الناصرية - (أ ف ب): اعدمت السلطات العراقية الخميس 38 محكوما بالاعدام كانوا دينوا بـ "الارهاب"، في ثاني اكبر عملية اعدام جماعي منذ سبتمبر الماضي. واعدمت وزارة العدل العراقية في 25 سبتمبر الماضي 42 محكوما بتهمة "الارهاب" في اكبر عملية اعدام جماعي منذ مطلع العام الجاري. وقال داخل كاظم نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ذي قار ان "ادارة سجن الناصري الاصلاحي بمحافظة ذي قار نفذت الخميس حكم الاعدام بحق 38 مدانا من تنظيمي القاعدة و"داعش"، لتورطهم باعمال ارهابية". وقال مصدر في السجن إن جميع من تم اعدامهم عراقيون ومن ضمنهم شخص يحمل ايضا الجنسية السويدية. واشرف وزير العدل حيدر الزاملي على عملية الاعدام شنقا بحضور عدد من المسؤولين. واكدت وزارة العدل في بيان "تنفيذ الاحكام بعد اكتسابها الدرجة القطعية ومصادقة رئاسة الجمهورية". وفي تقرير صادر في 5 ديسمبر الجاري، انتقدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية "هيومن رايتس ووتش" كلا من الحكومة العراقية المركزية والسلطات الكردية بسبب المحاكمات الجماعية للمشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة "داعش". وقالت المنظمة الحقوقية في تقريرها "يبدو أن السلطات تحاكم جميع المعتقلين المشتبه بانتمائهم الى داعش بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، في المقام الأول، بتهمة العضوية في التنظيم، بدون التركيز على أعمال أو جرائم بعينها قد يكونون ارتكبوها". واشارت المنظمة الى وجود 7374 شخصا يواجهون الاتهامات منذ 2014، حُكم على 92 منهم بالإعدام وأُعدموا بالفعل. وأوضحت أن إجمالي عدد المعتقلين للاشتباه بانتمائهم لتنظيم الدولة "داعش"، "لا يقل عن 20 ألف شخص بناء على معلومات قدمها مسؤولون حكوميون". وأبدت المنظمة قلقها حيال "الملاحقات القضائية الواسعة بموجب قوانين الإرهاب، لجميع المنتمين لداعش بغض النظر عن الصلة بالتنظيم". وحذرت من أن ذلك يمكن أن "يعرقل جهود المصالحة والإندماج الاجتماعي لاحقا". وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة "لا يميز القضاء العراقي بين الأطباء الذين حموا أرواح الناس تحت سيطرة "داعش" واولئك الذين يتحملون مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية". كذلك أشارت المنظمة إلى أنه بموجب قانون العفو العام الصادر في أغسطس 2016 يمكن أن يفيد هؤلاء المشتبه بهم الذين يظهرون أنهم انضموا للتنظيم رغما عنهم ولم يشاركوا في انتهاكات محددة، من العفو بعد الإدانة. وفي سبتمبر الماضي، دانت منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط الاعدامات الأخيرة في العراق، وقالت ان اللجوء الى عقوبة الاعدام "لن يجعل البلد او شعبه أكثر أمانا".