زكية البنعلي وحصة الفضالة:

قال المدير العام لبلدية الجنوبية عاصم عبداللطيف إن البلدية رصدت أكثر من 1400 مخالفة بناء في 2017 حتى الآن، جرى تحويل جزء منها للشؤون القانونية، مضيفاً أن البلدية أزالت أيضاً أكثر من 200 مخالفة إشغال طريق.

وكشف عبداللطيف، في حوار لـ"الوطن"، عن افتتاح البلدية مركزاً لاستقبال المراجعين يخدم أهالي مدينة عيسى والمناطق المجاورة مع بداية السنة الجديد، بعد ما اعتبره "التجربة الناجحة" التي لمستها البلدية في افتتاح المركز الأول لتسهيل وتسريع إنجاز المعاملات في مكان واحد.



ولفت المدير العام إلى تطبيق فكرة جديدة لتسهيل توزيع أكياس القمامة عبر أجهزة آلية منتشرة في مناطق مختلفة من الجنوبية كالأماكن العامة والمجمعات التجارية، "فمن خلال بطاقة الهوية سيتمكن المستحق من أخذ الأكياس بسهولة".

وفي سياق آخر، قال عبداللطيف إن البلدية أقرت مشروعاً شاملاً للحظائر في المنطقة الجنوبية "نأمل أن يكون أنموذجاً مهماً على مستوى المملكة".

وأضاف أن البلدية استطاعت رفع إيرادات السوق الشعبي في مدينة عيسى 20% منذ 2016 عبر مجموعة من الإجراءات مثل تصحيح المخالفات وعقد تسويات على الديون المتراكمة وتجديد العقو المنهية وتوحيد سعر الانتفاع.

وفي ما يلي نص الحوار:
  • ما المشاريع التي أنجزتها البلدية خلال العامين الماضيين 2016 و2017؟
لدى بلدية الجنوبية خطة سنوية للمشاريع تجري دراستها وإقرارها بالتنسيق مع وزارة الأشغال والبلديات بناءً على احتياجات المنطقة، ويُراعى فيها الحفاظ على المكتسبات والمنجزات البلدية وتطويرها والزيادة عليها من خلال استحداث مشاريع جديدة. ونعتز بالتعاون الوثيق بين الجهاز التنفيذي والمجلس البلدي الذي نتلمس ثماره دائماً من خلال تبادل الاقتراحات بشأن المشاريع البلدية والتعرف على احتياجات وطلبات الأهالي.

ويمكننا تقسيم المشاريع البلدية إلى عدة مجالات من أهمها الأعمال التجميلية للشوارع والتقاطعات والدوارات والزوايا وغيرها، ومنها مشاريع إنشاء أو تطوير الحدائق والمتنزهات والسواحل العامة والاستراحات والساحات الشعبية، وكذلك كافة شؤون الأسواق والأملاك البلدية والنظافة ومختلف المجالات البلدية.

إضافة إلى اهتمامنا بتطوير آليات العمل لسرعة إنجاز معاملات المواطنين والمقيمين كالتحول التدريجي لإنجاز المعاملات إلكترونياً بالتنسيق مع هيئة الحكومة الإلكترونية وإنشاء مراكز متطورة لاستقبال المراجعين.
  • هل يمكن استعراض بعض الأمثلة حول مشاريع الأعمال التجميلية؟
بالتأكيد، فبلدية المنطقة الجنوبية كما تلاحظون تقوم بتجميل ورعاية وتطوير الشوارع الرئيسة بصورة دائمة مثل شارع الشيخ سلمان وشارع الزلاق وشارع الرفاع وشارع المعسكر، كما تم التركيز على منطقة مدينة عيسى بعد ضمها تحت إشراف بلدية الجنوبية منذ العام 2014 فجرى تطوير الأعمال التجميلية بشارع القدس، ودوار الحروف وعدد من الزوايا.

