* الجامعة العربية: الفيتو ضد قرار القدس يزيد عزلة أمريكا

* أردوغان: سنلجأ إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار بشأن القدس

* أمريكا استخدمت "الفيتو" 6 مرات ضد قوانين حول القدس و43 مرة ضد الفلسطينيين



* الأردن: تصويت مجلس الأمن أكد رفض المجتمع الدولي قرار واشنطن حول القدس

* الأمم المتحدة تندد باستشهاد معوق فلسطيني بنيران جيش الاحتلال في غزة

* وفدان فلسطينيان يتوجهان إلى روسيا والصين من أجل "رعاية دولية" لعملية السلام

* ماي تحث ترامب على طرح مقترحات بشأن السلام في الشرق الأوسط

غزة - عز الدين أبو عيشة، وكالات

تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة الخميس للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده في مجلس الأمن.

وطلبت اليمن وتركيا عقد الجلسة الطارئة للجمعية العامة التي تضم 193 دولة باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأبلغ رئيس الجمعية ميروسلاف لايكاك كل الوفود بانعقاد الجلسة.

واستخدمت الولايات المتحدة الاثنين حق النقض ضد نص يؤكد أن أي قرار حول وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله.

وكانت مصر طرحت مشروع القرار الذي نال تأييد كل الدول الأعضاء الـ 14 الآخرين في مجلس الأمن.

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن مشروع قرار مماثلا سيعرض أمام الجمعية العامة وأنه يتوقع "تاييدا واسعا جدا" لهذا المشروع.

ولا تحظى أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة خلافا لمجلس الأمن.

وقال منصور إن "الجمعية العامة ستقول وبدون خوف من الفيتو بأن المجموعة الدولية ترفض قبول موقف الولايات المتحدة الأحادي الجانب".

وكان قرار ترامب في 6 ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للسياسة الأمريكية التي كانت متبعة حتى الآن، أثار موجة تنديد عالمية وتظاهرات احتجاج في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستعرض مشروع القرار الذي يدعو الولايات المتحدة لسحب إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل على الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي الأراضي المحتلة، أعلن المجلس الثوري لحركة "فتح" تشكيل قيادة عمل ميداني، لوضع كافة قرارات القيادة الفلسطينية الخاصة بالرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس موضع التنفيذ، وفق متطلبات وتطورات المرحلة.

واعتبر "ثوري فتح" الولايات المتحدة شريكًا أساسيًا لإسرائيل في اضطهاد الشعب الفلسطيني، محذّرا من المحاولات الأمريكية الإسرائيلية الهادفة إلى اختراق الموقف السياسي الفلسطيني.

بدورها، بينت لجنة القوى الوطنية والإسلامية أنّ التصويت بالفيتو لإسقاط قرار يرفض اعتبار ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، يُثبت أن أمريكيا تصرّ على موقفها العدائي لفلسطين وتخرج نفسها من عملية التسوية.

وقال المتحدث باسم القوى ومسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب لـ "الوطن" إن "مشروع القرار الذي نوقش في مجلس الأمن لم يكن بالمستوى المطلوب، ورغم ذلك وقفت أمريكا في مواجهته بوقاحة شديدة".

وشدّد شهاب على "ضرورة التخلي عن أوهام التسوية السياسية"، داعيًا للانخراط في الهبة الشعبية وإسنادها، وجدّد مطالبته "بضرورة إلغاء اتفاق أوسلو وشطب الاعتراف بالكيان ووقف التنسيق الأمني وإنهاء كل أشكال العلاقة مع العدو الصهيوني".

من جهته، أوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "استخدام الفيتو الأمريكي يهدّد استقرار المجتمع الدولي ويحث إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان المرفوض دوليًا".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعٍ موسع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير لتحديد التحركات القادمة ردًا على القرار الأمريكي بشأن القدس، إن الجانب الفلسطيني ينوي الانضمام إلى عددٍ من المعاهدات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة.

