* مسؤول بالمؤتمر لـ "الوطن": الراعي أبرز المرشحين لخلافة صالح بقيادة الحزب

صنعاء - نشوان أحمد

لم تستفق العاصمة صنعاء بعد من صدمة الاثنين الدامي، الذي راح ضحيته الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعدداً من رفاقه وقيادات حزبه على أيدي جماعة الحوثي الإرهابية.


وكسا الحزن وجوه سكان العاصمة اليمنية التي بدت شوارعها شاحبة وخالية من الازدحامات المرورية كما هي عادتها.

وفي المقابل، احتفلت جماعة الحوثي في إحدى ضواحي العاصمة وتحديداً في شارع المطار بمقتل "صالح" و"وأد الفتنة والمؤامرة"، على حد قولهم.

وفي الوقت الذي مازال الحوثيون يحتفظون بجثة صالح لديهم رغم تأكيدات مسؤولي الجماعة المتمردة بأنهم سيسلمون جثة صالح لأسرته بعدما يتم استكمال بعض الإجراءات التي لم يفصحوا عن ماهيتها أو تحديد موعد التسليم، ذكرت مصادر مقربة من أسرة صالح أن جماعة الحوثي تحاول المقايضة عبر وضع بعض الاشتراطات لتسليم الجثة منها التعهد بعدم إقامة مراسم تشييع شعبية ودفن الجثة في مسقط رأسه بسنحان، وليس في صنعاء خوفاً من تحول مراسيم التشييع إلى مظاهرات غاضبة عليهم.

وقالت مصادر يمنية الثلاثاء، إن قائد قوات حزب المؤتمر الشعبي في اليمن، العميد طارق صالح، قتل قبل أيام، وذلك خلال مواجهات مع الميليشيات الحوثية الإيرانية في صنعاء.

ونعى حزب المؤتمر "استشهاد العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح أثناء المواجهة مع مليشيات الغدر والخيانة الحوثية".

ويبدو أن العميد طارق، قتل قبل اغتيال زعيم حزب المؤتمر الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، على يد قوة من ميليشيات الحوثي المرتبطة بالنظام الإيراني.

وأضاف البيان أن "العقيد الركن محمد محمد عبدالله صالح تعرض لإصابة بشظية من صاروخ في الكبد أسعف على إثرها للمستشفى الألماني ومعه الرائد أحمد الرحبي..".

وأردف بيان حزب المؤتمر أن ميليشيات للحوثي بقيادة "المدعو أبوعيسى" اختطفت الضابطين من "المستشفى.. ولذا نحملهم المسؤولية الكاملة عن حياتهم".

أما عن مصير اللواء الركن محمد عبدالله القوسي وصلاح علي عبدالله صالح، قال البيان إنه "لا يزال مجهولا.."، في حين تم أسر مدين علي عبدالله صالح.

يشار إلى أن ميليشيات الحوثي الإيرانية شنت في الأيام الماضي سلسلة عمليات قتل ضد أسرى، بعد ساعات من اغتيالها الرئيس اليمني الراحل.

وكانت صنعاء شهدت حملة اعتقالات طالت عدداً من المناوئين لها بينهم قيادات عسكرية وأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام ، في مشهد يبدو أنه فرض إجباري لقانون الطوارئ الذي وقف الرئيس المغدور وقيادات حزبه حائلاً أمام اقراره بصورة رسمية طوال الشهور الماضية.

حملة الاعتقالات التي جرى ويجري تنفيذها، تأتي في سياق ممنهج تسعى من خلاله جماعة الحوثي المتمردة لاستكمال بسط سيطرتها بشكل كامل وبالقوة المفرطة على العاصمة وقمع أي تحركات شعبية مناوئة لهم عبر الاختطافات وترويع المواطنين الغاضبين من مقتل صالح وبطش الحوثيين المفرط.

وفي مؤشر واضح على ما تضمره الجماعة المتمردة والنهج الذي ستسلكه في الأيام القادمة حذر محمد علي الحوثي المواطنين من الخروج عن توجيهات زعيمهم الهارب في كهوف صعدة. وقال في الحفل الذي أقامته الجماعة ابتهاجاً بمقتل صالح: "احذر كل المجاميع بأن تلتزم بتوجيهات قائد الثورة وكل من خالفها سنواجهه بحزم وقوة".