كذلك تطوير الزراعة والتجميل في شارع المحزورة، ومداخل منطقة جري الشيخ، وبعض المثلثات في منطقة سافرة الجديدة. كما طورت البلدية عدة حدائق وأشرفت على صيانة أخرى، ضمن خطة الصيانة الدورية للحدائق والمتنزهات.

وجرى تطوير إحدى الاستراحات في منطقة جري الشيخ، وإنشاء أكشاك في متنزه الحنينية، وتطوير الساحات الشعبية وتغيير أرضيات بعض الملاعب من رمل إلى عشب اصطناعي.
  • ما خطة البلدية للأسواق المركزية والشعبية في المنطقة الجنوبية؟
بعد توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله بتطويرالأسواق الشعبية وخصوصاً سوق الرفاع المركزي والسوق الشعبي بمدينة عيسى، عملت البلدية والوزارة على إقرار مشروع لتطويرهما بما يتناسب مع احتياجات منتفعي ومرتادي السوق من حيث وضع المكيفات وزيادة المرافق العامة وإعادة تخطيط وإنشاء مواقف السيارات لتستوعب أكبر عدد ممكن من السيارات وتنظيم مداخل ومخارج السوق بالتعاون مع إدارة الطرق لضمان انسيابية الحركة المرورية، إضافة إلى الإنارة ونظام الكاميرات الأمنية.
  • هل عملت البلدية على زيادة الإيرادات في السوق الشعبي؟
وضعت البلدية خطة لزيادة الإيرادات شرط ألا تزيد الرسوم على المستهلكين، فرؤية الحكومة الرشيدة قائمة على التسهيل للمواطنين والمقيمين وتشجيع حركة الأسواق ودعمها لتكون صورة حضارية أمام الجميع، وذلك يتطلب في البداية تصحيح أوضاع العقود والإيجارات القديمة وتصحيح أوضاع المخالفات القائمة لتتوافق مع القانون والاشتراطات.

بالنسبة إلى السوق الشعبي في مدينة عيسى حققت بلدية الجنوبية نجاحاً غير مسبوق بتصحيح أوضاع المنتفعين مقارنة بالأوضاع السابقة، فلا يخفى عليكم أن البلدية تسلمت إدارة السوق بصورة عملية منذ سنتين فقط (في 2015) لكنها استطاعت في هذا الوقت القصير تصحيح غالبية المخالفات وإجراء تسويات على المديونيات المتراكمة وتجديد العقود المنتهية مع مراعاة التوازن بين سعر الانتفاع القديم الذي لم يحدث منذ سنوات طويلة وبين سعر السوق، وتوحيد سعر الانتفاع بالمحلات والبنايات في السوق نسبةً إلى المساحة. كما عملت البلدية على تشديد الرقابة لمنع ظاهرة التأجير بالباطن وإشغال الطريق وغيرها من المخالفات.

وإذا أضفنا إلى ذلك بقية الإجراءات المتخذة مع باقي الخدمات البلدية ضمن خطة رفع الإيرادات فقد استطاعت البلدية أن ترفع الإيرادات منذ 2016 إلى ما لا يقل عن نسبة 20% إجمالاً.
  • ما الخدمات الأخرى التي عملت البلدية على تطويرها لزيادة الإيرادات؟
إن سرعة إنجاز المعاملات، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية والتجارية تعد من أهم وسائل تنمية الإيرادات، لذا عملنا على تحقيق مستويات متقدمة في جودة الإجراءات وإتمام المعاملات والسجلات والعناوين والرخص في أسرع وقت ممكن، واستحداث آليات أكثر فاعلية في تحصيل المديونيات ومتابعتها.

