أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين د.عبد الله بن عبد الملك آل الشيخ أن القضية الفلسطينية تعد من في أولى اهتمامات المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود "رحمه الله"، مشددا على أن المملكة تفاعلت مع القضية الفلسطينية في جميع مراحلها وفصولها باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.

وأشار إلى أن المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أولى اهتماما بالغا بالقضية الفلسطينية وصلت إلى ذروتها في حرب 1948، واشتملت على الأصعدة العسكرية والمالية والسياسة والإعلامية.

وقال سفير خادم الحرمين الشريفين في تصريحات لوكالة "بنا"، إن السعودية قدمت الدعم السياسي لفلسطين وقضيتها، من خلال جامعة الدول العربية، وهيئة الأمم المتحدة، ومن خلال الاجتماعات والخطابات التي تبادلها الملك عبد العزيز "رحمه الله" مع القادة الأمريكيين والبريطانيين.


وبين أن حرص الملك عبد العزيز كان شديدًا على إبراز الحق الفلسطيني في وسائل الاعلام الامريكية، مضيفا ان أبناء الملك عبدالعزيز حملوا من بعده اهتماما بالغا بالقضية الفلسطينية دون أي تأخير أو تقصير، ففي عام 1953 زار الأمير سعود بن عبد العزيز "رحمه الله" فلسطين كونه أول أمير سعودي يزور القدس وقد صلى في المسجد الاقصى والمسجد الابراهيمي في الخليل.

وأوضح السفير آل الشيخ أن السعودية كانت في مقدمة الدول العربية التي رفضت واستنكرت صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947م عندما قال الأمير سعود - حينذاك - في خطابه أمام مجلس الشورى: إننا مستعدون لإنقاذ فلسطين بأموالنا وأنفسنا متكلين على الله الذي نستمد منه العون وحده.

وأشار السفير السعودي، إلى أنه أبان العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة في عام 1956 كانت المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي سارعت بتقديم مساعدتها لمواجهة العدوان وقام الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بفرض حظر بترولي على الحكومة البريطانية والفرنسية، أما الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) فقد بدأ الدفاع عن القضية الفلسطينية عندما مثل والده الملك عبد العزيز آل سعود "رحمه الله" في مؤتمر لندن لبحث قضية فلسطين وخطب خطابا مهمًا عارض فيه مشروع تقسيم فلسطين، ويعود الفضل إليه - يرحمه الله- في تشكيل اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو 1967م.

وقال إن محاولة الصهاينة الآثمة حرق المسجد الأقصى عام 1969، تركت أثرا بالغا في نفس الملك فيصل وبادر بالدعوة لعقد مؤتمر قمة اسلامي وهو المؤتمر الذي اسفر عن تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي وقد لعبت المنظمة دورًا أساسيًا في دعم القضية الفلسطينية.

وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين ان المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل لعبت دورًا بارزًا في تحقيق النصر في حرب أكتوبر عام 1973م، والتي تعتبر من أنجح المواجهات العربية ضد إسرائيل. وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز "رحمه الله" أصبحت القضية الفلسطينية حلمه الأكبر وكان يكرر القول : "إن تحرير فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف هي قضية الإسلام والمسلمين الأولى وفي مواجهة الممارسات الإسرائيلية تجاه القدس الشريف"، كما دعا الملك خالد بن عبد العزيز "رحمه الله" إلى عقد مؤتمر قمة إسلامية في مكة المكرمة في رحاب الحرم وحرص على أن تكون القضية الفلسطينية والقدس المحتلة في مقدمة القضايا التي تناقشها القمة.

وأضاف آل الشيخ أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، كانت الثوابت واضحة في السياسة السعودية تجاه العالم الإسلامي، حيث حرص الملك فهد، على الاستمرار في دعم هذه الثوابت وترسيخها، وكان يؤكد دائما على دعوة التضامن الإسلامي التي أطلقها الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ففي عهده استنكرت المملكة قرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، كما أعلن رحمه الله في عام 1981، مشروعه للسلام في منطقة الشرق الاوسط المعروف بـ "مشروع الملك فهد"، الذي طرح على مؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس خلال دورته الأولى عام 1981، والتي جرى تبنيه كخطة للسلام العربي في الدورة الثانية لمؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس الذي انعقد عام 1982، وفي عام 1989م قررت المملكة تقديم دعم مالي للانتفاضة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة.

وأضاف آل الشيخ "في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز "رحمه الله" استمرت المملكة في التأكيد على ثبات موقفها الداعم لقضية الشعب الفلسطيني والقضايا العربية مع إسرائيل، كما قدم الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرته التاريخية وهي المبادرة التي أعلن عنها رحمه الله في قمة بيروت (مارس 2002م) وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد لحل النزاع العربي الفلسطيني، والتي توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وتؤمن حلاً دائماً وعادلاً وشاملاً للصراع العربي الإسرائيلي".

وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين أنه "في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لاتزال المملكة في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، كما يؤكد خادم الحرمين الشريفين في اللقاءات الرسمية والمحافل الدولية على موقف المملكة الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في التوصل إلى حل عادل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وكذلك ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية، منها استمرار بناء المستوطنات ووضع العقبات أمام جهود السلام".