* مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار يدعو لإلغاء قرار ترامب بشأن القدس

* احتجاجات تنتظر نائب الرئيس الأمريكي خلال زيارته المنطقة الأربعاء

* البيت الأبيض يؤجج الأوضاع بإعلانه حق إسرائيل في "حائط البراق"



* أردوغان يأمل في فتح سفارة تركية بالقدس الشرقية

القاهرة – عصام بدوي، وكالات

أعلنت جامعة الدول العربية، أنه "تم تشكيل الوفد الوزاري العربي المصغر، المنوط به التحرك على الأصعدة الدبلوماسية والإعلامية من أجل مواجهة الآثار الناشئة والتبعات السلبية لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية، الوزير المفوض محمود عفيفي، أنه "في ضوء الاتصالات التي أجرتها المملكة الأردنية الهاشمية على مدى الأيام الأخيرة، بصفتها رئيس كل من القمة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية، تم تشكيل الوفد الوزاري العربي المصغر المنوط به التحرك على الصعد الدبلوماسية والإعلامية من أجل مواجهة الآثار الناشئة والتبعات السلبية لقرار الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها".

وذكر أن "الوفد يضم وزراء خارجية كل من المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة فلسطين، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والأمين العام للجامعة العربية".

وأشار المتحدث إلى أنه "من المنتظر أن يعقد الوفد أول اجتماعاته في العاصمة الأردنية عمّان مطلع الأسبوع المقبل".

وينظر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في مشروع قرار يؤكد أن أي قرار أحادي الجانب حول وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله، بحسب مسودة للنص.

وقال دبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يجري تصويتا على مشروع القرار الذي طرحته مصر، اعتباراً من الاثنين.

وفي خرق للتوافق الدولي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة، ما أثار موجة إدانات واحتجاجات واسعة في العالم.

ويؤكد مشروع القرار أن القدس قضية "يجب حلها عبر المفاوضات" ويعبر "عن أسف شديد للقرارات الأخيرة بخصوص وضع القدس".

ويشدد مشروع القرار على أن "أي قرارات وأعمال تبدو وكأنها تغير طابع القدس أو وضعها أو تركيبتها السكانية ليس لها أي مفعول قانوني وهي باطلة ويجب إلغاؤها".

وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار لكن غالبية الأعضاء الـ14 الآخرين، إن لم يكن جميعهم، سيدعمون النص.

وليتبنى مجلس الأمن أي نص، يفترض ألا تستخدم أي من دوله الدائمة العضوية "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا" حق النقض "الفيتو" وأن توافق عليه 9 من الدول الأعضاء فيه.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها "الأبدية والموحدة" في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة. ويتطلع الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنه "يدين بشدة" مشروع القرار، معتبرا أنه محاولة من قبل الفلسطينيين "لإعادة اختراع التاريخ".

وأضاف دانون في بيان أنه "ليس هناك أي تصويت

أو نقاش يمكن أن يغير واقع أن القدس كانت وستظل عاصمة إسرائيل".

ويدعو مشروع القرار كل الدول إلى الامتناع عن فتح سفارات لها في القدس، ما يعكس قلقا من احتمال أن تحذو حكومات بلدان أخرى حذو الولايات المتحدة.

كما يدعو كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات تخالف قرارات الأمم المتحدة حول وضع المدينة المقدسة.

وتبنت الأمم المتحدة عددا من القرارات التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو 1967، وأكدت مجددا الحاجة إلى إنهاء احتلال هذه الأراضي.

وكان الفلسطينيون سعوا إلى أن ينص مشروع القرار على دعوة مباشرة إلى الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها.

لكنّ دبلوماسيين ذكروا أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في مجلس الأمن تحفظت على إصدار نص قاس جدا واصرت على ان المسودة المقترحة يجب ان تؤكد مجددا الموقف الوارد في القرارات الموجودة اصلا.

