الرياض - إبراهيم بوخالد، جدة - كمال إدريس

أعلنت المملكة العربية السعودية إعادة فتح دور السينما في البلاد اعتباراً من مطلع العام المقبل، بعد غياب دام أكثر من 35 عاماً، وبحسب بيان رسمي لوزارة الثقافة والإعلام السعودية، أصدر مجلس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، قرارا يسمح بمنح تراخيص لدور السينما، بما في ذلك مقدمو الخدمات التجارية

ووافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع السعودي، برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في جلسته، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.



ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.

وقالت وزارة الثقافة والإعلام، في بيان صحافي، إن "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع".

وأضافت "سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة"، كما أكدت أن "العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة".

وقال وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد "الوزارة تسعى للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات ونأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة".

وقال بيان حكومي إن المملكة ستفتح أكثر من 300 دار سينما بأكثر من ألفي شاشة عرض بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تسهم صناعة السينما "بنحو أكثر من 90 مليار ريال "24 مليار دولار" في الناتج المحلي الإجمالي واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030". وذكرت مصادر بصناعة السينما إن مشغلي دور السينما في المنطقة يبحثون بالفعل دخول السعودية.

وتسعى الوزارة للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي، في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات، وتأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.

يذكر أن هيئة المرئي والمسموع قطعت شوطا كبيرا في دراسة القطاع السينمائي، وإعداد الأطر التنفيذية اللازمة لخلق تجربة سينمائية متكاملة بشكلٍ لا يقتصر فقط على ما تعرضه الشاشات، بل تقديم تجربة ثقافية وترفيهية لكل أفراد العائلة.

يذكر أن العمل بالقطاع السينمائي سيحدث أثرا اقتصاديا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامية، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو أكثر من 90 مليار ريال إلى إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.

ومن المقرر إعلان المزيد من التفاصيل الخاصة باللوائح والأطر التنظيمية في الفترة المقبلة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ترخيص دور السينما منذ حظرها في أوائل الثمانينيات. وتهدف رؤية 2030، إلى زيادة إنفاق الأسر السعودية على الأنشطة الثقافية والترفيهية من 2.9 % حاليا إلى 6 % بحلول عام 2030.

ومنذ عام 1986 بدأت الحفلات تتقلص في منطقة الرياض وما جاورها، وكانت حفلة نادي النصر الذي تغنى فيها الراحل فهد بن سعيد وعبدالرحمن النخيلان آخرها - 1988- بعدها لم تظهر أي حفلة رسمية يتعرف فيها الجمهور على نجوم الغناء عن قرب إلا في مناسبات نادرة، مثل حفلات مهرجان الجنادرية 1992، وانتهت عقود من النشاط الفني في الطائف وجدة والشرقية مروراً بالرياض منذ الستينات الميلادية، في مسرح التلفزيون وغيره من المنصات الرسمية، في حفلات لم تقتصر على الفنانين السعوديين وحسب بل شارك فيها مجموعة من نجوم الفن على المستوى العربي مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وغيرهم الذين كانوا يأتون إلى المملكة لتقديم حفلاتهم بشكل مستمر.

وبدون سبب واضح توقفت الحفلات مع بداية التسعينات، وكان آخر حفلات غنائية مفتوحة في مدينة الرياض عام 1992 في الجنادرية وقد غنى حينها طلال مداح وخالد عبدالرحمن والموسيقار المصري الكبير محمد الموجي، أما في بقية المدن فقد أحجمت الأندية الرياضية عن تنظيم الحفلات، واقتصر الحراك الغنائي على مهرجانين فقط، الأول في مسرح المفتاحة في أبها، والثاني في حفلات صيف جدة. حتى توقف الاثنان قبل سنوات ودخلت الحركة الفنية السعودية في حالة سبات عميق.

ويكتسب افتتاح دور سينما في السعودية أهميته، كونه يتزامن مع إقدام المملكة على إحداث تغييرات جذرية وغير مسبوقة، تضمنت السماح للنساء بقيادة السيارات، لتنهي عقودًا من الحظر، إضافة لعودة الحفلات الغنائية والفنية، التي يحضرها الرجال والنساء، وتغييرات أخرى، الكثير منها كان من المحظورات الشهيرة في المملكة حتى الأمس القريب.

ويقام منذ سنوات مهرجان للأفلام في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية. كما نال فيلم "وجدة" للمخرجة لهيفاء المنصور استحسان النقاد حول العالم وحصل على جوائز عدة في مهرجانات عالمية سنة 2013.

وتأمل السعودية هذا العام أيضا الدخول في سباق للفوز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الكوميدي "بركة يلتقي بركة".

وقال المنتج السعودي أيمن طارق جمال على تويتر "الآن أصبح بإمكان شبابنا وشاباتنا أن يبرزوا إلى العالم قصصا تستحق المتابعة".

وأضاف "مبروك لجيل 2030"، في إشارة إلى خطة "رؤية 2030" الإصلاحية التي طرحها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

وتأمل السعودية أن تؤدي خطواتها الإصلاحية هذه إلى منافع اقتصادية في وقت تحاول المملكة التقليل من الارتهان التاريخي للنفط.

وقالت وزارة الثقافة السعودية إنها "تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة".