* اليمن فوق صفيح ساخن.. وهادي يدعو الشعب إلى "إنهاء تسلط" المتمردين

* مصادر لـ "الوطن": المتمردون غدروا بالرئيس السابق بعد اتفاق على خروج آمن لمسقط رأسه

* هادي يدعو إلى الانتفاض ضد الحوثيين و"فتح صفحة جديدة" في "يمن موحد"



* الرئيس اليمني يطلق عملية عسكرية لاستعادة صنعاء

* التحالف يطلب من المدنيين الابتعاد عن مواقع الحوثيين

* الحكومة الشرعية: نمد يد التعاون لكل من يقف في وجه ميليشيات الحوثي الدموية

* قيادي يمني: الحوثيون قتلوا صالح قنصاً بالرأس

* قيادي في "المؤتمر": الحوثيون مثلوا بجثة صالح

* زعيم ميليشيات الحوثي يتشفى بمقتل "الرئيس المغدور"

* ميليشيات الحوثي: قتلنا صالح بهجوم على سيارته بالرصاص والقذائف الصاروخية

* قتلى وجرحى في معارك دامية بين قوات صالح وميليشيات الحوثي

صنعاء - نشوان أحمد، وكالات

يعيش اليمن فوق صفيح ساخن، بعد إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام الاثنين مقتل زعيم الحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بدم بارد، على أيدي المتمردين الحوثيين. وساد الشارع اليمني حالة من الارتباك، فيما دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جميع اليمنيين إلى الانتفاض ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران بعد مقتل صالح، في الوقت ذاته، طلب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز الحوثيين، في إشارة إلى احتمال تكثيف الغارات الجوية على صنعاء.

وتشهد العاصمة صنعاء حالة من الهدوء الحذر باستثناء اشتباكات ومناوشات في أماكن متفرقة بين أنصار الرئيس السابق وميليشيات المتمردين الحوثيين.

ونصبت ميليشيات الحوثي نقاطاً عسكرية مشددة وكمائن في مناطق متفرقة من ضواحي صنعاء لمحاصرة قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام والقبض عليهم، في حين يحاول بعض رجال صالح العسكريين لملمة شتات مسلحيهم للقيام بعمليات انتقامية خلال الساعات والأيام القادمة.

وقالت عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام فائقة السيد الإثنين إن "ميليشيات الحوثي أطلقت النار على صالح واستشهد ومعه قيادات أخرى.. وهم يدافعون عن الجمهورية" جنوب صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ 3 سنوات.

وأضافت "استشهد الزعيم وقد دشن معركة تحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي".

وأفاد مصدر عسكري في الحزب بأن المتمردين أعاقوا طريق موكب كان يوجد فيه صالح، وكان مؤلفاً من 4 سيارات، على بعد 40 كلم غرب صنعاء. وأطلقوا النار عليه، وقتلوا بالرصاص صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا ومساعده ياسر العواضي.

من جانبه، قال السياسي اليمني علي البخيتي إن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قد قتل قنصاً وليس أثناء تفجير منزله.

ووفقاً لمعلومات حصلت عليها "الوطن" من مقرب من أحد الحراسات الشخصية للرئيس الأسبق، فقد أكدت أن"صالح تعرض للغدر من جماعة الحوثي التي ارسلت وساطة قبلية لاقناعه بالتوقف عن القتال مقابل ضمان حياته وتأمين خروجه الى مسقط رأسه في منطقة سنحان المحاذية للعاصمة وهو ما وافق عليه صالح قبل ان يتم نصب كمين محكم له في طريق خروجه نحو مسقط رأسه".

وقال المصدر "حتى الآن لا نعلم هل تم قتله ومرافقيه في الاشتباكات بالكمين المسلح الذي نصب له من قبل الحوثيون أم أنه تم اعتقاله وإعدامه فيما بعد".

وكان زعيم المتمردين أرسل وفداً يضم قيادات كبيرة من جماعته بينهم محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية وأبو علي الحاكم رئيس جهاز الاستخبارات الحوثية إلى مشايخ من قبائل طوق صنعاء لطلب التدخل كوسطاء بين الجماعة المتمردة وصالح على أن يقوم الأخير بوقف المواجهات المسلحة ويبقى في منزله محمياً بحراسته الشخصية وسيتولى مسلحو الحوثي حمايته أيضاً كما قال الحاكم.