كما أن البلدية تشجع شركات الدعاية والإعلان على استئجار المساحات الإعلانية بما يسهم في تنمية هذا المجال الحيوي وتأثيره على رفع الحركة الاقتصادية والتجارية في المملكة.
  • كيف تصف الجهود المبذولة من البلدية تجاه المخالفات؟ وكم بلغ عددها هذا العام؟
بداية أحب أن أنوه بأن الالتزام بأخذ التراخيص من البلدية والالتزام باشتراطاتها كفيل بحفظ حقوق جميع المواطنين والمقيمين، الأمر الذي يعكس الواجهة الحضارية لمملكتنا الغالية. لذا عملت البلدية، وفقاً لتوجيهات وزير الأشغال وشؤون البلديات والوكيل لشؤون البلديات، على إعادة تنظيم عمل الأقسام المختصة بالتفتيش والرقابة على المخالفات، سواءً المخالفات المتعلقة بتراخيص البناء أو الخدمات البلدية أو الأسواق أوالنظافة، وتطوير آلية العمل لتكثيف زيارات التفتيش والرقابة ورصد المخالفات.

عملت البلدية بالتعاون مع المحافظة الجنوبية ومديرية أمن المنطقة الجنوبية والجهات الأخرى ذات العلاقة لتصحيح أوضاع المخالفات وإزالة المخلفات الناتجة عنها. وبذلت الأقسام المختصة جهوداً كبيرة في الحد من المخالفات وتنظيم حملات دائمة لإخطار وإشعار المخالفين وتوعيتهم بالقانون وكيفية تصحيح أوضاعهم.

كما تعمل الأقسام على تطوير آليات العمل على فترات صباحية ومسائية، ووضع هيكلة للإجراءات المتخذة بشأن المخالفات منها إخطار المخالفين أكثر من مرة، فاذا كانت المخالفة خارج حدود الملك ولم يتجاوب صاحب المخالفة تتم الإزالة فوراً بقرار إداري، أما المخالفات التي تكون داخل حدود المُلك فإذا لم يستجب المالك يحول الموضوع إلى الشؤون القانونية، وبعدها إلى النيابة والمحكمة لاتخاذ القرار وتنفيذ الحكم.

تمكنت البلدية من رصد أكثر من 1400 مخالفة بناء خلال العام 2017 حتى الآن، تم تحويل جزء منها للشؤون القانونية، والجزء الآخر تجاوب مع البلدية من خلال إزالة المخالفة أو تصحيح الوضع باستصدار الإجازة اللازمة، وحتى الآن يمكنني القول إنه تمت إزالة أكثر من 200 مخالفة إشغال طريق.
  • ما أهم التحديات التي تواجه بلدية الجنوبية؟
أمام الطموح الكبير للمشاريع البلدية تبرز بعض التحديات التي تعمل البلدية على ابتكار الحلول لها، ففي مشاريع الزراعة التجميلية مثلاً برزت مشكلة عدم توفر المياه في بعض المناطق أو وجود خدمات تحت الأرض تمنع من الحفر. وتغلبنا على التحدي ببعض الأفكار الإبداعية للمهندسين باستبدال التشجير إلى التجميل بالأرضيات الصلبة "Hard landscape".

وهناك تحدٍّ في تطوير منطقة السكراب وجعلها منطقة حديثة في تجارة الخردة، فالمنطقة تضم حالياً 85 منتفعاً، وقد تم مؤخراً تشكيل لجنة لتطويرها تضم إلى جانب البلدية الجهات الرسمية الأخرى ذات العلاقة.

وتشكل الحظائر والعزب المنتشرة في البر وبعض المناطق السكنية تحدٍّ آخر، وأقرت البلدية بالتنسيق مع الوزارة والمحافظة الجنوبية مشروعاً شاملاً للحظائر في المنطقة الجنوبية، نأمل أن يكون أحد المشاريع المتميزة وأنموذجاً مهماً على مستوى المملكة.

