أحمد التميمي

المتتبع لبطولة الدوري الإنجليزي لهذا الموسم، يعلم جيداً أن انطلاقة مانشستر سيتي مقارنة ببقية كبار الفرق في البريميرليغ أشبه بسباق الأرنب والسلحفاة، حيث أن الفريق يتقدم على أقرب منافسيه –مانشستر يونايتد- بفارق 11 نقطة، ويملك أقوى خط هجوم في الدوري بتسجيله لـ56 هدف، وأقوى دفاع باستقباله لـ12 هدفاً فقط منذ انطلاقة البطولة. نقاط قوة الفريق يصعب إحصاؤها، فهو يملك خطي هجوم ودفاع هما الأقوى في البطولة، وخط وسط يقدم الكرات على طبق من ذهب لمهاجمي السيتي، كما أن الفريق اكتسب أسلوب غوارديولا المعروف، السيطرة المطلقة على الكرة لخلق أكبر عدد ممكن من الفرص.

كتيبة بيب تمتاز باللياقة العالية والتي تمثلت في حسمهم لأكثر من مباراة في الدقائق الأخيرة. قوة الفريق زرعت اليأس من المنافسة لدى خصومهم، كما صرح يورغن كلوب مدرب ليفربول وأنتونيو كونتي مدرب تشيلسي، بأن السيتي بات هو الأقرب لحسم اللقب. على الجانب الآخر، فإن البحث عن نقاط ضعف للسيتي في هذا الموسم، هو أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش!



لكن الدوري الإنجليزي كما هو معروف عنه، لا يعرف التكهنات ولا المنطق، حتى تتأكد من الفائز بالبطولة، يجب عليك أن تنتظر حتى ترى الفريق على منصة التتويج، وغير ذلك يكون أقرب ما يكون إلى المراهنات. لذلك، نستذكر من تاريخ الدوري الإنجليزي بعض المواسم التي شهدت سيناريوهات متشابهة، انتهت بخسارة متصدر الدوري للقب في الجولات الأخيرة.

***

موسم 1995/1996:

في هذا الموسم كانت المنافسة بين نيوكاسل يونايتد والفريق الأشد عداوة له مانشستر يونايتد، حيث كان الأول يتقدم الدوري بفارق 12 نقطة عن المانيو. كل الجماهير حينها كانت تترقب لحظة تتويج نيوكاسل بالبطولة، والبعض كان قد بدأ بالاستعداد للاحتفال بها بالفعل، إلا أن مانشستر يونايتد قد عاد من بعيد وفاز بالبطولة بفارق 5 نقاط عن نيوكاسل!

***

موسم 1997/1998:

بنفس السيناريو، كان أرسنال في ثاني مواسمه مع المدرب الفرنسي أرسين فينغر، متأخراً عن مانشستر يونايتد بفارق 12 نقطة. فينغر لم يكن اسماً معروفاً في إنجلترا في ذاك الوقت، حيث كان قد قدم للتو من اليابان التي درب فيها فريق ناغويا غرامبوس. بدأ القسم الثاني من الدوري الإنجليزي بتقدم مانشستر يونايتد بفارق 12 نقطة، إلا أن المدفعجية قد نجحوا في حسم البطولة لصالحهم في نهاية المطاف.

***

موسم 2002/2003:

في آخر مواسم الأسطورة الإنجليزية ديفد بيكهام مع مانشستر يونايتد، كان الأرسنال يتصدر الدوري بفارق نقطة عن أقرب منافسيه ليفربول، وبـ 9 نقاط عن مانشستر يونايتد الذي كان يحتل المركز السادس في ذاك الوقت حتى موسم الكريسميس. بعد بداية القسم الثاني، دخل مانشستر البطولة وكأنه فريق آخر، واستطاع أن يكمل 18 جولة دون أي هزيمة، لينهي البطولة قبل جولتين بفارق 5 نقاط عن المدفعجية.

***

موسم 2011/2012:

نهاية هذا الموسم كانت الأكثر إثارةً في تاريخ الدوري، وأثبتت أن الدوري الإنجليزي لا يحتمل التنبؤ بمن سيفوز به. كان المتبقي من الدري 9 جولات ويتصدره العملاق مانشستر يونايتد بفارق 8 نقاط عن مانشستر سيتي، تقلص الفارق بينهما إلى 3 نقاط بعد أن نزف المانيو 5 نقاط، حتى تأجل الحسم لآخر جولة. في المباراة الأخيرة، فاز مانشستر يونايتد على سندرلاند بهدف وحيد، وكان ينتظر نهاية مباراة السيتي مع كوينز بارك رينجرز، حيث كان الفريق متأخراً بهدف لهدفين. في الدقيقة 91 استطاع إدين دجيكو تسجيل هدف التعادل بتصبح النتيجة هدفين لكلا الفريقين، وبعدها بثلاث دقائق استطاع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو أن يضيف هدف الفوز، ليفوز السيتي ببطولة الدوري في الثواني الأخيرة، بفارق الأهداف عن اليونايتد.