واندلعت السبت في صنعاء اشتباكات عنيفة بين قوات صالح ومسلحي الحوثي اثر قيام ميليشيات المتمردين باقتحام مسجد الصالح ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الطرفين.

من جانبه، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جميع اليمنيين إلى الانتفاض ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وطالب هادي، الذي كان يتحدث في بث على الهواء مباشرة على قناة العربية، بفتح صفحة جديدة في القتال ضد الحوثيين الذين تحالفوا مع صالح قبل أن ينقلب عليهم ويعرض مساندة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وقال "أدعو جميع أبناء شعبنا اليمني في كل المحافظات التي لازالت ترزح تحت وطأة هذه المليشيات الإجرامية الإرهابية إلى الانتفاض في وجهها ومقاومتها ونبذها وسيكون جيشنا البطل المرابط حول صنعاء عوناً وسنداً لهم، فقد وجهنا بذلك".

وأضاف في إشارة إلى الحوثيين "يكفي شعبنا اليمني هذه المعاناة التي سببتها له تلك العصابات الإجرامية.. هذا الشعب لا يستحق إلا الحياة الكريمة والعيش الكريم".

كما دعا قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه صالح "للتوحد خلف قيادتها الشرعية وخلف الشرعية الدستورية والحكومة الشرعية التي كانت وستظل خيمة وطنية لكل أبناء الوطن من المهرة "في أقصى الشرق" إلى صعدة "في أقصى الشمال"".

وأمر هادي في وقت سابق الاثنين بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، حسب ما أعلن مصدر في الرئاسة اليمنية.

وأعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر من عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها، إن "الرئيس سيعلن قريباً عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه".

وقالت الحكومة الشرعية "نمد يد التعاون لكل من يقف في وجه ميليشيات الحوثي الدموية".

وتسارعت التطورات في اليمن خلال الساعات الماضية. وبعد ايام على انهيار التحالف بين قوات الرئيس علي عبدالله صالح والحوثيين واندلاع معارك دامية بين الفريقين لا تزال مستمرة، قتل الرئيس اليمني السابق مع عدد من معاونيه عندما أطلق الحوثيون الرصاص على موكبه أثناء مروره على بعد 40 كيلومتراً غرب صنعاء.

بدورهم، أعلن المتمردون الحوثيون مقتل صالح في خضم معارك متواصلة منذ أيام بينهم وبين أنصاره وإثر انهيار تحالف بين الطرفين استمر 3 سنوات ضد القوات اليمنية الحكومية المدعومة من السعودية.

وأظهر شريط فيديو بثه مسؤولين حوثيين جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالرأس، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل. وقال قيادي في حزب المؤتمر إن "الحوثيين مثلوا بجثة صالح".

ووصف بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للحوثيين علي عبدالله صالح بـ "زعيم الخيانة". وتحدث البيان الذي نشره موقع وكالة "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين، عن "انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة (...) وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره".

وتحدث قائد ميليشيات الحوثي الإيرانية عبد الملك الحوثي، بلهجة مليئة بالتشفي، وأظهر سعادته بمقتل الرئيس اليمني "المغدور" علي عبد الله صالح، الاثنين. وقال الحوثي مهنئا أنصاره "نتوجه بالتهاني لكل أبناء شعبنا العزيز وبالشكر لله. اليوم هو يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة". وأضاف أن "تغير موقف صالح من الميليشيات الإيرانية كان أكبر تهديد يواجه اليمن لكن فشلت وسقطت هذه المؤامرة سقوطاً مدوياً بشكل وجيز جداً خلال 3 أيام".

وشهدت المعارك بين قوات صالح وميليشيات الحوثي سقوط قتلى وجرحى من الطرفين في مديرية بيحان في محافظة شبوة اليمنية.

وامتدت الاشتباكات بين الطرفين إلى منطقة سنحان مسقط رأس صالح.