كما تعمل البلدية على الحد من ظاهرة الباعة المتجولين، الذين يمارسون العمل التجاري دون ترخيص وإشغال الطريق لما لذلك من تأثير على الملتزمين بالقانون والتراخيص في الأسواق المرخصة.
  • هل تراعى النواحي الزراعية عند الترخيص للمباني في المناطق السكنية؟
تعمل البلدية على دراسة أفكار جديدة لتشجيع الزراعة عند الترخيص للمباني، خصوصاً للمباني والبيوت الواقعة على الشوارع الرئيسة، فيستحسن أن تكون لهذه المباني معايير جمالية خاصة ويكون لديها طراز معماري مميز مع تخصيص مساحة للزراعة التجميلية.

كما أن البلدية في تعاون وتنسيق وثيق مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي لدراسة المقترحات التي تشجع على الزراعة في المباني السكنية وعلى الأسطح والمشاركة في معرض الحدائق وغير ذلك.
  • كيف تقيم مستوى النظافة في الجنوبية وما مسؤولية البلدية في ظل وجود شركة للنظافة؟
إن الإشراف العام على النظافة ومتابعتها من صميم عمل البلدية، وهناك اهتمام خاص من قبل وزير الأشغال وشؤون البلديات والوكيل لشؤون البلديات بشأن النظافة في جميع مناطق المملكة وبصورة مستمرة.

كما تعلمون فإن البلدية لديها عقد للنظافة مع الشركة الإسبانية "أورباسير"، والحمد لله يسير العمل بيننا وبينهم في جو من التنسيق المتبادل والتعاون والتنسيق المستمر للمحافظة على نظافة المناطق كلها.

تتابع البلدية الشركة بصورة مستمرة للوقوف على آلية العمل، كما أن البلدية تمثل حلقة الوصل بين المواطنين والجهات الرسمية والشركة، ووجدنا أن الشركة ملتزمة بتوفير الآليات والمعدات، وكثير منها يستخدم لأول مرة في البحرين، ونتلمس التعاون المشترك في حملات النظافة التي تنظم بين فترة وأخرى في بعض المناسبات، وطموحنا أن تصل النظافة إلى أعلى المستويات في كل المناطق.
  • ما ترتيبات البلدية لموسم البر لهذا العام؟
تعمل البلدية بالتعاون مع المحافظة على إنجاح موسم البر لتكون منطقة البر منظمة ونظيفة وآمنة. وجرى تشكيل أربعة فرق للعمل في موسم البر هي فريق النظافة، وفريق العلاقات العامة، وفريق السجلات التجارية والأنشطة التجارية، وفريق إزالة المخالفات.
  • ما الأفكار التي تطمحون إلى تنفيذها في المستقبل القريب؟
هناك العديد من الأفكار الجديدة التي تتم دراستها، فمثلاً نظراً للتجربة الناجحة التي لمستها البلدية في افتتاح مركز لاستقبال المراجعين، للتسهيل والإسراع في إنجاز المعاملات من خلال مكان واحد، فبإذن الله سنعمل على افتتاح مركز آخر لخدمة أهالي مدينة عيسى والمناطق المجاورة لها، ونتوقع أن يكون ذلك مع بداية السنة الجديدة.

البلدية تشجع الموظفين على إبداء أفكارهم الإبداعية والابتكارية، وهناك لجنة مختصة بدراسة هذه الأفكار تم تسميتها لجنة "بصمة إبداع"، فـأي موظف يمكنه طرح فكرته إلى اللجنة في أي مجال لتطويرأو تسريع المعاملات أو لتقليل المصروفات، وهذه اللجنة تجتمع بصفة دورية وترفع بعد ذلك التوصية للمدير العام وندرسها ونطبقها.

ولدينا فكرة للفترة القادمة تسهل طريقة توزيع أكياس القمامة، فليس من الضروري أن يحضر المواطن للبلدية لاستلام الأكياس بل ستكون هناك أجهزة آلية منتشرة في مناطق مختلفة من الجنوبية كالأماكن العامة والمجمعات التجارية، ومن خلال بطاقة الهوية سيتمكن المستحق من أخذ الأكياس بسهولة، فهذه الفكرة طرحتها موظفة لدينا من خلال هذا البرنامج.