وشدّد عباس على أنّ القيادة الفلسطينية ستتخذ إجراءات سياسية ودبلوماسية ضد قرار ترامب.

وتعد هذه المرة السادسة التي تستخدم فيها أمريكا حق النقض "الفيتو" ضد مشاريع قوانين حول القدس، والمرة الـ 43 ضد مشاريع قرارات تخص القضية الفلسطينية.

وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها "الفيتو" ضد القدس عام 1976، وأحبطت فيه مشروعًا يدعو إسرائيل للالتزام بحماية الأماكن المقدسة. والمرة الثانية في عام 1982، ضد مشروع قرار يدين العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى. أما المرة الثالثة عام 1986، ضد مشروع قرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. وجاءت المرة الرابعة عام 1995، ضد مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف قرار مصادرة أراضٍ في شرقي القدس. والمرة الخامسة فكانت عام 2011، ضد مشروع قرار يدين عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس ويعتبرها غير شرعية.

في الوقت ذاته، أوفد الرئيس الفلسطيني وفدين إلى الصين وروسيا ليدعو البلدين إلى الاضطلاع بدور أكبر في عملية السلام مع إسرائيل، وفق ما أفاد مسؤول فلسطيني الثلاثاء.

وكان عباس اعتبر أن الولايات المتحدة لا يمكنها بعد اليوم أن تكون وسيطا في المفاوضات إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأكد عضو الوفد الفلسطيني الذي يزور روسيا صالح رأفت أن الوفدين يحملان إلى المسؤولين في روسيا والصين رسالة مفادها أنه ينبغي أن تخضع عملية السلام لرعاية دولية.

من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الدول العربية ستطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة تمرير قرار "ملزم" يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال أبو الغيط في تصريحات للصحافيين إن "الدول العربية سوف تتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمرير القرار تحت بند "الاتحاد من أجل السلم" ليصير قراراً مُلزماً لكل مؤسسات الأمم المتحدة".

وتابع أن "هناك سبلا متعددة يجري دراستها على الصعيدين الفلسطيني والعربي من أجل التعامل مع أية تبعات سلبية للقرار الأمريكي" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعبر الأمين العام للجامعة العربية عن "بالغ استيائه" لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لإجهاض مشروع قرار دولي يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جانبها، قالت الحكومة الأردنية الثلاثاء إن تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار ترامب نقل سفارة بلاده للقدس أكد رفض المجتمع الدولي بأكمله لهذا القرار "غير القانوني".

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله إن "نتائج التصويت في مجلس الأمن أمس أكدت أن المجتمع الدولي كله يرفض القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف أنه "ورغم الفيتو الأمريكي، فإن القانون الدولي يؤكد عدم قانونية القرار الأمريكي ولا يعترف به، ولا بأي أثر له".

وأكد المومني أن "الأردن سيستمر بالعمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي لمواجهة تبعات القرار الأمريكي ولحشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالقدس الشرقية عاصمة لها".

وتابع أن الأردن "سيعمل مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة لضمان تحرك فاعل يؤكد الوضع القانوني للقدس الشرقية أرضا محتلة وعدم قانونية القرار الأمريكي وتناقضه مع قرارات الشرعية الدولية وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وحثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طرح مقترحات جديدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جهة أخرى، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن صدمته لاستشهاد فلسطيني على كرسي متحرك برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة، وطالب بفتح تحقيق "محايد ومستقل".

واستشهد إبراهيم أبو ثريا "29 عاما" بينما كان يشارك الجمعة في تظاهرات الاحتجاج على اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفقد ساقيه خلال عدوان إسرائيلي على قطاع غزة في 2008.

وأعرب المفوض السامي زيد رعد الحسين في بيان عن "صدمة حقيقية"، موضحا أن المعلومات التي جمعها موظفو الأمم المتحدة في غزة تفيد أن "القوة المستخدمة ضد إبراهيم أبو ثريا كانت مفرطة".