بعد سنوات صعبة للناقلة الوطنية «طيران الخليج»، التي كانت إحدى أفضل الناقلات على المستويين الإقليمي والعالمي من حيث الجودة والخدمة، وتكبد الشركة لخسائر مالية كبيرة في الأعوام الماضية، أرى أن الشركة تسير حالياً وبخطى ثابتة وجادة نحو التطور الحقيقي المنتظر ليكون ذلك متوافقاً ومتواكباً مع خطط التنمية الاقتصادية في مملكتنا الغالية التي تهدف إلى زيادة الإيرادات المالية غير النفطية للحكومة.

ولا شك في أن قطاع الطيران يعتبر أحد القطاعات الهامة لدى العديد من دول العالم، وساهمت بتطور هائل لدى اقتصاديات هذه الدول، ومن الأمثلة على ذلك الخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية التركية، تلك الخطوط الشركات التي حققت نجاحات قياسية واحتلت المرتبتين الثالثة والسابعة خلال إعلان شركة «سكاي تراكس» العالمية المتخصصة تصنيف خطوط الطيران عن جوائز شركات الطيران العالمية السنوية وعن أفضل شركات الطيران حول العالم في العام الماضي 2016.

خلال رد وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد على سؤال النائب جمال داوود حول الرؤية المستقبلية لمجلس إدارة طيران الخليج وقرار تغيير الزي الرسمي وشعار الشركة، أوضح الوزير عدداً من النقاط الهامة حول تنفيذ الشركة لخطة استراتيجية جديدة للسنوات الثلاث المقبلة منها توسعة شبكة طيران الخليج من خلال فتح محطات جديدة في أسواق واعدة لتحقيق الاستخدام الأمثل للأسطول الحديث، وذلك من أجل خلق مداخيل إضافية للشركة ورفع مستوى الإيرادات، وتجهيز مقصورات السفر على متن الطائرة بأحدث وسائل الترفيه والتسلية، وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة لإتاحة الفرصة لشركة طيران الخليج لمنافسة الشركات المجاورة، وعمل مراجعة شاملة للخدمات والتسهيلات المقدمة لمسافري طيران الخليج على رحلاتها على الدرجتين السياحية ورجال الأعمال.

تلك الاستراتيجية والنقاط التي ذكرت من قبل الوزير أساسية من أجل أن تكون ناقلتنا الوطنية «طيران الخليج»، منافسة لشركات الطيران بدول المنطقة والعالم، ففتح وجهات جديدة في دول بقارة أوروبا أو بالأمريكتين أو قارة أوقيانوسيا التي تشمل دول نشطة سياحياً كأستراليا وغيرها من الدول حول العالم، وتحسين وتطوير الخدمات لدى طيران الخليج خاصة وأن أغلب المواطنين والوافدين في المملكة يقصدون شركات طيران أخرى في المنطقة نظير ما تقدمه من خدمات مميزة سوف يساهم في تحقيق الشركة للنتائج المرتقبة من حيث العائد المالي ورضا المسافرين.

النائب جمال داوود تساءل كذلك حول أسباب تغيير الزي الرسمي للموظفين وتغيير شعار وألوان طائرات الشركة وكلفتها، حيث أكد الوزير أن التغيير يعتبر أداة تسويقية بحتة جاءت متماشية مع قرب وصول الطائرات الحديثة، وهنا أتفق تماماً مع ما قاله الوزير، فالجانب التسويقي عنصر أساسي لتحقيق الناقلة الوطنية الأهداف المرجوة حتى لو ساهم ذلك بزيادة الكلفة رغم تأكيد الوزير أن طيران الخليج لن تتحمل تكاليف إضافية جراء ذلك نظراً لشمول كلفة صباغة الطائرات بالألوان الجديدة السعر الأصلي.

إن التسويق والترويج بالمعنى الحقيقي والصحيح للناقلة الوطنية سوف يساهم في جذب الشركة لأكبر عدد من المسافرين، وبالتالي ستكون داعمة حقيقية للاقتصاد الوطني، وأفضل مثال للترويج الناجح هو إطلاق اسم إستاد طيران الإمارات على الملعب الخاص بنادي آرسنال الإنجليزي الشهير والذي سيعرف بهذا الاسم حتى عام 2028 وذلك من خلال تعاون وثيق بين نادي آرسنال وطيران الإمارات.

* مسج إعلامي:

مع انتهاء مشروع تطوير مطار البحرين الدولي في عام 2019، واستلام الشركة للطائرات الجديدة، نستطيع أن نؤكد أن قطاع الطيران بشكل عام في المملكة على موعد مع نقلة نوعية وحقيقية ومواكبة فعلية لرؤية البحرين الاقتصادية لعام 2030.