باريس - (أ ف ب): أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة ان الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل وذلك في ختام لقائه في باريس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اعتبر ان واشنطن باتت "مهمشة" في هذا الملف. وغداة ادانة واسعة في الجمعية العامة للامم المتحدة لقرار واشنطن بشأن القدس، قال عباس "ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي". واضاف عباس "ما قامت به الولايات المتحدة في هذا الموضوع بالذات، جعلها هي تبعد نفسها عن الوساطة" فيما تحضر واشنطن خطة سلام للمنطقة يفترض ان تكشف عنها في ربيع 2018. ومن اصل 193 دولة في الجمعية العامة، ايدت 128 منها القرار الذي يدين اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل في 6 ديسمبر، في حين رفضته 9 دول هي الولايات المتحدة واسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وتوغو وميكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال. وأضاف عباس "هذه المرة متحدون من أجل السلام" مضيفا "سنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولا كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولا لها تأثيرها تدعم مواقفنا".

وبالنسبة للرئيس الفرنسي فان الولايات المتحدة باتت "مهمشة" في هذا الملف لكنه قال ان فرنسا لن تسارع الى الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل احادي الجانب فيما يدعو عباس الى دور فرنسي اكبر في هذه القضية. وقال ماكرون ان "الامريكيين مهمشون، أحاول ألا أقوم بالمثل". واضاف ماكرون "هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل" على القرار الأمريكي "الذي سبب الاضطرابات في المنطقة. سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته"، مضيفا انه لن "يبني خيار فرنسا على اساس ردة فعل" على السياسة الأميركية. وذكر ماكرون الذي سيزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية في عام 2018، بمعارضته للقرار الأمريكي وبموقف فرنسا القائم على انه "لا بديل لحل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس". بالعودة الى موقف الولايات المتحدة التي هددت بـ "تسجيل اسماء" الدول التي ستصوت لصالح قرار ادانة الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، انتقد عباس محاولات واشنطن ترهيب الدول قبل التصويت. وقال "آمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال". وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حذرت الدول التي تصوت لصالح قرار الجمعية العامة وقالت ان موقفها سيؤثر على السياسة الأمريكية تجاهها. واكدت روسيا وتركيا الجمعة بعد تصويت الامم المتحدة دعمهما العمل من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأثار اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة ادانات عالمية فيما خرجت تظاهرات منددة في مختلف انحاء العالم الاسلامي.