تحتفل مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية، والذكرى الـ 46 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ 18 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم، وتأتي هذه الاحتفالات وقد اكتملت المؤسسات الدستورية للوطن بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى من خلال مشروعه الإصلاحي الذي ارتكز على المشاركة الشعبية، وعلى الديمقراطية في نهجه وسياسته الحكيمة، وما هذا إلا دليل راسخ على مدى ثقته بشعبه وإيمانه بهذه السياسة المباركة.

إن سياسة جلالة الملك المفدى الانفتاحية تنطلق من مبادئ سامية وحضارية وقد استطاعت أن تحقق تطلعات الشعب وساهمت بشكل إيجابي في نصرة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية كما جعلتها أكثر مساهمة وفاعلية في المنظومة الدولية.

وبمناسبة يوم الشرطة البحرينية نستذكر بمزيد من الفخر والاعتزاز الدور الذي قامت وتقوم به وزارة الداخلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المملكة، هذا الدور المتميز الذي ساهم في عدم التفريط في نعمة الأمن والأمان التي تنعم بها بلادنا والتي هي من أهم المقومات الأساسية لإنجاح عملية التنمية الشاملة والتقدم، وقد استطاع رجال الأمن البواسل حفظ الأمن والتصدي للإرهابيين بكفاءة عالية وجاهزية تامة.

وبمناسبة يوم الشهيد، نستذكر بالعرفان والتقدير شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذي استشهدوا دفاعاً عن الوطن، وحفاظاً على مقدراته واستقراره وكذلك شهداء البحرين الأبرار الأوفياء من رجال قوة دفاع البحرين ممن كان لهم شرف المشاركة في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة دعماً للشرعية في التصدي لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين منهم بالشفاء العاجل.

الوطن لا نحتاج إلى يوم واحد للاحتفال به ولا حتى شهر، فنحن نحتفل بالوطن كل يوم وكل ساعة.. فعندما نكون مواطنين صالحين فهذا يعني أننا نحتفل بالوطن، عندما نتعلم التعليم الصحيح فإننا نحتفل بالوطن، نلتزم بالقواعد والقوانين الخاصة والعامة فيعني أننا نحتفل بالوطن، عندما نحافظ على تراثنا الوطني، فنحن نحتفل بالوطن.

إن حب الوطن الحقيقي هو أعمال وليس فقط اقوالاً، فهذا ما يجب أن نربي عليه أبناءنا أن يتشربوا حبهم للوطن بكل تفصيلة من تفاصيل حياتهم لنضمن رجالاً وسيدات يعتدّون بعتاده ويؤمنون برسالته السامية.. عاشت البحرين بلد السلام بلد العز أبية عربية في ظل قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي المخلص، ودام عزك يا وطن.