ابتهاج الحوثيين بالأحداث الدامية التي حصدت مئات القتلى والجرحي في صنعاء خلال يومين فقط وتوجوها بالغدر بحليفهم في الانقلاب، جعلهم يشعرون بأنهم نجحوا في تصفية أقوى خصومهم في صنعاء وخلو الساحة لهم ما يمكنهم من التركيز على حروبهم الأخرى التي لاتنتهي.

على الصعيد الميداني، تمكنت بعض المجاميع المحسوبة على الرئيس السابق علي صالح، ورجال القبائل من نصب كمائن متفرقة لمسلحي الحوثي في بعض الجبهات.

وقال عضو في المجلس السياسي لجماعة الحوثي، إن قوات صالح وأنصاره من رجال القبائل قطعت إمدادات التغذية والأدوية ونصبت الكمائن لمقاتلي الجماعة.

وقال حسين العزي، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس السياسي للحوثيين في منشور على "تويتر"، إن مقاتلي الجماعة تعرضوا لكمائن مسلحة في جبهات صرواح وميدي والبيضاء ومأرب. وأضاف العزي إن الميليشيات، في وصفِه للقوات الموالية لصالح وأنصاره من رجال القبائل ، نصبت كمائن لسيارات نقل الغذاء والدواء.

وغير بعيد، تجري قيادات في مليشيا الحوثي مشاورات مكثفة مع بعض قيادات حزب المؤتمر للاعلان عن قيادة جديدة للحزب من شخصيات مؤتمرية استطاعت الجماعة احتوائها مؤخراً او من الذين استطاعت الجماعة زراعتهم في صفوف الحزب منذ فترة طويلة ، ومن المعروف لدى المتابعين للشأن اليمني أن حزب المؤتمر لم يكن حزباً سياسياً بمعناه الحقيقي، بل جمع في صفوفه تشكيلات واسعة من ذوي المصالح والمرتبطين بمشاريع أخرى فضلاً عن شخصيات كبيرة عرفت بانتماءتها السلالية من الأسر الهاشمية أو من أولئك الذين قاتلوا، في صفوف الملكيين إبان ثورة 26 سبتمبر 1962 قبل ان يتحولوا الى صف الجمهوريين لاحقاً بعد نجاح الثورة.

ولم ينف مسؤول كبير في حزب المؤتمر تلك المعلومات، اذ أكد في اتصال هاتفي مع صحيفة "الوطن"، أن هناك مؤامرة يجري طبخها لتحويل أكبر حزب سياسي في اليمن إلى مجرد أداة وتابع للجماعة الميليشياوية من خلال الإعلان عن قيادة جديدة للحزب بعد تصفية معظم قياداته الحقيقية ويتوقع أن يتم الاعلان عنها في الأيام القادمة.

وقال المسئول المؤتمري لـ "الوطن" "يبرز اسم يحيى الراعي رئيس مجلس النواب كأبرز الأسماء المرشحة لخلافة صالح في قيادة الحزب".

ويعرف يحيى الراعي المنتمي لإحدى قبائل محافظة ذمار بأنه كان من أشد المناوئين لثورة 26 سبتمبر، حيث قاتل بضراوة في صفوف الملكيين، إبان حصار صنعاء أو ما يعرف بحصار السبعين يوماً عام 1967 والذي انتهى بدحر الملكيين وانتصار ثورة سبتمبر، قبل أن يتم إعادته من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتعيينه اركان حرب اللواء الثالث مدرع خلال ثمانينات القرن الماضي، وهو ما قوبل برفض بعض القيادات الجمهورية حينها من منطلق خلفية الرجل الامامية وقتاله في صف اعداء الثورة.

لكن علي عبدالله صالح رد بعبارته الشهيرة المقتبسة عن قول من الأثر "خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام"، ومن ثم تم الدفع بالراعي كمرشح لحزب المؤتمر في الانتخابات النيابية منتصف التسعينات عن إحدى الدوائر الانتخابية في مدينة رصابة - محافظة ذمار ليتولى بعدها رئاسة البرلمان عقب وفاة الشيخ عبدالله الأحمر.