وفي وقت لاحق، قال دبلوماسيون إن من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي الاثنين على مشروع القرار الذي يشدد على أن القرارات الخاصة بوضع القدس ليس لها أي تأثير قانوني ويجب إلغاؤه، وذلك بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمدينة عاصمة لإسرائيل. ويقول دبلوماسيون إن مشروع القرار يحظى بتأييد واسع لكن من المرجح أن تستخدم واشنطن حق الفيتو لنقض المشروع.

ويتوقع ان يلجأ الفلسطينيون بدعم من الدول الاسلامية، الى الجمعية العامة للامم المتحدة لتبني قرار يرفض القرار الامريكي، اذا استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الامن الدولي.

وكانت الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في مجلس الامن الاسبوع الماضي عندما نددت الدول الاعضاء الـ 14 الاخرى بينها حلفاؤها بريطانيا وفرنسا وايطاليا بالقرار المتعلق بالقدس.

ويأتي ذلك بينما يستعد نائب الرئيس الامريكي مايك بنس لزيارة اسرائيل الاربعاء، يرافقه جيسون غرينبلات مبعوث ترامب الخاص الى الشرق الاوسط الذي لم يجتمع مع مسؤولين فلسطينيين منذ القرار الامريكي حول القدس.

وكان بنس الذي يفترض ان يزور مصر ايضا، الغى الشق الفلسطيني من رحلته بعدما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقباله، بينما يرى الفلسطينيون ان قرار ترامب بشأن القدس يخرج الولايات المتحدة من عملية السلام كليا.

وزاد من الاستياء الفلسطيني تصريح مسؤول كبير في البيت الابيض الجمعة ان حائط البراق الواقع في القدس الشرقية يجب ان يبقى بيد اسرائيل في كل الاحوال. وقال "نحن لا نتصور سيناريو لا يكون حائط "المبكى" فيه جزءا من إسرائيل".

ورفضت الرئاسة الفلسطينية هذه التصريحات السبت. وقال الناطق باسمها نبيل ابو ردينة "لن نقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967".

وقد دعت حركة فتح التي يترأسها عباس الفلسطينيين الى تظاهرة ضخمة يوم وصول بنس الى القدس.

كما اكدت فتح السبت استمرارها في برنامج "فعالياتها الشعبية في كافة المحافظات"، موجهة في بيانها نداء الى الفلسطينيين لـ"اغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين الاثنين والخميس القادمين"، في اطار تلك الفعاليات.

وينذر اغلاق الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون لتجنب المرور عبر الاراضي الفلسطينية بمزيد من الصدامات.

واعلنت فتح الجمعة المقبل "يوم غضب" في كل الاراضي الفلسطينية "رفضا وتنديدا بالقرار الامريكي الجائر".

وجاءت الدعوة للتظاهر فيما شيع آلاف الفلسطينيين 4 شبان استشهدوا الجمعة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اندلعت في إطار الاحتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي في الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة.

من ناحية أخرى، عبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد عن الامل في فتح سفارة تركية قريبا في القدس الشرقية بصفتها عاصمة للدولة الفلسطينية، مجددا التنديد بالقرار الامريكي بالاعتراف بالمدينة عاصمة لاسرائيل.

وصرح اردوغان اثناء خطاب في كارامان جنوبا "لان المدينة تحت الاحتلال لا يمكننا الذهاب ببساطة لفتح سفارة فيها"، مضيفا "لكن هذا اليوم قريب باذن الله (...) وسنفتتح رسميا سفارتنا هناك".

وتقيم تركيا علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولديها سفارة في تل ابيب وقنصلية في القدس.

وجدد الرئيس التركي مهاجمة قرار نظيره الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها، واعتبر ذلك ناجما عن "منطق وفكر صهيوني توسعي".

واضاف اردوغان ان اسرائيل لا يحق لها "استملاك" القدس التي تشكل "عاصمة المسلمين".