لفلسطين في قلوب أهل البحرين مكانة عظيمة، فأهل البحرين يطلقون على القضية الفلسطينية اسم القضية المركزية، واستمروا داعمين لها ولكل كلمة حق تسهم في إرجاع الأراضي السليبة إلى أهلها الحقيقيين، لهذا جاء تأكيد مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على «موقف البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الثابت والداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ودعمها لعودة الشعب الفلسطيني لأرضه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية تجنب أي قرارات تؤدي إلى تعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام»، ولهذا أيضاً أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في كلمته في «حوار المنامة» الذي عقد الجمعة الماضي على هذا الموقف وشارك الجميع موقفهم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها حيث أكدوا جميعا على أن «القرار الأمريكي مرفوض جملة وتفصيلاً « وأنه «يخالف القانون الدولي وسيدمر جهود عملية السلام ويقوض حل الدولتين» ونبهوا إلى أن المتطرفين سيستخدمون ذلك لتصعيد لغة الكراهية.

الكتب المدرسية في البحرين لا تخلو من هذا الموقف، والمناهج الدراسية ظلت ولا تزال تزرع حب فلسطين في قلوب الطلبة، أما شوارع وميادين البحرين فتشهد بما قاله وفعله المتظاهرون منذ احتلال فلسطين عام 1948 وإلى اليوم، والعالم كله يرى أنه لم تمر حادثة تخص فلسطين إلا وكان لأهل البحرين ردة فعل إزاءها، تناصر أهلها وتدعم موقفهم وتؤيده.

لا أحد يستطيع أن ينكر المواقف الإيجابية لمملكة البحرين من هذه القضية أو يشكك في دعمها لها، فالتاريخ دون كل ما قامت وتقوم به قيادة المملكة وحكومتها وشعبها، وليس في هذا منة على أهلنا في فلسطين ولكنه واجب يسارع إليه كل أهل البحرين ويحرصون دائما أن يكونوا في المقدمة.

في المقابل فإن موقف مملكة البحرين من إسرائيل واضح ولا لبس فيه، وشروط إقامة علاقات طبيعية معها معروفة، ولا يمكن للبحرين أن تتجاوز حدودها وتتخذ قرارات تؤثر سلبا في الإجماع العربي، وكما أن واحدا زائدا واحد يساوي اثنان كذلك فإن تكوين البحرين علاقات مع إسرائيل – أياً كان نوعها ومستواها – أمر غير ممكن من دون تحقق تلك الشروط التي أولها وآخرها عودة الحق الفلسطيني.

الجرح الفلسطيني بحريني بامتياز ولا يمكن للبحرين أن تنحاز في هذه القضية إلا لفلسطين وأهل فلسطين، ومن يقول بغير هذا يظلم البحرين ويظلم فلسطين ويظلم شعبيهما، ومن يقول بغيره إنما يدعي على هذه البلاد التي ظلت على مدى العقود السبعة الأخيرة تحمل قضية فلسطين في وجدانها وتعمل كل ما في استطاعتها للانتصار لشعب فلسطين الذي لن يطول الزمن حتى يذوق حلاوة تحرير أرضه وإنشاء دولته واعتراف العالم بها.

لعل من المناسب هنا الاستشهاد بموقف حضرته شخصيا، حيث استضافت وزارة الخارجية قبل عدة سنوات كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإلقاء محاضرة ثم عندما سئل عن حجم العلاقة التي تربط البحرين بفلسطين قال إن ما لا تعرفونه هو أن معالي وزير الخارجية يتواصل معنا يومياً ويبذل الكثير من الجهد انتصاراً لقضية فلسطين.

هذا هو موقف البحرين، قيادة وحكومة وشعباً من القضية الفلسطينية، وهو موقف غير قابل للتغير، وستظل القضية الفلسطينية في دائرة الاهتمام البحريني حتى تعود الأراضي المغتصبة ويعترف العالم بفلسطين كدولة مستقلة.