لا يُسأل عاشق عن معشوقته لأنه لديه أجمل الموجودات، فمن هنا انطلق القول بـ»الشهادة المجروحة»، ولأن البحرين في عيني حبيبة وعشق يسري في الدماء وشهادتي فيها مجروحة، آن لي أن أبحث عن البحرين في عيون محبيها من الخارج.

إذا أردت أن تعرف من هي البحرين، فأقرأها في عيون الخليجيين والعرب والأجانب أيضاً، اقرأها في حفاوة استقبالهم للبحرينيين في كل مناسبة، في حنينهم لكافة التفاصيل البحرينية وأولها اللهجة المحببة للجميع والتي وصفها أحدهم ذات يوم «بالغنج البحريني الأصيل».

اقرؤوا البحرين في عمق تراثها الأصيل وفي طيب ذكرها وعطورها، في ريحة المشموم وثوب النشل وفي حنائها المميز، في الثوب والغترة و»الدقلة»، في ألعابها الشعبية التي يمارسها الصبية من صوب والفتيات من صوب آخر.

اقرؤوا البحرين في بطولات الأولين والآخرين، في تاريخها العظيم، في طيب أصل شعبها وطيبتهم المعروفة التي تغنى بها الشعراء في الخارج وهام في حبها الخليجيون، في التضحيات التي قدمت من أجلها من قديم وفي الحديث لتشهد كل قطرة دم أريقت على أرضها كم أنها غالية على قلوب أهلها ومرتاديها.

اقرؤوا البحرين في خطابات القادة وكيف أنها ذات قيمة عالية لديهم، ولعل أبرزها الكلمة التاريخية للعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله وطيب ثراه – عندما قال «البحرين بنتي الصغيرة»، وأيضاً القصيد الذي زخرف الدنيا شعرأً وألحاناً وهزّ الروح بألحان عذب الحروف للشاعر الفارس سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة «سجّل المملكة حافل مع التاريخ والبلدان، وقلب المملكة مفتوحةٍ للخير بيبانه، حفظك الله يا دار الحضارة دار أبو سلمان، وحفظك الله يا شعب البلاد وكل سكانه».

أقرؤوا البحرين في عيون الطامعين كيف أنها أغرتهم بمميزاتها وطيب ما فيها، وكيف أن مكوناتها بعثت على أطماعهم ومحاولة الوصول إليها، وكيف أنها قد روت بـ»عذاريـ»ـها البعيد والقريب، حتى أصبحت الواحة الغنّاء التي يلجأ إليها الظامئ ومن أراد أن يحط الرحال ويتفييء ظلال الأمن والسكينة في جنة الخلود، أرض المحبة والسلام والأساطير.

* اختلاج النبض:

اقرؤوا البحرين في خطاي.. في كلماتي.. في همساتي.. علّ توفي بحب البحرين «نبضاتي» من أجلها.