الكويت - هدى هنداوي

ظاهرة اجتماعية عربية خليجية زادت في الآونة الأخيرة. أسبابها لا تعد ولا تحصى، فرقت أسراً كثيرة وزادت نسبة العنوسة، إنها ظاهرة "الطلاق"، أو "أبغض الحلال"، التي بتنا نسمع عنها الكثير من القصص وغالباً ما تؤدي إلى تفكك وتشتت الأسرة.

اتفق باحثون على ارتفاع نسبة الطلاق في الكويت التي تعتبر الأولى خليجياً في معدلات الطلاق، في وقت يدعي البعض أن الطلاق لا يشكل ظاهرة في الكويت وأن معدلاته تتوافق مع المعدلات السائدة خليجياً وعربياً.



حارث المزيدي الباحث الأسري، قال "من المؤسف أن نسبة الطلاق بالكويت ودول الخليج انتشرت بين الأعمار من 25 إلى 29 سنة، حيث تعود أسبابه إلى بعد الأب والأم عن النصح والإرشاد وعدم التوافق الفكري والروحي والانسجام العاطفي".

ويضيف "من أهم أسباب الطلاق كذلك الزواج المبكر والتطور والانفتاح في المجتمع إلى جانب الإهمال"، مبيناً في الوقت نفسه أن "سوء الاختيار وزواج الفتيات بأزواج أكبر منهن سناً طمعاً في الثراء إلى جانب الفارق الاجتماعي وعدم قدرة الزوج علي الإنفاق يساهم في انتشار ظاهرة الطلاق".

د.مني عبد الباري طبيب أمراض نفسية وعصبية كان لها رأي آخر في ارتفاع نسب الطلاق بدول الخليج، إذ تقول "المشكلة ليست في ارتفاع عدد المطلقات، لكنها تتمثل في أن غالبية شباب الخليج يعيشون في ظروف اقتصادية جيدة".

وتضيف "في الكويت ارتفعت نسبة الطلاق إلى 47 % وفي المملكة العربية السعودية إلى 21 %، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 34 % لكنها اختلفت في البحرين، حيث تراجعت معدلات الطلاق الى نحو 6 %".

وأوضحت عبدالباري، أن "خبراء علم الاجتماع وجدوا أن أحد أسباب الطلاق، سهولة الزواج للمرة الثانية أذا أراد الزوج ذلك، حيث يعتبر سهلا مقارنة بالزواج الأول، فضلاً عن أسباب أخرى أبرزها ضرب الزوجة وإهانتها".

وتقول عبد الباري إن "مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أسباب الطلاق نظراً لانشغال الزوجين بها طوال اليوم وإهمال كل منهما الآخر، كما ساعدت في ذلك الهواتف الذكية وتأتي ضمن الأسباب الأخرى، الذمة المالية المستقلة للسيدات في الخليج بعد الاستقلال".

المواطنة سعاد دشتي، أدلت برأيها كزوجة وأم لثلاث أطفال، إذ قالت "يجب أن نسعى لإيجاد الحلول المناسبة للحد من انتشار الظاهرة عن طريق وسائل الإعلام في تقديم مواد توعوية وإرشادية للزوجين"، داعية الأهل إلى التركيز على اختيار المناسب لأبنائهم حتى تستمر الحياة الزوجية".