غزة - عزالدين أبو عيشة، القاهرة - عصام بدوي، وكالات

سجلت تظاهرات جديدة في فلسطين وفي دول عربية وإسلامية الأحد احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فيما توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أوروبا على وقع استمرار التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. في غضون ذلك، توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في قمة ثلاثية عاجلة الإثنين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، لبحث تطورات الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، والقرار الأمريكي الأخير باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، وقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، وفق ما أكد مصدر دبلوماسي لـ "الوطن". وتجدّدت تظاهرات الغضب الفلسطينية، لليوم الرابع على التوالي في المدن الفلسطينية احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس. وجاءت ردة الفعل القوية على القرار الأمريكي عندما أقدم فلسطيني على طعن عنصر أمن إسرائيلي في مدينة القدس، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة بينما تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة توتراً متصاعداً بعد قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد أن حارس الأمن أصيب بجروح بالغة ويتلقى العلاج حالياً، بينما تم اعتقال المهاجم. ووقع الهجوم في محطة الحافلات المركزية في القدس. وقالت مصادر إن المهاجم يبلغ من العمر 24 عاماً وهو من الضفة الغربية المحتلة. وأدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الاعتراف إلى استشهاد 4 فلسطينيين في قطاع غزة، اثنان في قصف جوي إسرائيلي ردت عليه فصائل المقاومة بإطلاق صواريخ من القطاع وآخران في مواجهات على الشريط الحدودي مع إسرائيل. وأفادت مصادر طبية لـ "الوطن"، بإصابة مواطن بالاختناق جراء إطلاق الاحتلال الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين على الحدود الشرقية لغزة. على صعيد مدن الضفة، أصيب العشرات من الشبان بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت على مدخل بيت لحم. واعتقلت قوات الاحتلال شابين من سكان بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بعد الاعتداء عليهما بمقبرة باب الرحمة الإسلامية التاريخية الملاصقة لسور المسجد الأقصى. وسادت أجواء من التوتر المقبرة بعد اقتحامها من طواقم مختلفة تابعة لسلطات الاحتلال، التي شرعت بإزالة أشجار الزيتون وتدنيس قبور ونبش أخرى، واعترضهم عدد من المقدسيين. كما اندلعت مواجهات عنيفة مع الاحتلال في الخليل وأطلقت عليهم القوات الرصاص الحي، وانهال مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المبرح على شاب فلسطيني بعد اعتقاله في الخليل. وفي تطور منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هدم نفقاً تابعاً لحركة حماس يمتد من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة. بدوره، قال القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية حسن يوسف في تصريح صحافي إنّ إرادة الشعوب قادرة على إسقاط قرار ترامب، مطالبًا السلطة بالإعلان عن انتهاء عملية التسوية والانحياز لحقوق شعبنا. وأضاف أن الحراك الواسع من أمتنا يؤكّد أن المؤامرة لن تمر، معتبرًا القرار اعتداء صارخا يستهدف حقوق ومقدسات شعبنا. وهددت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اسرائيل "بدفع ثمن" ما وصفته بانه "كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة". وأضاف بيان صادر عن القسام "سيدفع العدو فاتورة حساب عسير على ما اقترف من عدوان وغدر وإجرام بحق شعبنا وأهلنا". سياسياً، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحد اسرائيل بأنها "دولة إرهابية تقتل الأطفال"، مؤكداً أنه "سيناضل بكل السبل" ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال أردوغان في خطاب ناري في سيواس إن "فلسطين ضحية بريئة (...) أما إسرائيل فهي دولة إرهابية، نعم، إرهابية"، مضيفاً "لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال". من جهته، دعا البابا فرنسيس في بيان الأحد "الجميع" إلى "الحكمة" و"التروي" من أجل "تجنب دوامة جديدة من العنف". وبدأ نتنياهو زيارة لفرنسا يلتقي خلالها الرئيس ايمانويل ماكرون على أن ينتقل إلى بروكسل الإثنين للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وقبيل بدء جولته، انتقد نتنياهو "النفاق" الأوروبي بسبب الإدانات لقرار ترامب. وقال نتنياهو الذي يواجه أيضاً انتقادات حادة من المسؤولين الأوروبيين حول البناء الاستيطاني، "احترم أوروبا، ولكنني غير مستعد لقبول معاييرها المزدوجة". وفي لبنان، استخدمت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الأحد لتفريق مئات المشاركين في تظاهرة في محيط سفارة الولايات المتحدة في بيروت. وتجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في محيط السفارة الأمريكية في منطقة عوكر بالضاحية الشمالية للعاصمة بيروت. وحمل المتظاهرون أعلاماً فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب. وأحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأمريكي على وقع أغانٍ وطنية. وفي الأردن، عم غضب رسمي وشعبي عم أرجاء المملكة بعد قرار الرئيس الأمريكي حيث دعت الفاعليات الرسمية والشعبية إلى وقفات احتجاجية تنديداً بالقرار. وفي القاهرة، تظاهر طلاب واساتذة جامعات في جامعة الأزهر العريقة، بحسب متحدث باسم الجامعة. وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين. كذلك، تظاهر آلاف المسلمين الاندونيسيين الأحد في جاكرتا أمام السفارة الأمريكية، في أكبر الدول ذات الغالبية الإسلامية لجهة التعداد السكاني، تعبيراً عن غضبهم حيال القرار الأحادي الأمريكي. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات كتب عليها "نحن مع الفلسطينيين" و"صلوا لفلسطين". وكان قرار ترامب أثار إدانات دولية وتحذيرات من انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة. وفي الرباط، تظاهر عشرات آلاف المغربيين احتجاجاً على قرار ترامب. وسار المحتجون رافعين أعلام فلسطين من ميدان باب الأحد إلى مبنى البرلمان في شارع محمد الخامس، الطريق الرئيسي في العاصمة المغربية. وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في ختام اجتماع طارئ في القاهرة فجر الأحد الولايات المتحدة الى إلغاء قرارها محذرين إياها من أنها "عزلت نفسها كراعٍ ووسيط في عملية السلام" ودعوا دول العالم أجمع للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الامريكي مايك بنس المنطقة في وقت لاحق هذا الشهر، ولكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقيه. والجمعة، أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه "بشكل قاطع" طلباً رسمياً سبق أن وافق عليه للقاء بنس في الفترة ذاتها. بدوره، أعلن بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني السبت أنه لن يلتقي بنس في القاهرة نهاية الشهر الجاري، احتجاجاً على قرار واشنطن حيال القدس.