خلال ملتقى البحرين للتميز في نسخته الثالثة والذي كان لنا شرف الحضور وذلك قبل نحو أسبوع من الآن وعلى مدى يومين دهشنا حقيقة من الحماس الكبير الذي يعتري شبابنا البحريني ومستوى أدائهم في الملتقى. إذ إن غالبية المشاركين في الملتقى كانوا من فئة الشباب الذين يمتلكون القدرات الكبيرة على فهم المستقبل واستشرافه بشكل رائع، فكل المحاور كانت فاعلة وكل النقاط والمواضيع التي تم تبنِّيها وطرحها موفقة للغاية.

ففي الملتقى الذي رعاه وزير شؤون مجلس الوزراء السيد محمد المطوع كان للشبيبة دور بارز في إضفاء الحيوية على الأفكار والرؤى والتطلعات الخاصة باستشراف المستقبل بدءاً من الأمين العام للملتقى الدكتور الشاب فهد إبراهيم الشهابي إلى كل المتحدثين فيه. هناك أكد المطوع على «إن عنوان الملتقى يعبر عن تطلعات الشعوب والأمم التي تريد العيش في المستقبل ولا تريد أن تغلف بغبار الماضي، وأن استشراف المستقبل هو ما يضمن استمرارية الأمم والمجتمعات والدول وإن استطعنا أن نستشف المستقبل، سنستطيع أن نعيش فيه. وأن «من لم يقرأ الماضي بعمق، لا يمكنه أن يرى المستقبل بوضوح» وهي الطريقة التي تقودنا لوضوح المستقبل وليس يقينه، وإن استشراف المستقبل يقترب من اليقين بوضوح الاحتمالات والتهيئة لها».

بعد ذلك كانت المحاور التي لفتت أنظارنا كلها محاور واقعية مثل «المحور السياسي والمحور القانوني» و«المحور الاجتماعي والمحور البيئي» و«المحور المالي والمحور التقني» وأخيراً كان «المحور الأخلاقي والمحور القيمي» هو ختام الملتقى. هناك أتحفنا الشباب وكذلك الخبرات البحرينية الكبيرة بمجموعة من التجارب والتطلعات التي تثري واقعنا ومستقبلنا بحكايات بحرينية جميلة ومهمة، فالبحرين في أعينهم وهم يرونها بطريقة «الأم» التي يجب عشقها والمحافظة عليها بصورة لا تخل بخصوصياتها ولا تخرجها عن استشراف المستقبل كان في غاية الروعة. إن المحاور التي طرحها المتحدثون في الملتقى تشي بالكثير من الاطمئنان بأن البحرين تمتلك من الطاقات الشابة بمعية مجموعة من الخبرات ما يكفي لأن تتصدر الواقع فضلاً عن المستقبل، فالتجارب التي طرحها القطاعين «العام والخاص» في الملتقى كانت جديرة بالاهتمام والمتابعة، فلم يك في حسباننا -على الرغم من إيماننا بالكفاءات البحرينية الشابة- أن هناك مجموعة من الشباب الصغار يمتلكون كل هذه المؤهلات والقدرات التي نفتخر بها في هذا الوطن، فما أجمل أن نستشرف المستقبل بشباب المستقبل ولا شيء غير هذا.

كان الملتقى إضافة جميلة تضاف للزخم الشبابي المتوهج في البحرين، ونحن نؤكد أن نجاح أي ملتقى وطني مرهون باختلاط الكفاءات والخبرات مع الوجوه الشابة التي تعرف أين تضع بقية قدمها في المستقبل. فنحو مزيد من الثقة يجب ضخها في أرواح شبابنا لأجل مزيد من الإبداع والعطاء، فالمستقبل لهم وليس لنا.