بينما كنت أتابع عرض المدرب الوطني القدير يوسف خليفة خطة عمل إعداد «منتخب المستقبل» للكرة الطائرة قريبة وبعيدة المدى، عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الخوالي في سبعينيات القرن الماضي و التي شهدت إعداد أول «منتخب أمل» للكرة الطائرة البحرينية في عهد طيب الذكر الأب الروحي للطائرة البحرينية والعربية الأخ محمد جاسم حمادة ورفاقه المخلصين..

حينها تيقنت من أن الاتحاد البحريني للكرة الطائرة هو يستحق أن نطلق علية عبارة «قول وفعل»..

عمل إداري مدروس يقوده الرئيس المخضرم الشيخ علي بن محمد آل خليفة وفريق من الرجال الأوفياء المتمرسون في اللعبة و المتجانسون في الأفكار و الرؤى يساندهم طواقم فنية جلهم من أبناء البحرين المخلصين ومن الذين عشقوا الطائرة حتى النخاع و برزوا في ميادينها محلياً وخارجياً وتوجوا مشوارهم بالعديد من الألقاب الميدانية والمؤهلات الأكاديمية فاستحقوا أن تسند إليهم مسؤولية إعداد جيل المستقبل. لست متمادياً في المديح ولا مجاملاً لهذا أو ذاك إنما هي الأرقام والحقائق والإنجازات التي تتحدث عن نفسها والتي تجلت بوضوح في ذلك العرض العلمي المدجج بالأرقام والرسومات البيانية التي كانت تشير إلى التطور التصاعدي لمراحل إعداد منتخب المستقبل، وكم كنت سعيداً عندما أعلن أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية الأخ عبدالرحمن عسكر استعداد اللجنة للمساهمة في دعم برنامج إعداد هذا المنتخب الأمر الذي يعبر عن إعجابه وارتياحه من النهج العلمي الذي يتبعه اتحاد الكرة الطائرة في جل عمله..

هذا الأسلوب الحضاري في العمل هو ما كنا ولا نزال حتى يومنا هذا نطالب به في الاتحادات والأندية الرياضية التي نرى في كثير منها غياب العمل الممنهج والاعتماد فقط على الاجتهادات الشخصية القائمة على «الترقيع» و»التلصيق» لمجرد تسيير الأمور عملاً بمقولة «مش البلم ولا تعور راسك».. اتحاد الكرة الطائرة يؤكد يوم بعد يوم بأنه الأكثر مثالية قولاً وفعلاً، فله منا كل التقدير،.. «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون..» (سورة التوبة 105)...