دبي – (العربية نت): تمتلك إيران ترسانة صاروخية متنوعة، وتؤكد مصادر إيرانية عسكرية أن مداها يصل إلى ما يزيد عن 3000 كيلومتر، وبهذا تقع القارة الأوروبية وأجزاء من آسيا في مرمى الصواريخ الإيرانية، الأمر الذي يؤكد أن التهديد الإيراني في هذا المجال لا ينحصر على دول الشرق الأوسط فقط، ويأتي هذا التهديد من بلد يعيش فيه 18 مليونا تحت خط الفقر، حسب تصريحات مسؤولين إيرانيين.

ويؤكد موقع "تابناك" الناطق بالفارسية أن القوة الصاروخية الإيرانية تشكل أحد أهم محاور الاستراتيجية العسكرية الإيرانية، إلا أنه يبرر تطوير هذه القوة بالقول إنها ليست إلا رادعا للتهديدات ضد طهران، حسب تعبير الموقع.

لكن نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، كشفت مساء الخميس في مؤتمر صحافي عقدته في قاعدة عسكرية أمريكية خارج واشنطن، أن أجزاء من الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على السعودية تثبت بالدليل المادي أن الصاروخ الحوثي صنع في إيران، الأمر الذي يلغي تبرير طهران سعيها الدؤوب لتطوير الأنظمة الصاروخية بذرائع دفاعية، لأنها زودت ميليشيات تابعة لها لتقوم بعمل عدواني ضد طرف ثالث.



وأكدت المندوبة الأمريكية أن "تهديد الصواريخ الإيرانية يشمل الجميع وليس فقط السعودية والإمارات"، ولمعرفة مدى صحة أقوال المندوبة الأمريكية نلقي نظرة سريعة على مدى الصواريخ الإيرانية بالمراجعة لمصادر إيرانية.

ونشر موقع "جام جم أونلاين" التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني تقريراً لموقع متخصص في المجال العسكري باسم "جنك ‌افزار" "الأسلحة" الذي أكد في تقرير له أن الصواريخ الإيرانية تصل إلى "أقصى أوروبا و70 % من قارة آسيا".

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أكد ذات مرة أن "الأمر الذي دفع أعداءنا للجلوس على طاولة المفاوضات هي قدراتنا الدفاعية".

ولمعرفة القدرات الصاروخية الإيرانية التي يعتبرها المجتمع الدولي تهديدا وإيران رادعا نلقي نظرة على الصواريخ الإيرانية الأكثر خطورة، والتي تعتبرها الكثير من الدول تشكل تهديداً حقيقياً على أمنها، وتشكل كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية المصدر الرئيس للتقنية المستخدمة في تصنيع هذه الصواريخ، كما هناك تعاون مستمر بين طهران وبيونغ يانغ في هذا المجال.

صاروخ سجيل

"سجيل" يعد أول صاروخ باليستي أرض - أرض بعيد المدى تم تصنيعه في إيران، ويعمل بالوقود الصلب، وتفيد مصادر عسكرية إيرانية أن مدى الصاروخ يبلغ 2000 كيلومتر. وتقول إنه فائق الدقة في ضرب الأهداف، ويمكن إطلاقه من منصة متحركة، وتعتبر إيران هذا الصاروخ الأفضل في ترسانتها الصاروخية، ففي حال تزويد "حزب الله" بهذا الصاروخ كما زودت إيران الميليشيات الحوثية لاستهداف مطار الرياض يمكن زيادة قوته التدميرية عبر تقليل الوقود وزيادة القوة التفجيرية فيه، وضرب قلب أوروبا بكل سهولة.

وسرعة الصاروخ لدى هبوطه على الهدف تبلغ 12 ماخ "4080 مترا في الثانية" مما صبح رصده صعبا للغاية.

