احتفلت دولة قطر منذ أيام باليوم الوطني وذكرى خروج بريطانيا من أراضيها بعد الانتداب البريطاني لكثير من الدول الخليجية ومنها دولة قطر، لكنها للأسف فتحت باباً آخر للانتداب وسمحت للدولة الفارسية بأن تقاسمها مواردها وخيراتها وأراضيها، فكيف لأبناء الشعب أن يفرحوا وبلادهم مازالت محاطة بسياج دولة أخرى تتحكم بربانها وبخيراتها، المسؤولية تجاه وطنهم ليست من خلال رفع الأعلام والرقص والغناء في الشوارع والمسارح، وإنما يكون من خلال رفضهم لهذا الانتداب الفارسي ورفضهم للفوضى التي خلفها نظام الحمدين ورفضهم للتآمر الإرهابي على دول شقيقة ودول صديقة، والتفاف الشعب حول قادته ليس بشعارات غير مجدية وإنما بالنصحية والوقوف على الحق، فقطر ليست خالية من الحكماء وأصحاب العقول الراجحة حتى تترك بلا رعاية حقيقية وتكون تحت وطأة الانتداب الفارسي.

عندما توشك السفينة على الغرق لا بد من سبيل إلى انتشالها أو الحفاظ عليها من الضياع أو الشتات، ومن الحكمة الاعتراض على كل من يحاول أن يعبث بأمان السفينة وسلامتها وهي مبحرة، سواء كان العابث على ظهر السفينة أو على مدارها الخارجي يتلاعب باستقرارها واستقرار المياه المحيطة بها حتى إن كان ربان السفينة يقودها إلى المجهول، وحال السفينة ينطبق على كثير من الدول، إما أن تغرق السفينة بمن فيها أو أن يسلم الجميع من خطر العابثين.

حكماء آل ثاني يجتمعون من أجل قطر وإنقاذها قبل أن تغرق سفينة قطر في غياهب البحار المظلمة، فالمصلحة العامة ومصلحة الوطن تأتي بالمرتبة الأولى، وهذا ما دعا شيوخ آل ثاني والعمود الفقري للأسرة الحاكمة في قطر بعقد اجتماع من أجل التباحث في شؤون قطر ومستقبل قطر والخطر القادم إليها من التحالفات غير المتوازنة مع بعض الدول ومنها الدولة الفارسية، وما آل إليه التوتر في المنطقة بعدما قطعت بعض الدول علاقتها مع قطر وبالأخص مع دول مجلس التعاون الخليجي والشقيقة الكبرى للمنطقة المملكة العربية السعودية، ووضع خطة لانتشال قطر من مستنقع الإرهاب بعدما ارتمى نظام الحمدين في أحضانه.

اجتماع آل ثاني كان حتماً عليهم أن ينعقد، بعدما تاه ربان السفينة بين إمارة الحمدين والعناصر الإرهابية وبين العناد الذي يقود شعبه إلى الشتات والضياع. ليس من الحكمة أن يشاهد حكماء آل ثاني الانهيار الذي يقود قطر إلى السقوط بلا رحمة، والروابط والأواصر الأسرية بين الشعب الواحد تتفكك بعد عملية الاعتقالات للقبائل القطرية في السجون وسحب الجنسية القطرية منهم ومن بعض أفراد الأسرة الحاكمة من آل ثاني وتشتيتهم في بعض الدول، وتبديد المال العام وتخصيصه للعناصر الإرهابية، والإساءة للأشقاء من الدول الخليجية، والتآمر مع الدولة الفارسية ضد دول الجوار. هذا الضياع والتشتت يقود قطر وشعبها إلى الهلاك ولا بد من الشعب ومن حكماء آل ثاني وقبائلها أن يعيدوا قطر إلى رشدها، فأمير قطر تميم بن حمد يحتاج إلى من يعيده إلى رشده بعدما ركبه العناد وعليه أن يفقه أن الدولة والشعب ليسوا قطعاً من اللعب يلهو بها كيفما يشاء، وهو أيضاً لم يعد صغيراً يعاند ويكابر في مصائر الشعوب، وعليه أن يضع نصب عينيه أن «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، وإيجاد البطانة الصالحة التي تقود البلاد إلى التقدم والتطور فتلك هي المسؤولية العظمى التي انتهجها حكماء آل ثاني في اجتماعهم من أجل قطر، فدولة قطر تحتاج اليوم إلى العقلاء حتى تنتفض ضد الفوضى والفساد والانتداب الفارسي.