كتبت- زهراء حبيب:

عبرت هيئة البحرين للثقافة والآثار عن تقديرها لمجلس النواب على الاقتراع برغبة لوقف الحفلات التي تقيمها وحفلات الهيلوين توفيراً للنفقات واحتراماً لمشاعر المسلمين وأحوالهم المأساوية في اليمن والعراق وسوريا، لكن يتعذر عليها تنفيذ هذا الاقتراح.

وقالت الهيئة بأن من ضمن الأسباب لتعذر تنفيذ هذا الاقتراح بأن جميع فعالياتها جادة وذات قيمة من خلال منتج ثقافي أدبي وفني راقٍ يثري الذوق العام والفكر الثقافي، ويقدم للمواطنين الإبداعات الثقافية والفنية لدول العالم من خلال تعاون وتبادل ثقافي مشترك.

وقالت إن غالبية الحفلات الثقافية الفنية المقامة هي نتاج اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبروتوكلات تعاون موقعة مع دول وهيئات رسمية تنص على إقامة مثل هذه الفعاليات المشتركة تعزيزاً للتعاون والتبادل الثقافي بين البحرين وتلك الجهات، وتأتي بمثابة استحقاقات واجبة تنص عليها هذه الاتفاقيات.

كما أن الفعاليات والحفلات فنية ثقافية يأتي في إطار النشاط الثقافي المتعارف عليه لدى جميع دول العالم ودول منطقتنا الخليجية العربية بشكل عام رغم الظروف المأساوية الصعبة التي تمر بها بعض الدول العربية ، كما يندرج في صميم أهداف الحركة الثقافية لأي بلد يسعى لتعزيز وإبراز حضوره الثقافي والتراثي على خارطة الثقافة العالمية.

وأشارت الهيئة إلى أن الحركة الثقافية وسبل التعاون والتبادل الثقافي بين البحرين ودول العالم بشكل عام والدول العربية بصورة خاصة، يجب أن لا تكون رهينة الأوضاع والظروف السياسية والأمنية التي تمر بها بعض دول أمتنا العربية والإسلامية، وذلك تعزيزاً للانفتاح المنشود على العالم وإسهاماً في مفهوم الحوار والتعايش السلمي مع مختلف المجتمعات ونبذ العنف والتطرف، وتأسيساً لفكر متحضر يسعى لقبول الآخر بعيداً عن التعصب.

ولفتت إلى أن الذاكرة الثقافية للدول والشعوب تؤكد بأن الإبداعات الفنية والثقافية تنهض خلال الأزمات السياسية والأحداث المأساوية، وتحمل رسائل رفض جميع أشكال العنف والقتل والدمار.

وقالت بأن العديد من الحفلات الفنية يشارك فيها فنانو وأدباء ومثقفو الدول الخليجية والعربية وغيرها، وعدد كبير من روادها هم من جاليات الدول التي تمر بالأوضاع المأساوية المشار إليها، وذلك حرصاً منهم لتذكير العالم بفنونهم وثقافاتهم وإبداعاتهم وما يصادفونه من إشكاليات، فهم يرودن في البحرين نافذتهم على العالم لهذا الغرض.

وأوضحت أن إقامة هذه الفعاليات الثقافية والفنية الجادة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها العديد من دول المنطقة، يعكس حالة الأمن والأمان والاستقرار التي تحظى بها مملكة البحرين، ويحول في ذات الوقت دون مغادرة البعض للمملكة تلمساً لهذه الفعاليات الفنية والثقافية في دول آخرى، مما يحفظ عى المملكة عملتها وأموالها وعدم إنفاقها في الخارج دون مبرر جدي.

وتابعت "كما ان المشهد العربي والأوضاع المأساوية التي تعاني منها بعض الدول العربية، وانتشار ظاهرة الإرهاب المقيت وتراجع ظاهرة الثقافة العقلية والتنويرية بشكل كبير، هو ما يزيد الحرص على وضع استراتيجية شاملة لمعالجة هذه الأوضاع والحد من مظاهرها بغية إقامة حياة ثقافية متوازنة من خلال هذه الفعاليات الثقافية والفنية".

وفيما يخص حفلات " الهيلوين" أكدت الهيئة بأن لا علاقة بها ولا تندرج ضمن نشاطاتها أو فعالياتها، فهي تقام من خلال جهات فردية خاصة.