* الحريري من باريس: علاقتنا بالسعودية مميزة

* دعم دولي لسياسة الحكومة اللبنانية في اعتماد مبدأ "النأي بالنفس"

* مؤتمر دولي لدعم لبنان اقتصادياً بسبب الأزمة السورية ومشكلة النزوح السوري



بيروت - بديع قرحاني، باريس - وكالات

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة القوى الاقليمية الى إبقاء لبنان بمنأى عن صراعاتها، لكي ينجح رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في إخراج بلاده من أزماتها المتعددة، مشيراً إلى أنه "من غير المقبول أن تتدخل مجموعات مسلحة لبنانية في الصراعات الدائرة في المنطقة"، في إشارة واضحة الى "حزب الله" اللبناني، في حين شدد الحريري على أن العلاقات مع المملكة العربية السعودية متميزة.

ونجحت فرنسا والحكومة اللبنانية في عقد مؤتمر دعم لبنان بباريس بحضور معظم الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي.

وقد أرادت الحكومة اللبنانية تدعيم بيانها الوزاري دولياً حول سياسة "النأي بالنفس".

وأكد الرئيس الفرنسي دعمه الكامل لاستقرار لبنان إضافة إلى دعم البيان الوزاري الأخير للحكومة اللبنانية والتي أكدت فيه اعتماد سياسة "النأي بالنفس".

وأشار ماكرون إلى أنه من غير المقبول أن تتدخل مجموعات مسلحة لبنانية في الصراعات الدائرة في المنطقة، في إشارة واضحة إلى "حزب الله" وقال إن "لبنان لا يجب أن يكون رهاناً ولا موضوعاً للصراعات في المنطقة ولا لاعباً فيها"، لافتاً إلى أن "لبنان مر بفترة ارتباك وقد استعاد الحريري منصبه كرئيس للوزراء وهذا القرار اتخذ بدعم من الرئيس عون وأتى إلحاقاً بمفاوضات مع قادة لبنان وهو خطوة إيجابية إلى الأمام". وقال ماكرون "نرغب أن يتم تطبيق بيان مجلس الوزراء الأخير بالكامل والأزمة الأخيرة سببها التوترات الاقليمية التي تواجه لبنان واستقراره أساس للمنطقة بأكملها"، مشيراً إلى أن "لبنان رمز للديمقراطية والتسامح وأحيي شجاعة الجيش اللبناني". وأضاف "الجيش اللبناني يعتبر العمود الأساسي إذ تمكن من الانتصار على "داعش" وجند الشام ومكافحة الإرهاب لم تنته لكن تفرض علينا أن نبقى متحدين، لافتاً إلى أن "الجيش مفتاح السلام والأمان في لبنان وفرنسا ستجتمع مع إيطاليا لمتابعة إنجازات مؤتمر روما الأخير لمساعدة الجيش.

وقال ماكرون في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في باريس بحضور الحريري "هناك تهديدات كبيرة لا تزال تخيم على استقرار لبنان وتحتم على الأسرة الدولية تقديم دعم قوي وحازم".

ويهدف اجتماع المجموعة المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، الى تقديم الدعم الى الحريري الذي عاد أخيراً عن استقالته بعد أن أدى إعلانها المفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر، إلى أزمة سياسية في لبنان.

وقال ماكرون "من أجل حماية لبنان لا بد أن يحترم كل الأطراف اللبنانيون وكل الجهات الفاعلة في المنطقة مبدأ عدم التدخل الأساسي"، مضيفاً أن "عدم التدخل في نزاعات المنطقة وسيادة لبنان مبدآن لا يمكن المساس بهما" وأن لبنان "يجب ألا يكون ضحية أو هدفاً أو المحرض لهذا النزاع".

وكانت الرسالة موجهة بشكل أساسي الى "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، والذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام السوري، ما يثير جدلاً في لبنان، ويتعرض لاتهامات لا سيما من السعودية، بالتدخل في النزاع اليمني.

والتقى الحريري على هامش الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي، بحضور وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد "مع عودة سعد الحريري الى لبنان، يبدأ العمل".