صاروخ خليج فارس

هذا الصاروخ من الطراز الباليستي الذكي ذي الوقود الصلب، وهو أسرع من الصوت، ويمكن إطلاقه من منصة أرضية ومن السفن لاستهداف القطع البحرية، ما يشكل خطرا حقيقيا على الملاحة البحرية، ويبلغ مدى الصاروخ 300 كيلومتر، ويحمل رأساً تفجيريا بوزن 650 كيلوغراماً، صمم الصاروخ من قبل الحرس الثوري، وتقوم بتصنيعه وزارة الدفاع الإيرانية.

صواريخ شهاب

مجموعة صواريخ شهاب "1 و2 و3" الأشهر في العالم بين كافة الصواريخ الإيرانية، فهناك نسختان لهذا الصاروخ، الأولى متوسط المدى والثاني بعيد المدى، ويشكل هذا الصاروخ خطرا حقيقيا على دول المنطقة، خاصة متوسط المدى الذي يحظى بقوة تدميرية أكبر، ويصف موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني هذا الصاروخ وفقا لأدبيات طهران التهديدية بـ"الخطر القاتل للأعداء في المنطقة والعالم".

هناك صاروخ من مجموعة شهاب تطلق عليه إيران اسم "شهاب 5"، وتزعم أنه صاروخ متطور للغاية يتمتع بأبعد مدى دون أن تكشف عن مداه وقوته التدميرية، ولا توجد معلومات كثيرة بشأن هذا الصاروخ الباليستي.

ويبلغ مدى "شهاب 4" الباليستي 3000 كيلومتر، وتقول إيران إنها صنعت هذا الصاروخ لأغراض فضائية، وبإمكانه حمل أقمار صناعية أيضا، ومما لا شك فيه أن هذا الصاروخ قابل للاستخدام المزدوج العسكري والفضائي، ولاحقا استنسخت إيران منه صاروخاً باسم "كاوشكر1" للأغراض الفضائية فقط.

ويعد "شهاب 3" أفضل صاروخ متوسط المدى في الترسانة الإيرانية، ويبلغ مدى النسخة الأولية لهذا الصاروخ باسم "شهاب آ3" 1300 كيلومتر، أما مدى نسخة "شهاب ب 3" فيبلغ 2000 كيلومتر، وتشكل مختلف نسخ "شهاب" خطراً حقيقياً على دول إقليمية وأجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وإفريقيا.

وطورت إيران نسخة جديدة لهذا الصاروخ باسم "شهاب دي 3"، حيث يبلغ مداه 2200 لغاية 3000 كيلومتر.

صاروخ "قدر"

يعد صاروخ "قدر" من أسرع الصواريخ في الترسانة الإيرانية، وتدعي طهران أن الصاروخ يمكنه التخفي من جميع الرادارات والأنظمة المضادة للصواريخ في العالم، وتفيد بعض المصادر بأن مدى الصاروخ يبلغ 2500 إلى 3000 كيلومتر، ويؤكد موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن "قدر" يمكنه ضرب أقصى هدف في أوروبا، و70% من الأهداف في آسيا. ويعتبر "قدر" نسخة متطورة لـ"شهاب 3"، ويختلف عن شهاب في المحرك، حيث تم تزويده بمحرك ذي مرحلتين، فمحرك الأول يعمل بالقود السائل والمحرك الثاني بالوقود الجامد، وهذا الصاروخ هو النسخة الإيرانية لصاروخ "M-18" الصيني.

صاروخ "قيام"

حاول الحوثيون استهداف مطار الرياض المدني بصاروخ من طراز "قيام" بغية إيقاع المزيد من الضحايا المدنيين، حسب ما أكدت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، يوم الخميس الماضي، والتي حذرت من خطر التوسع العسكري الإيراني، ودعت العالم للانضمام إلى جبهة بهدف التصدي للتهديدات الإيرانية.

