* وزير العمل يطالب باعتقال الخزعلي لزيارته جنوب لبنان

* ريفي: زيارة قيادي "الحشد الشعبي" انتهاك لسيادة لبنان

* زعيم "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط يسخر من الزيارة



بيروت - بديع قرحاني، وكالات

انتقدت فعاليات سياسية وشعبية في لبنان الزيارة التي قام بها قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، أحد فصائل الحشد الشعبي العراقي، وهو يرتدي لباساً عسكرياً رمادياً أثناء جولة في جنوب لبنان، ويظهر فيها عنصراً من "حزب الله" وهو يُعرفه بالمكان، ويشير بيده "هذا الجولان" المحتل، غداة تحذير رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من القيام بأي أنشطة عسكرية على الأراضي اللبنانية.

ولم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان رئيس الحكومة اللبنانية اعتماد سياسة "النأي النفس" من خلال بيان صادر عن الحكومة وبموافقة كل الفرقاء السياسيين في لبنان، حتى انقلب "حزب الله" اللبناني على المبدأ الحكومي ضارباً عرض الحائط، باستضافة الخزعلي والسماح له بالتجول بحرية في جنوب لبنان.

ورأى مراقبون أن ""حزب الله" وافق على سياسة "النأي بالنفس" باستثناء حلفائه في العراق وسوريا واليمن، وبرعاية إيرانية".

وانتقدت الفعاليات السياسية والشعبية في لبنان إقدام "حزب الله" على تلك الخطوة، باعتبار أن الحزب جلب إلى لبنان الحشد الشعبي العراقي من خلال تنظيم زيارة لقيس الخزعلي أحد قادة الحشد إلى جنوب لبنان وظهر الأخير باللباس العسكري، ضارباً عرض الحائط بكل المفاهيم السيادية للدولة اللبنانية حتى وإن كان العنوان القدس.

وتابع المراقبون "الأجدى كان أن يسمح للفلسطينيين المقيمين في لبنان وهم بالآلاف بزيارة الشريط الحدودي مع إسرائيل عوضاً عن استقبال الحشد الشعبي العراقي"، مسقطاً بذلك القرار الدولي 1701، إلا إذا كان الحزب قد أراد توجيه أكثر من رسالة في الداخل والخارج من أنه هو الحاكم بأمره في لبنان".

من جانبه، علق زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني و"اللقاء الديمقراطي"، وليد جنبلاط ساخراً "‏يا أهلا يا أهلا يا أهلا بالأستاذ قيس الخزعلي في ربوع لبنان. شوهل الطلة الحلوة. في المرة القادمة حابين أن نقوم بالواجب في الجبل. اقترح منسف عند الشيخ علي. بالمناسبة اشتقنا للشيخ علي. ولماذا ربط زيارته بالنأي بالنفس، هذا موقف قد يضر بالسياحة. الأستاذ قيس يحق له سياحة بعد قتاله "داعش"". أما وزير العدل السابق أشرف ريفي فقد تساءل عن مغزى هذه الزيارة وقال "‏جولة قيس الخزعلي على الحدود برعاية "حزب الله" رسالة تحدٍ وانتهاك لسيادة لبنان والقرارات الدولية وهي تنسف النأي بالنفس ومفاعيل مؤتمر باريس وتؤكد أن السلطة الحقيقية بيد "حزب الله" ومشروعه الإيراني، نسأل: هل بات لبنان جمهورية للحشد الشعبي بغطاء رسمي وما هو موقف الرئيسين عون والحريري؟".

فيما طالب وزير العمل اللبناني محمد عبد اللطيف كبارة بتوقيف الخزعلي وأعلن في تصريح "أنه يجب إلقاء القبض على مسؤول الميليشيا العراقية التي تتبع إيران والمسماة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، ومحاكمته لأنه خرق للسيادة اللبنانية عندما تجول بلباس عسكري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة".

وقال كبارة "إن هذا الاستعراض الإعلامي ينتهك سيادة لبنان، ويحاول الإيحاء أن الحدود اللبنانية تخضع لتلك الميليشيات، في حين أن قوات الأمم المتحدة، اليونيفيل، والجيش اللبناني يقومون بواجبهم في تطبيق القرار 1701".

ويتم منذ الجمعة تداول مقطع فيديو يظهر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، أحد فصائل الحشد الشعبي العراقي، قيس الخزعلي بلباس عسكري رمادي أثناء جولة في جنوب لبنان، كما يظهر عنصراً من حزب الله وهو يُعرفه بالمكان، ويشير بيده "هذا الجولان" المحتل.

وفي قرية كفركلا الحدودية، قال الخزعلي "نعلن جهوزيتنا الكاملة في الوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني، مع القضية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي".

وأثر انتشار الفيديو، طلب الحريري السبت من القيادات العسكرية والأمنية إجراء "التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية"، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.

من جهته، قال المتحدث العسكري باسم عصائب أهل الحق جواد الطليباوي إن الزيارة تعتبر "تضامناً مع قضية العرب والمسلمين فلسطين المحتلة".

وأضاف أنها "رسالة واضحة للكيان الإسرائيلي الغاصب، وكذلك هي للتضامن مع الشعب اللبناني في حالة قيام الكيان الإسرائيلي بالاعتداء عليه".

وأوضح أن الزيارة "حصلت قبل فترة قليلة، ولكن تزامن انتشارها مع إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي".

واعتبر الحريري جولة الخزعلي "غير شرعية"، وطلب منعه من دخول لبنان.

وعاد الحريري قبل أيام عن استقالة مفاجئة قدمها قبل أكثر من شهر، بعدما جددت الحكومة اللبنانية تأكيد سياسة "النأي بالنفس" إزاء النزاعات الإقليمية، وهو شرط وضعه الحريري للتراجع عن استقالته.

ولحزب الله مستشارون وقياديون في العراق لدعم فصائل الحشد الشعبي في معاركها ضد تنظيم الدولة "داعش".

وفي 20 نوفمبر الماضي، أعلن الأمين العام للحزب حسن نصرالله استعداد حزبه لسحب عناصره من العراق في ضوء هزيمة تنظيم الدولة "داعش". وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت "انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة "داعش"، في البلاد.