موسكو - (وكالات): أعلنت روسيا الخميس ان الاراضي السورية "تحررت بالكامل" من تنظيم الدولة "داعش"، رغم انه ما زال يسيطر على عدد من الجيوب في البلاد. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في لقاء صحافي الخميس ان "مهمة الجيش الروسي القاضية بهزم تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي المسلح أنجزت"، مضيفة انه "لم يعد هناك الان اي بلدة او منطقة في سوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة "داعش"". وكانت القوات الحكومية السورية التي تلقى دعم روسيا تقاتل المتطرفين على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يشطر محافظة دير الزور الشرقية الى قسمين، فيما واجهتهم القوات المدعومة من الولايات المتحدة على الضفة الشرقية. واكد الجنرال سيرغي رودسكوي من قيادة اركان الجيش الروسي خلال اللقاء الصحافي ان "الاراضي السورية تحررت بالكامل" من التنظيم المتطرف. وبحسب الجنرال رودسكوي فان ضربات جوية "غير مسبوقة" نفذت في الايام الماضية في منطقة البوكمال، آخر مدينة كبرى كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة "داعش"، مشيرا الى ان الطائرات الروسية تنفذ يوميا اكثر من مئة طلعة جوية و250 ضربة. وقال ان القوات الخاصة الروسية ادت دورا ايضا عبر توجيه ضربات جوية "والقضاء على ابشع قادة جماعات المقاتلين خلف خطوط العدو". واضاف الجنرال الروسي ان "عصابات مخربين من تنظيم الدولة "داعش"" قد تكون قادرة على التحرك حتى الان لكن القوات السورية ستتصدى لها.

لكن المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر الخميس أن تنظيم الدولة "داعش"، لا يزال يسيطر على 8% من محافظة دير الزور شرقا فيما كان يسيطر عليها في شكل شبه كامل قبل بضعة اشهر. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن "أكبر وجود لـ "داعش"، الآن على الضفة الشرقية للنهر. هناك تسيطر على 8 % تقريبا من المحافظة". كما يتواجد عناصر التنظيم شمال شرق محافظة حماة وحمص وفي الاحياء الفلسطينية في اليرموك بدمشق فيما تسيطر جماعة متحالفة معهم على مواقع جنوب سوريا. لكن عبد الرحمن اكد "ليس هناك وجود لـ "داعش" على الضفة الغربية من النهر. تسيطر قوات موالية للنظام على الجزء الغربي من المحافظة من معدان في الشمال الغربي وصولا الى الحدود العراقية". ومساء الاربعاء افادت الوكالة السورية الرسمية سانا بان "وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة أحكمت سيطرتها على كامل حوض الفرات بريف ديرالزور بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي "داعش" في المنطقة". على الصعيد الدبلوماسي ما زالت الجولة الثامنة من محادثات السلام بين الاطراف السوريين جارية في جنيف حتى 14 ديسمبر، وحذر المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الخميس من اي اعلان سابق لأوانه للنصر على تنظيم الدولة "داعش". وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي ان "الفوز ميدانيا على "داعش أمر، لكن هزيمة "داعش" وبالتالي منع نشوئها مجددا بتسمية اخرى ومع اشخاص آخرين يتطلب عملية سياسية شاملة وذات مصداقية ودستورا وانتخابات نيابية ورئاسية بإشراف الامم المتحدة". وتبلغت الأمم المتحدة الخميس من دمشق أن الوفد الحكومي سيعود الى جنيف نهاية الأسبوع للمشاركة في محادثات السلام، وفق ما أعلن دي ميستورا، محذراً من تداعيات تعطيل المفاوضات على كافة المبادرات لتسوية النزاع. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة "أبلغتنا الحكومة أن وفدها سيعود الى جنيف الأحد". وجاء اعلان دي ميستورا بعد ساعات من تأكيد وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية، ان الوفد سيصل الأحد الى جنيف على أن يعود الى دمشق منتصف الشهر الحالي، موعد انتهاء المحادثات. وغادر الوفد الحكومي السبت بعد توجيهه انتقادات حادة الى المعارضة لتمسكها بمطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً ذلك "استفزازياً" و"شرطاً مسبقاً". وربط موافقته على اجراء "حوار مباشر" مع المعارضة بتخليها عن مطلبها حول الاسد. الى ذلك، التقى وفد المعارضة السورية الخميس دي ميستورا في الأمم المتحدة. وقالت عضو الوفد بسمة قضماني للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع "أظهرنا.. أننا هنا من أجل الانخراط البناء مع الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا شريك حتى الآن" على طاولة المفاوضات. وانتقدت قضماني رداً على سؤال ربط الوفد الحكومي بين مضمون المحادثات والتطورات الميدانية والعسكرية في سوريا. وقالت "نحن هنا لا نبني عملية سياسية على أساس موازين القوى على الأرض، واذا كنا سنفعل ذلك فلسنا بحاجة الى الأمم المتحدة ولا بحاجة الى المرجعية الدولية". وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري حمل الجمعة على المعارضة استخدامها "لغة قديمة لم تعد تتناسب مع المعطيات الجديدة" في اشارة الى مطلب تنحي الأسد. وقال "هناك واقع سياسي على الأرض، نحن طرف قوي وجيشنا ينتصر على الارهاب".