلية كما شاهدنا في كأس القارات. المنتخب الألماني لا يملك نجم أوحد كما هو الحال مع بعض الفرق الكبار، وهذا يخلق ثقة أكبر للاعبين بأنفسهم، ويجعل المدرب يواخيم لوف في أريحية أكبر عند اختيار التشكيلة لكل مباراة.

الاستقرار الفني في منتخب ألمانيا، حيث سيكمل المدرب عامه الثاني عشر في تدريب المنتخب مع بداية البطولة، سيسهم إيجابياً على أداء الفريق. كما أن معدل أعمار منتخب ألمانيا في البطولة القادمة سيكون منخفضاً مقارنةً بالبطولات الماضية، ذلك بالإضافة إلى اللياقة العالية التي يتمتع بها لاعبي المانشافت بشكل عام، يعني أن الفريق سيعمل بنشاط وحيوية كبيرين على مدار التسعين دقيقة. أخيراً وليس آخراً، اعتياد الألمان على الأجواء الباردة، سيعطيهم أفضلية على بقية المنافسين أمثال البرازيل والأرجنتين.

• فرنسا

حصل ديديه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي، على كأس العالم قبل 20 عاماً وهو لاعب، ويسعى هذه المرة للظفر بها وهو مدرب. ديشامب سيبدأ كأس العالم بكتيبة مدججة بالنجوم في جميع الخطوط، ولعل تشكيلة الديوك الفرنسية التي تضم بول بوغبا وكيليان مبابي على سبيل المثال، قد تكون التشكيلة الأغلى في المونديال. خط الهجوم يضم خمسة قناصة على طراز عال، وهم أنتوني مارسيال، انطوان غريزمان، كيليان مبابي، أوليفييه جيرو وأندريه جينياك، وخط وسط يكفيك أنه يضم بول بوغبا ونغولو كانتي. وستلعب فرنسا في مجموعة سهلة نسبياً تضم أستراليا، بيرو، والدنمارك، ما يعني أن طريق فرنسا لدور الستة عشر معبد بالورود. كما هو الحال مع ألمانيا، ولعل اعتياد الديوك على الأجواء الأوروبية سيعطيهم أفضلية على البرازيل والأرجنتين. نظرياً، الفريق لا يعاني من نقاط ضعف واضحة قد تسهم في ابتعاده عن الكأس اللهم في على مستوى الظهيرين بعض الشيء، ولكن الميدان دوماً هو الفيصل.

• الأرجنتين

تعثر المنتخب الأرجنتيني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكان من الممكن أن يغيب عن المونديال لولا التألق اللافت لنجمه ليونيل ميسي الذي أحرز 3 أهداف في المباراة الختامية للتصفيات أمام الإكوادور ليضمن لمنتخب بلاده المشاركة في نهائيات روسيا. ولكن بمجرد وصول منتخب التانغو للمونديال، يصبح تلقائياً أحد أقوى الفرق المرشحة للحصول على لقب البطولة. رغم وجود كوكبة من النجوم في المنتخب الأرجنتيني، بل يصف البعض أن الأرجنتين تملك مهاجمين يشيب الرأس لذكرها كديبالا وايكاردي وأغويرو وهيغواين، إلا أن تألق الفريق مرهون بتألق أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي. منتخب الأرجنتين طريقه لن يكون سهلاً، فقد وضعته القرعة في مجموعة متوازنة إلى جانب كرواتيا ونيجيريا وآيسلندا، وفي حال تأهله لدور الستة عشر قد يلاقي منتخب الديوك الفرنسي مما قد يعقد مهمته أكثر.

• إسبانيا

يضم منتخب الماتادور الإسباني خط وسط قوي جداً ومكتظ يضم إيسكو نجم ريال مدريد، والمحوري سيرجيو بوسكيتس لاعب برشلونة، بالإضافة إلى المخضرم الرسام إنييستا وألكنتارا "بايرن ميونيخ" ودافيد سيلفا "مانشستر سيتي" وكوكي وساؤول "أتلتيكو مدريد" وماتا "مانشسر يونايتد" تصدر منتخب إسبانيا مجموعته في التصفيات كأس العالم، وحقق نتائج رائعة كان آخرها الانتصار على المنتخب الإيطالي بثلاثية.

وبجانب الوسط هناك خط الدفاع بقيادة الحارس دي خيا وأمامه العملاقين راموس وبيكيه والظهيرين كاربخال وألبا، لكن المشكلة في تذبذب خط الهجوم حيث يقف موراتا وحيداً، وبمساندة من الواعد أسينسيو.. رغم التوقعات تشير إلى عودة المشاكس ديغو كوستا لهجوم لاروخا.

المنتخب الإسباني تجاوز مرحلة إعادة بناء الفريق، فبعد حصوله على كأس العالم في 2010، مر بمراحل تذبذب في المستوى حتى استطاع إنجاب جيل جديد قادر على المنافسة مرة أخرى.

* منتخبات مرشحة أخرى

بغض النظر عن فرسان الرهان التقليدية فإن كرة القدم قد تتوج منتخبات أخرى ليست أقل شأناً، لكنها لا تملك الإمكانيات والخبرة التي تقودها للكأس الذهبية. ويرى كثيرون مثلاً أن منتخب بلجيكا يضم كوكبة خارقة من النجوم التي تصنف بـ 5 نجوم يقودها هازارد ودي بروين ومارتينز ولوكاكو وفلايني والحارس كورتوا.

كذلك الحال مع المنتخب البرتغالي التي يقودها أفضل لاعب في العالم كرستيانو رونالدو ولويس ناني ومعهما أندريه سيلفا والمدافع المخضرم بيبي وأندريه غوميز وجواو ماريو ووليام كارفايو.

ويجب عدم نسيان المنتخب الإنجليزي بتاريخه العريق وجيله الجديد بقيادة هداف السبيرز هاري كين وزميله ديلي آلي، وهندرسون ورحيم ستيرلينغ وراشفورد وداير وكاهيل وستونز. علماً بأن إنجلترا تعيش موسماً أسطورياً حيث فاز منتخبا الناشئين والشباب بكأس العالم على التوالي، ومن يدري لعل ذلك يشعل الغيرة لدى كتيبة المدرب ساوثغيت ليحقق حلماً طال انتظاره ودخل عامه الـ 51 منذ الفوز بنسخة 1966م.