يأتي ديسمبر من كل عام ليجدد فروض الحب والولاء لبلدنا الغالي البحرين، فكما يقول العاشقون أن الحب لا يموت أبدا، قد ينزعج المواطن من بعض الامور، قد يطمح المواطنون إلى المزيد، قد تتعالى أصواتهم برفضهم لوضع معين، إلا أن لا أحد يستطيع التشكيك مطلقا بحب المواطن لوطنه وإنتمائه له.

إن حب الوطن، حب عذري، غير مرتهن بشروط مطلقا، فالحب للوطن حب لا يحتمل الشروط، حب فطري، والعلاقة في هذه الحب علاقة متشعبة ولا يكمن حصرها في سبب واحد.

عن نفسي يصعب علي الكلام عن حب الوطن، وأجد الكلمات لا تسعفني، ولا أجد الحروف قادرة عن التعبير عن شعوري تجاه وطني، ولكن ما يعينني في ذلك أنني أؤمن بقول حضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى عندما قال جلالته «المواطنة أفعال». وبالفعل، ان «المواطنة افعال»، فما فائدة أن أتغنى بحب الوطن في كل مناسبة، وأفعالي تخذل وطني؟! ما الفائدة أن أقول لبيك يا وطن وأنا اتقاعس عن تقديم الأفعال التي تدل على حب الوطن؟! ما الفائدة أن أقول «تبين عيني.. لج عيوني» وأفقع عين الوطن بأي عمل غير مسؤول أقوم به؟!

إن الأفعال الوطنية، لا تستوجب أن تكون مسؤولاً، أو أن تكون ناشطاً اجتماعياً، يكفي أن تكون مواطناً صالحاً يحب البحرين ويسعى من خلال ما يقوم به في حياته اليومية أن يضع الوطن أمام عينيه دائماً ويحافظ عليه ويصون كرامته.

إن الأفعال الوطنية تتلخص بقيامنا بأي عمل مهما كان سهلاً مع مراعاة «الوطن»، كأن تعمل بإخلاص في مكان عملك، كأن تكتب تغريدة في حب الوطن، كأن تدعم منتجاً محلياً، كأن تعبر عن رأيك بطريقة حضارية تحفظ للوطن والقيادة هيبتها وكرامتها. كأن تربي أبناءك تربية صالحة أو تتبع القانون، كأن تمثل البحرين خير تمثيل خلال أي موقف.

إن المواطنة أفعال.. وهذه الأفعال هي التي تجعلنا نتميز في حبنا لوطننا. وكل عام وحبنا لوطننا وقيادتنا أكبر.