قال الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد علي القائد إن مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي CERT.bh، أرسل أكثر من 50 تحذيراً أمنياً لزبائن المركز خلال 2017، توضح من خلالها مدى خطورة التهديدات الأمنية الإلكترونية وآخر المستجدات بالهجمات والمخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني وكيفية اكتشافها وتوفير الحماية.

جاء ذلك ضمن مشاركته في الجلسة النقاشية الخاصة بعنوان "الابتكار في الأمن السبيراني والشرق الأوسط" ضمن فعاليات قمة الأمن الإقليمي الـ13 "حوار المنامة" الذي استضافته البحرين من 8 إلى 10 ديسمبر، بمشاركة الوزراء وكبار المسؤولين من الخليج ودول العالم.

وأضاف القائد، أن مجتمعنا اليوم يشهد تطورات متسارعة في انتشار التكنولوجيا التي أصبحت جزءاً رئيساً في معظم خدماتنا وساهمت بشكل كبير في تسهيل الخدمة وتقليل تكاليفها عبر توفير عشرات الملايين.


وأوضح أن هذا الانتشار الواسع صاحبه زيادة في مخاطر الاختراقات المتعددة والهجمات الإلكترونية التي تطال أحد أهم القطاعات الحيوية وتستهدف البنى التحتية، وبالتالي باتت تشكل مصدر قلق لدى المؤسسات العامة والخاصة والأفراد.

ولفت إلى أنه في ظل هذا التطور التقني، تسعى الهيئة بالتنسيق مع جميع مؤسسات الدولة للتصدي للهجمات والتهديدات الإلكترونية، إلى جانب تعاونها الحثيث مع إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية بوزارة الداخلية للكشف عن الجرائم الإلكترونية، باهتمام ومتابعة الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية.

وأشار القائد إلى أن طبيعة الجرائم الإلكترونية اليوم قد تغيرت وأصبحت تُستخدم لدوافع سياسية أو عرقية أو دينية وغيرها، ومن هنا يكون دور إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية بوزارة الداخلية بالشراكة مع هيئة تنظيم الاتصالات ومزودي خدمات الاتصالات المحلية في تعقب الجناة من جانبها، من حيث التحقيق والتنسيق مع الدول ذات العلاقة واتخاذ الإجراءات المطلوبة في هذا الشأن.

ولأن المخاطر الأمنية في تنامي وتطور، أكد القائد ضرورة العمل وفق رؤية استراتيجية متسقة للبنية التحتية لتقنية المعلومات على المستوى الوطني، عنصرها الأساسي تضافر الجهود والتعاون المشترك من قبل جميع العاملين في هذا القطاع من الحكومة والمؤسسات الخاصة، مع ضرورة الالتزام بأحدث الأنظمة والسياسات والإجراءات الأمنية الصادرة في هذا المجال.

وأشار إلى أهمية العنصر البشري، من حيث صقل مهاراته واكسابه خبرات جديدة، حيث قامت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بتفعيل مجموعة من برامج التوعية الأمنية والدورات التدريبية المتخصصة على مدار السنة لموظفي القطاع الحكومي، كما تقوم من خلال برنامج "ثقة" وعبر مستوياته الثلاثة "مبادر، متقدم، متميز" بتقييم وقياس كفاءة وجاهزية الموظفين في مواجهة المخاطر الأمنية الإلكترونية والتصدي لها.

وساهمت مبادرة "صقور أمن المعلومات" بزيادة التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية للكشف والتصدي لمحاولات الاختراق المحتملة، واحتوائها بأسرع وقت ممكن، علماً بأن الهيئة قامت بتنفيذ أول تمرين واقعي على هجمات افتراضية لتأمين وحماية الأنظمة الإلكترونية ومدى تأثير الحوادث والهجمات الأمنية ووضع الحلول والسياسات للتصدي لها.

وأدار الجلسة النقاشية سيان كانوك من المعهد الدولي للدارسات الاستراتيجية "IISS"، وتحاور فيها الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية إلى جانب كل من، جنرال إدارة حروب الفضاء الإلكتروني من الولايات المتحدة الأمريكية ألكسندر كيث، تريزا كارلسون مسؤولة خدمات الويب العالمية في القطاع العام لأمازون، وهادية فتح الله المديرة التنفيذية لشركة سي 5 لمنطقة الخليج، والفريق جيرمي لامب من المجلس الاستشاري للابتكار والتكنولوجيا من بريطانيا، ورون مولتير من شركة سي 5 الولايات المتحدة الأمريكية.

وتمت مناقشة أبرز المجريات الاستراتيجية في مجال الإنترنت لعام 2017، والأمن والتنمية في منطقة الخليج، إلى جانب دور الابتكار في مجال التكنولوجيا وتأثيرها على الأمن السيبراني، إلى جانب دور الاستثمار والتعليم في هذا المجال، وخطاب السياسة العالمية، وفي الختام تم فتح الباب لاستفسارات وأسئلة الحضور المشارك.