يركض سريعاً بين الأحياء التي فر بداخلها عدد من الإرهابيين الذين قاموا بعدد من العمليات الإجرامية وإرهاب الناس والأبرياء في الشوارع.. ليس بيده وهو يجري خلفهم سوى مسدس طلقاته عبارة عن غاز مسيل الدموع.. هو بكلمات أخرى شبه أعزل لو ظهر له أحدهم وبيده مسدس او رشاش او قنبلة غير انه يدرك جيداً ان ما يقوم به جزء من واجبه الوطني قبل الوظيفي فلابد من ملاحقتهم والقبض عليهم فالمجرم الذي يحاول قتل المدنيين من الأبرياء وتفخيخ المناطق بالقنابل لا ينبغي أن يترك حراً طليقاً لأنه سيعاود إجرامه.

يستند إلى جدار أحد البيوت داخل إحدى القرى مختبئاً ينتظر مرور الإرهابي كي يقبض عليه.. هو يدرك أن الإرهابي سيخرج لرمي المولوتوف الذي بيده نحو سيارة الشرطة كما يدرك أن زملاءه من رجال الأمن الذين هم بدورهم يركضون وراء المجموعة الإرهابية لابد وأنهم قريبون منه وسيأمنون حمايته.. أحد الإرهابيين فطن إلى مكانه فوقف بانتظاره عند زاوية الجدار من الاتجاه الآخر وبيده زجاجة حارقة فيما الآخر مختبئ بين عدد من الأشجار.. يركض المختبئ لرمي المولوتوف وعندما يرميه يبادر رجل الأمن بالخروج بكل شجاعة للامساك به فيفاجئ بالإرهابي الآخر الواقف في انتظاره يرميه بزجاجة حارقه تتسبب بحرق جسده بالكامل!

ما ورده أعلاه مقطع لفيديو موجود على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» وقد تناقله أيامها أصحاب الفئة الضالة والإرهابيين مباركين حرقهم لرجل أمن ذنبه الوحيد أنه كان يؤدي واجبه الوطني والوظيفي!

من الممكن تزييف الحقيقة وتحريفها من خلال الكلمات والبرامج المجندة والممولة من قبل الدول الحاضنة للإرهاب - كتنظيم الحمدين في قطر مثلاً - لإظهار جزء من الحقيقة وطمس بقية الحقائق لكن محال أن تكذب مقاطع الفيديو المصورة بشكل «لايف» أي مباشر وتنقل ما تم بدقة دون زيادة أو نقصان! «ومن ينسى مقاطع حملهم للورود البيضاء واتجاههم إلى رجال الأمن بزعم أن حراكهم سلمي فيما يدهم الأخرى تخبئ السكاكين والأسلحة!».

طبعاً هناك المئات من المقاطع التي تحاول تزييف الحقائق وبيان أن رجل الأمن يتجاوز حدود واجباته الوظيفية ليمارس الضرب والعنف والتعذيب الجسدي وكلها بالأصل لمن يدقق فيها ويقرأها من زاوية الواقع يرى أنها تستهدف جر رجل الأمن وعدم تصوير مشاهد محاولات قتله ورمي المولوتوف عليه وعلى المدنيين في الشارع إنما يتم بعناية ودقة اختيار توقيت التصوير للتركيز على «ردة فعله»، وهو يجري وراء الإرهابيين ويحاول القبض عليهم لتنشر بعدها مقاطع مفبركة وملفقة على أن رجال الأمن يهاجمون الناس في القرى والمناطق السكنية ويلقون القبض عليهم دون وجود تهمة أو جرم ويمارسون التعذيب عليهم!

لمن يفتش عن حقيقة الواقع الأمني في مملكة البحرين ستلمح عيناه وهو يتصفح مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» والمتعلقة بالجرائم الإرهابية في البحرين لاسيما الممارسة على رجال الأمن، مقطع لإرهابيين يحرقون رجل امن في منطقة المخارقة حيث تم رمي المولوتوف عليه وحرقه بالكامل كما هناك مقطع لرجل أمن آخر في توبلي.. هناك فيديو آخر لثلاثة من رجال الأمن يحرقهم الإرهابيين أيضاً بعد ردعهم لعملية حرق الإطارات بالشارع.. هناك رجال أمن يتم الاعتداء عليهم بالضرب في منطقة الدراز وكذلك حرق رجل أمن بالزجاجات الحارقة في كرباباد من قبل مجموعة من الإرهابيين كان يتصدى لهم لوحده.. بل الأكثر فاجعة مقطع فيديو لإرهابيين يقومون بإطلاق رصاص حي على الشرطة في منطقة العكر!

رجل أمن تم سكب البنزين عليه من سطح أحد المنازل كمحاولة لقتله حرقاً وهو حي والنتيجة أصابته بحروق بليغة بنسبة 80% وبتر أصابع يده مع إعاقة دائمة في قدمه فيما شقيقه «شهيد الواجب عبدالسلام اليافعي رحمه الله» استشهد برصاصتين استقرا في صدره أثناء تأديته للواجب في التصدي لعناصر إرهابية هاجمت سجن جو وهو مخطط رسم في إيران وتم التخطيط لتنفيذه.

ولا ننسى مئات المقاطع لحرق سيارات الشرطة وتكسيرها والاعتداء بالضرب على رجال الأمن وإهانتهم وشتمهم وهم يحاولون فك التجمعات غير المرخصة للمتظاهرين والتفاهم معهم لمغادرة المكان دون أي مشاكل.

أكثر مقطع فيديو مؤثر هو مساعدة رجل أمن لإرهابي رمى مولوتوف وسقط أثناء محاولته الهروب من رجل الأمن نفسه! رجل أمن يساعد بكل إنسانية وضمير حي إرهابي حاول قتله وحرقه!

ولا ننسى المقطع المشهور لرجل أمن بحريني شجاع يواجه لوحده أكثر من 50 إرهابياً على شارع البديع في عملية أمنية تستهدف حماية السائقين من هجمات الإرهابيين عليهم بالمولوتوف وفي منطقة أخرى هناك رجل أمن يواجه أكثر من 40 إرهابياً وبمفرده أيضاً رداً على مهاجمة وحدة أمنية وظل مواجهاً لهم ثابتاً في مكانه يحاول ردعهم رغم أن زجاجات المولوتوف كانت ترمى فوقه بكثافة وكان يقفز بينها بمهارة عالية ليتفادى أن تحرقه ميتاً والمسافة بينه وبينها صفر أيضاً دون أن يتراجع أو يترك نقطته الأمنية.

هذه المشاهد بالمناسبة من النادر أن نراها في أي دولة من دول العالم، شخص يرمي المولوتوف ورجل الأمن بدلاً من أن يهرب لحماية نفسه يتجه إليه لمنعه والقبض عليه، رجل يتجه بشكل شجاعة وبسالة إلى الموت والمسافة بينه وبين مخاطر القتل صفر! كل تلك القصص والمواقف التي تسطر تاريخياً بأحرف من ذهب عناوين لشجاعة رجال الأمن في مملكة البحرين ومدى عطائهم اللامحدود لقيادة وشعب البحرين والجهود الجبارة التي يقومون بها لأجل تأمين استقرار وأمن البحرين ومحاصرة الإرهاب وتقبيره قبل أن يعمم ويتكاثر في كافة مناطق البحرين ولابد أن نستحضرها اليوم مع الذكرى السنوية ليوم الشرطة البحرينية.

وللحديث بقية.