أكدت 48 جمعية ومركز ودار بالبحرين أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود له تبعاته الخطيرة ونتائجه الوخيمة على القدس والقضية الفسلطينية خصوصاً وعلى العرب والمسلمين عموما.

وأشارت الجمعيات، في بيان لها أمس، إلي أن "حقوق مدينة القدس الثابتة وشرعيتها القاطعة واستحقاقات كل مدن فلسطين الصامدة لا تزول بقرار من لا يملك شيئاً ، ولا ترفع بآماني من لا يعرف عنه إلا الظلم؛ فالقدس بحقائقها الدينية وتاريخها الإسلامي وحقوقها الثابتة المكتسبة وبشهادات التاريخ لعقود طويلة وسنين مديدة هي مدينة عربية إسلامية بقت تعيش حياة الازدهار والتقدم والكرامة والسماحة والقيم الإنسانية حتى اعتدت عليها الشرذمة المعتدية بالاحتلال والظلم والعمل على سلب حقوقها وتاريخها وعوامل الحياة فيها لترزح تحت طغيان الاحتلال الصهيوني لعقود من الزمن ، وشعبها المناضل يجاهد بكل ما يملك من غال ونفيس حتى جاء القرار المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لليهود ونقل سفارته إليها؛ ليسجل بهذا الاعتراف حجم الخديعة والغطرسة والظلم الذي تمارسه هذه الدول ضد حقوق أبناء فلسطين على حساب تمكين المحتل الغاصب في هذه الارض المباركة".

وشددت على أن "الرئيس الأمريكي منح ما لا يملك لمن لا يستحق ؛ ليكشف أمام العالم حقيقة هذه السياسة التي تقوم على اللعب بمقدرات المنطقة وتوظيف سياساتها وتحديات وأزمات المنطقة لأهداف عدوانية توسعية بعضها خفي والبعض الآخر صار يحكى على العلن ويخطط أمام الملأ".



وفيما يلي نص البيان:

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين

القدس عاصمة فلسطين الابديه

قال تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .

يدرك كل منصف أن الحقوق لا تثبت بالدعاوى الفارغة ولا بالقرارات الطائشة ولا بالإجراءات الجائرة ولا بالآمال الخائبة ، ويعلم كل بصير أن فاقد الشيء لا يعطيه ، وأن تصرف غير المالك بالشيء ملازمٌ للبطلان، وأن تمكين الباغي الغاصب السارق ضرب من البهتان وصورة من صور الطغيان ... لذلك فحقوق مدينة القدس الثابتة وشرعيتها القاطعة واستحقاقات كل مدن فلسطين الصامدة لا تزول بقرار من لا يملك شيئاً ، ولا ترفع بآماني من لا يعرف عنه إلا الظلم؛ فالقدس بحقائقها الدينية وتاريخها الإسلامي وحقوقها الثابتة المكتسبة وبشهادات التاريخ لعقود طويلة وسنين مديدة هي مدينة عربية إسلامية بقت تعيش حياة الازدهار والتقدم والكرامة والسماحة والقيم الإنسانية حتى اعتدت عليها الشرذمة المعتدية بالاحتلال والظلم والعمل على سلب حقوقها وتاريخها وعوامل الحياة فيها لترزح تحت طغيان الاحتلال الصهيوني لعقود من الزمن ، وشعبها المناضل يجاهد بكل ما يملك من غال ونفيس حتى جاء القرار المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لليهود ونقل سفارته إليها؛ ليسجل بهذا الاعتراف حجم الخديعة والغطرسة والظلم الذي تمارسه هذه الدول ضد حقوق أبناء فلسطين على حساب تمكين المحتل الغاصب في هذه الأرض المباركة ؛ لقد منح الرئيس الأمريكي ما لا يملك لمن لا يستحق ؛ ليكشف أمام العالم حقيقة هذه السياسة التي تقوم على اللعب بمقدرات المنطقة وتوظيف سياساتها وتحديات وأزمات المنطقة لأهداف عدوانية توسعية بعضها خفي والبعض الآخر صار يحكى على العلن ويخطط أمام الملأ.

إن هذا القرار له تبعاته الخطيرة ونتائجه الوخيمة على القدس والقضية الفسلطينية خصوصا وعلى العرب والمسلمين عموما ؛ ومن نتائجه الخطيرة:

أولا: يمهد هذا القرار للاعتراف الكامل والشامل لليهود على القدس وباقي مناطق فلسطين ؛ وشرعنة هذا الاحتلال وتحويله إلى الوضع الطبيعي والقانوني الذي ستلغى بموجبه جميع الحقوق الدينية والقانونية والتاريخية للقدس ثم باقي مناطق فلسطين.

ثانيا: تكون إدارة القدس كمدينة والمسجد الأقصى بموجب هذا القرار الجائر الظالم تحت ( الإدارة الكاملة لليهود ) من الناحية الواقعية والقانونية والسياسية ، وهذا الأمر يهدد الحقوق الدينية والمدنية للمسلمين وغيرهم من النصارى ؛ بل يعد هذا من قبيل ( التهويد الكامل) للمدينة والمسجد الأقصى.

ثالثا: يمكن هذا القرار المؤسسات الإدارية التابعة للكيان الصهيوني من رسم خارطة مدينة القدس وتوزيع مناطقها وأحوال المعيشة والسكنى فيها بحسب السياسات التوسعية المعروفة ؛ مما له أثر سيء وخطير على حقوق المدنيين من الفلسطينين وغيرهم .

وأمام هذه المخاطر الجسيمة والانتهاكات الخطيرة والمشاريع العدوانية الكبيرة نناشد الغيارى من أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤليتهم الدينية والسياسية والأخلاقية باتخاذ المواقف الصادقة ووضع كل التدابير التي تعييق تنفيذ هذا القرار الجائر، والانتقال من مجرد المواقف الإعلامية بالشجب والاستنكار إلى العمل على مشروع كبير تنهض به دول الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي للحيلولة دون تمرير هذا االقرار الظالم الجائر ... لهذا أضعف الإيمان وأقل الأسباب لمواجهة هذا التحول الخطير يكون بموقف واضح وصارم من الجامعة العربية ودول مجلس التعاون وبتحقيق المصالحة الفلسطينية والعمل على جعل قضية فلسطين مشروعا عمليا في حياة الأمة العربية والإسلامية والعمل على اجتماع الكلمة في مواجهة التحديات النازلة والمصائب الواقعة.