* عباس يرفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي احتجاجاً على قرار ترامب بشأن القدس

* استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 1114 في غارات لقوات الاحتلال ومواجهات

غزة - عزالدين أبو عيشة، عصام بدوي - القاهرة، وكالات



تصاعد الغضب الفلسطيني لليوم الثالث على التوالي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة"، وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن وقرى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما أسفرت المواجهات والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 1114 آخرين، بينما أكد مجدي الخالدي مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الرئيس عباس لن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي سيزور المنطقة في النصف الثاني من ديسمبر الجاري عقب التحول في سياسة واشنطن حيال القدس، فيما خرجت تظاهرات في الأراضي الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي.

وأصيب عشرات الفلسطينيين السبت بالاختناق ورصاص الاحتلال خلال المواجهات العنيفة المندلعة في مختلف المدن الفلسطينية، احتجاجًا على القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان.

وتظاهر مئات من الشبان في مناطق التماس الشرقية لقطاع غزة ودارت بينهم مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لـ "الوطن"، إن طواقمها تعاملت مع 92 إصابة في الضفة وقطاع غزة منذ صباح السبت.

وأفادت الجمعية بأن الإصابات في الضفة الغربية بما فيها القدس، توزعت على النحو التالي، 13 طلقات مطاطية، و36 بالغاز، وواحد ضرب و10 غير ذلك، أما في غزة فأصيب 10 مواطنين بالرصاص الحي، و22 بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأصيب 10 مواطنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي و22 آخرون بالاختناق أثناء المواجهات التي اندلعت على حدود تماس قطاع غزة.

وفي مدينة غزة شرق حي الشجاعية تمكن العديد من الشبان من اجتياز السياج الفاصل وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع أعلنت وزارة الصحة عن إصابات أثناء المواجهات المندلعة على الحدود الشرقية للمدينة.

وأصيب العشرات من المواطنين بالرصاص والاختناق أثناء المواجهات التي اندلعت في القدس المحتلة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقلت القوات الاحتلال 8 فلسطينيين بمساعدة المستعربين.

وقالت مصادر محلية لـ "الوطن"، إن "قوة كبيرة من الجيش هاجمت المشاركين في المسيرة بشكل استباقي وقامت بقمعها في محاولة لتفريقها، واعتدت على الطواقم الصحافية ومنعتهم من تغطية الحدث، واعتدت القوات بالضرب على وزير القدس ومحافظها ".

وفي نابلس أصيب 4 شبان بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، إلى جانب العشرات بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال المسيرات السلمية.

واندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية بورين في نابلس، بالتزامن مع اقتحام عدد كبير من المستوطنين القرية بحماية جنود الاحتلال.

وفي طولكرم، تمركز الجنود على بوابة جدار الفصل وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الشبان خلال المواجهات التي اندلعت في المنطقة، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق تم تقديم العلاج لهم ميدانيًا.

وفي الخليل، اندلعت مواجهات بين المواطنين والقوات الإسرائيلية في منطقة باب الزاوية مركز مدينة الخليل التجاري، وأطلقت القوات قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما تسبب بإصابة عشرات المواطنين بالاختناق.

يشار إلى أنّ وزارة الصحة أعلنت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي هي استشهاد 4 مواطنين وإصابة 1114 آخرين.

وذكرت الوزارة في بيانها، أن 954 إصابة تم علاجها ميدانياً، في حين نقلت 160 إصابة إلى مستشفيات الضفة وغزة والقدس.

وأوضحت أن إصابات الضفة والقدس بلغت 935، وإصابات غزة بلغت 179 وكان مجمل الإصابات 5 خطيرة جميعها في قطاع غزة، فيما وصفت معظم الإصابات المتوسطة وعدد منها بالمتوسطة.

وأسفرت غارات شنتها اسرائيل على قطاع غزة ردت عليها فصائل المقاومة بإطلاق صواريخ متكررة على الأراضي المحتلة عن استشهاد فلسطينيين اثنين من حركة حماس فجر السبت وسط ارتفاع منسوب التوتر في الأراضي المحتلة جراء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومنذ قرار ترامب الذي قوبل بانتقادات من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ عقد الجمعة، استشهد 4 أشخاص وأصيب العشرات في القطاع المحاصر.

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي "لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي في فلسطين".

وأضاف أن "الولايات المتحدة الأمريكية تخطت الخطوط الحمر بقرارها المتعلق بالقدس".

واعتبر غياث العمري الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن عباس "سيتبنى نهجا أكثر تشددا في ما يتصل بعملية السلام ونهجا أكثر ليونة حيال حماس".

واندلعت مواجهات جديدة السبت وألقى متظاهرون فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة الحجارة على عناصر الأمن الإسرائيليين الذين قاموا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي.

وفي غزة، وسط هتافات الغضب ودعوات للانتقام من إسرائيل وإطلاق النار في الهواء، شيع الفلسطينيون شخصين استشهدا في مواجهات قرب الحدود الجمعة وعنصرين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استشهدا في غارات السبت.

وحذر مسؤول عسكري إسرائيلي السبت من استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وقال الجنرال يواف مردخاي في بيان بالعربية نشر على موقع فيسبوك إن هذا الأمر سيؤدي إلى "رد قاس ومؤلم".

وأصيبت فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي إثر تجدد المواجهات على الحدود بعد جنازة شارك فيها الآلاف في خان يونس بقطاع غزة.

وفي القدس الشرقية المحتلة، استخدمت الشرطة الإسرائيلية القنابل الصوتية لتفريق متظاهرين فلسطينيين في شارع صلاح الدين الرئيسي.

وأثارت دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى إطلاق انتفاضة جديدة مخاوف من تصاعد العنف.

وأعادت حماس وحركة الجهاد الإسلامي تأكيد الدعوة السبت. وأصيب عشرات المتظاهرين بالرصاص المطاطي أو الحي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس في المواجهات التي تلت صلاة الجمعة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف منشآت لحركة حماس في قطاع غزة.

وأوقعت غارتان شهيدان و14 جريحا بينهم نساء وأطفال وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة. وينتمي الشهيدان إلى كتائب عز الدين القسام التي خاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل منذ العام 2008.

وبينما لاقى قرار ترامب ترحيبا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأنه أثار تنديدا دوليا.

وأصرت 5 دول أوروبية في مجلس الأمن أن السياسة الأمريكية الجديدة غير منسجمة مع القرارات الأممية، وأكدت ان القدس الشرقية أرض محتلة.

وكان 8 من أعضاء المجلس الـ15 طلبوا عقد الاجتماع الطارىء دون نية للتصويت على أي قرار كون الولايات المتحدة تملك حق الفيتو.

من جهته، اصر ترامب على أن خطوته التي كانت أحد وعوده الانتخابية، معتبرا أنها تمثل بداية "نهج جديد" لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.