ويعمل الصاروخ بالوقود السائل، ويمكن إطلاقه من منصات متحركة، كما يمكنه التخفي من الرادارات، حسب ما تؤكده طهران، وتزعم أن منظومات من قبيل "باتريوت" و"آرو" لا يمكنها رصد صاروخ "قيام" الباليستي.

هذا الصاروخ الباليستي المجنح فائق السرعة يمكن إطلاقه من أي منصة، ووجود الأجنحة في الصاروخ تمنحه إمكانية استهداف الأهداف بدقة عالية، الأمر الذي يزيد من مخاطر هذا الصاروخ.

ويبلغ مدى النسخة الأصلية لصاروخ "قيام" 800 كيلومتر، وهو مزود برأس تفجيري يبلغ 746 كيلوغراماً، ولكن تمزج إيران بين تقنية صاروخ "شهاب 2" و"قيام" لتزيد من مدى الأخير 300 كيلومتر إضافياً عبر تغيير المعادن المستخدمة فيه بأخرى أقل وزناً، وبالمقابل يتم حقن وقود إضافي للصاروخ بغية زيادة مداه.

صاروخ "عاشورا" الباليستي

ويبلغ مدى صاروخ "عاشورا" الباليستي 2500 كيلومتر، وتصفه طهران بـ"تاج صناعاتها الصاروخية"، وعندما جربت إيران هذا الصاروخ الباليتسي بعيد المدى أعلنت واشنطن أن هذا الصاروخ ذو القوة التدميرية الفائقة قد يطلق على أي هدف أميركي في شرق أوروبا. وهذا الصاروخ المصنف ضمن صواريخ إيران متوسطة المدى ينطلق بمحرك ذي مرحلتين ويستخدم الوقود الصلب.

صاروخ "خرمشهر"

أطلق على هذا الصاروخ الاسم الفارسي لمدينة "المحمرة" العربية، وكشفت إيران لأول مرة عن هذا الصاروخ في استعراض عسكري في أغسطس الماضي، يبلغ قطر الصاروخ 1.5 متر، وطوله 15 متراً، ومداه 2000 كيلومتر، ويمكنه حمل عدة رؤوس بزنة 1800 كيلوغرام، وهذا يمنحه قوة تدميرية كبيرة.

ترسانة صاروخية ضخمة و18 مليوناً تحت خط الفقر

هذه الصواريخ تشكل جزءا من ترسانة إيران الصاروخية، فضلاً عن الميزانية العسكرية الهائلة التي يخصص جزء مهم منها لتشكيل وتسليح الميليشيات من اليمن إلى لبنان مرورا بسوريا والعراق، هذه الأنشطة العسكرية الإيرانية في الوقت الذي تشكل تهديدا إقليميا ودوليا فإنها تكلف ميزانية البلد الكثير بينما تعاني الصناعات المدنية الإيرانية من صعوبات جمة ويعيش 18 مليون إيراني من أصل 80 مليونا تحت خط الفقر، حسب ما صرح به عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محمد رضا باهنر، في أغسطس 2017، وكشف باهنر الذي كان يتحدث في مؤتمر "المحادثات الاستراتيجية" بالعاصمة طهران أن النمو الاقتصادي في بلاده كان قد وصل قبل الثورة الإيرانية إلى 10.5 %، في حين أفضل حالات النمو الاقتصادي بعد الثورة لم يتجاوز 3 % مقارنا بين مستويات التضخم في النظامين الملكي والثوري في بلاده، موضحا أن التضخم في نظام الشاه لم يتجاوز الأعداد الفردية، بينما بعد الثورة كان التضخم دائما يتجاوز رقم عشرة.

الفقر في إيران

وفي الوقت الذي تزداد التهديدات الإيرانية التي تصفها إيران بالرادعة يواجه البلد أزمات اقتصادية مدمرة تتمثل في تفشي البطالة والفقر، حيث وصلت البطالة في بعض الأقاليم الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة فاقت الـ 50%.