إذا كانت عملية تجميل الأنف من الجراحات الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم العربي، فلأنها قادرة على إضفاء تناسق على الوجه وإكسابه توازناً جمالياً يفتقد إليه عند وجود أي مشكلة في شكل أو حجم الأنف. فما تفي هذه العمليات بكل الوعود التي تقدمها، وهل يمكن للحقن أن تحل مكان الجراحة في هذا المجال؟

بعض أشكال الأنف تسبّب عدم الرضا عن الطلة العامة للوجه، ومنها: وجود تقوس بارز بالأنف، أنف كبير أو طويل بشكل غير متناسق مع الوجه، أنف ذو طرف عريض، أو مائل معوج، أو أنف يتسبب بضيق وبصعوبة في التنفس. وقد أظهرت النتائج الإحصائية التي تناولت مؤخراً دول الخليج والمملكة العربية السعودية، أن تجميل الأنف لا يزال من أكثر العمليات التجميلية شيوعا بين النساء حيث يتراوح معدل السيدات والفتيات اللاتي يفكّرن بالخضوع لهذا النوع من العمليات التجميلية بين 55 و65%.

وتشير الإحصاءات أن المرأة السعودية بشكل عام تفضل الأنف المستقيم الذي يحمل شخصية صاحبته، مع عدم الرغبة في إجراء تغيير كبير وملاحظ بحيث يحتفظ الأنف بشكله الطبيعي، بينما النساء السوريات واللبنانيات والمصريات والتونسيات والمغربيات يفضلن الأنف الأوروبي المرفوع من الأمام.

شائعة ودقيقة

تشكّل عملية تجميل الأنف، إحدى العمليات الجراحية الأكثر شيوعا، لكنها أيضاً واحدة من الأكثر دقة. وهي تُستخدم لتعديل زاوية الأنف مع الشفة العليا، أو إعادة تشكيل الأنف المشوه منذ الولادة أو إثر حادث معين، ما يسمح بتغيير مظهر الأنف في جزء منه، أو بأكمله بهدف تحسين هيئة الوجه بما يحقق مزيد من التناسق بين ملامح الوجه.

يُعدّ الأنف أحد السمات الأساسية والجمالية لدى المرأة، نظرا لبروزه وموقعه في الوجه. لذا فإنه كثيرا ما يتسبب في إحداث تشوه عندما يكون بارزا أكثر من المعدل الطبيعي، أو مائلا إلى أحد الجوانب، أو عريضا، أو منخفضا، أو طويلا. كما قد تعاني بعض النساء من عدم التناسق بين جسر ومقدمة الأنف، ما يجعل الجراحة التجميلية عاملا هاما في إحداث التوازن في ملامح الوجه عن طريق تصغير أو تكبير أو إزالة أي نتوءات ظاهرة بالأنف.

أما الحقن الشائع تداولها مؤخرا في تعديل وضع الأنف سواء بالتصغير أو رفع ذروة الأنف واستخدامها كبديل عن جراحة الأنف التجميلية، فهي تجارية ليس إلا. إذ لا يوجد أي إثبات علمي يؤكد واقعية نتائجها في المجال الطبي التجميلي حتى الآن. وهي مخالفة للقوانين والأنظمة الطبية ما يوجب الحذر من المجازفة باستخدامها.

قبل العملية

الفحص الكامل ضروريّ قبل إجراء عملية الأنف بالمنظار. وذلك لفهم الرغبة الكامنة وراء إجراء العملية، وتحديد الخيارات الجراحية المقترحة. إلى جانب اختيار الطريقة الجراحية التي تتلاءم مع تركيبة عظام الأنف، نوعية البشرة، المرحلة العمرية، شكل الوجه؛ بما يجعل 95% من الشكل الجديد للأنف متناغما مع كامل الوجه، مما يبعث على الراحة النفسية ويوفر الدعم المعنوي للسيدة قبل إجراء العملية.

خلال العملية

تحتاج جراحة الأنف إلى دقة متناهية نظراً لشكله المكوّن من جسم أجوف بشكل هرمي يعتمد على العظام والغضاريف، ما يتطلب من الطبيب الحفاظ على مرتكزاته الداخلية وكذلك وظائفه التنفسية.

يتمّ إجراء هذا النوع من العمليات من داخل الأنف بشكل مخفي وبدون أي جراحة ظاهرة، ويكون تحت التخدير الموضعي مع المهدئ. وقد تستمر مدة العملية إلى حوالي ساعة يمكن العودة بعدها إلى المنزل بعد أربع ساعات فقط من إجراء العملية.

يقوم الجراح أثناء العملية بتعديل عظمة الأنف وإعادة ترتيب وتشكيل غضاريف الأنف بما يتناسب مع ملامح الوجه، وقد تنحصر العملية على جزء فقط من الأنف فإذا كان معوجا تستأصل العظمة فقط، وإن كان طرف الأنف وحده غير متناغم مع شكل الأنف أو باقي الوجه في تلك الحالة يقوم الجراح بتغيير هذا الجزء فقط. كما يمكن تصحيح شكل الأنف المائل الذي يتسبب بضيق في التنفس وهنا تكون الجراحة طبية تجميلية. بعد العملية يقوم الجراح باستعمال الخيوط القابلة للامتصاص والتي تذوب بعد فترة؛ كما يتم أحيانا وضع فتيل رقيق للحفاظ على التركيبة الداخلية للأنف لمدة قد تصل إلى 48 ساعة، بالإضافة إلى وضع ضماد طبي على الأنف يبقى لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 7 أيام على حسب الحالة.

بعد العملية

يتكون الأنف من جلد وأنسجة دهنية وغضاريف قد تتورم وتتشرب سوائل بعد العملية. ومن الملاحظ ان استمرار هذه التورمات يمكن أن يطول من 6 إلى 8 أشهر، حسب طبيعة الجلد وسرعة جفاف السوائل المحتبسة داخل الأنف. كما أن نسبة التورّم التالية للجراحة تختلف من حالة إلى أخرى، ويكون خلالها شكل الأنف أصغر بكثير مما كان عليه قبل العملية. وفي هذا الإطار يُنصح باتباع تعليمات الطبيب المعالج بدقة مع ضرورة أخذ العلاجات الموصى بها في مواعيدها وبشكل منتظم، بالإضافة إلى عدم تعريض الأنف لأي إصابة مباشرة خلال الأسابيع الأولى بعد العملية وتجنب التعرض المباشر للشمس لمدة 3أشهر على الأقل.

أعراض جانبية

تظهر النتيجة النهائية لعملية تجميل الأنف خلال فترة تمتد من6 إلى 8 أشهر بعد الجراحة. ولكن قبل ذلك، قد تظهر بعض الكدمات البسيطة تحت الجفون يُنصح بمعالجتها باستعمال كمادات الثلج ومستحضر يحتوي على فيتامين K لضمان سرعة زوالها. هذا بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الأخرى التي تشبه الرشح كوجود صعوبة في التنفس، ورم في العينين، انسداد في الأنف يعيق عمليّة التنفّس من خلاله... جميعها تزول بعد أسبوع من إجراء العملية.