وقال ماكرون "علينا بذل جهود أكبر في المجالات الأمنية والاقتصادية والانسانية" لمساعدة لبنان.

وتوجه الحريري بالشكر مجدداً إلى ماكرون لمساعدته لبنان في "الخروج" من الأزمة السياسية التي أثارتها استقالته. وشدد على أن "استقرار لبنان يمر عبر قدرته في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية" الناجمة خصوصاً عن نزوح 1.5 ملايين لاجئ سوري.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن مؤتمراً سيعقد في بروكسل لـ "مساعدة لبنان في تحمل تكاليف اللاجئين الكثيرين على أراضيه"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الحريري في ختام الاجتماع.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة أمينة محمد بدورها إن "اقتصاد لبنان هو للخير العام في المنطقة ومن المهم أن يتحد الفرقاء لدعم لبنان وحمايته من التوترات"، مشيرة إلى أن "الأمم المتحدة ستدعم لبنان والأمن بالإضافة إلى مساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية".

من جهته، أكد رئيس الحكومة اللبنانية أن "الحكومة ستعتمد سياسة النأي بالنفس من أجل استقرار لبنان". وقال الحريري في مؤتمر الدعم الدولي الذي تنظمه فرنسا في باريس "إن هذه الأزمة سمحت بإظهار التعلّق الدولي باستقرار لبنان"، مشدداً أن على "الحكومة إجراء الانتخابات النيابية في مايو المقبل". وأوضح الحريري انه "على أساس الالتزام بالنأي بالنفس قررت التراجع عن استقالتي والقرار 1701 يساهم بضمان الاستقرار والأمن على الحدود الجنوبية وعلى حكومتي أن تستأنف برنامج العمل الرامي الى تأمين الاستقرار في لبنان"، لافتاً إلى أن "استقرار لبنان قد يبدو معجزة صغيرة نظراً للنزاعات في المنطقة والاستقرار نحافظ عليه بالحوار والتسويات". وتابع "مصرف لبنان يواصل ضمان الالتزام الكامل للقوانين والتشريعات الدولية واستقرار القطاع المصرفي اللبناني شرط أساسي من أجل استقرار لبنان واقتصاده". وشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اجل تنظيم الاجتماع البالغ الأهمية لدعم لبنان. وحذر الحريري من أن "القرار الأمريكي بشأن القدس من شأنه أن يعقد عملية السلام وهو سيشكل عقبة إضافية أمام الاستقرار في المنطقة لذا أكرر رفضنا في لبنان لهذا القرار".

وقد التقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون على هامش اجتماعات مجموعة الدعم الدولية للبنان.

وقال الحريري حول المسألة إن "الحل الوحيد بالنسبة لنا هو أن يعود هؤلاء النازحون إلى بلدهم، ولكن في الوقت نفسه أن تكون عودتهم إلى بلدهم آمنة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته تجاه لبنان وتجاه هؤلاء النازحين".

ومن المقرر أن يعقد اجتماعاً جديداً لدعم الاقتصاد اللبناني في الأشهر الأولى للعام 2018، بحسب ماكرون. وتعمل الحكومة اللبنانية خصوصاً على مشروع لتطوير البنى التحتية تحتاج له لاستثمارات دولية.

ومن المقرر عقد اجتماع في 2018 في روما لتعبئة المساعدة من اجل الجيش اللبناني على صعيدي التدريب والعتاد. وكانت السعودية تعهد دفع 2.2 مليار يورو من التجهيزات العسكرية الفرنسية قبل ان تتراجع عن ذلك في عام 2016 معللة ذلك بـ "تدخل حزب الله" في شؤون لبنان.

ووعد الحريري خلال المؤتمر الصحافي بان يلتزم لبنان سياسية "النأي بالنفس".

واستأثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بإسرائيل عاصمة لإسرائيل بجزء من الاجتماع.

وحذر الحريري من أن القرار "يزيد من تعقيد عملية السلام ويشكل تحدياً إضافياً للاستقرار في كامل المنطقة"، بينما دعا ماكرون الى "الهدوء" و"تحمل المسؤولية".