دمشق - رامي الخطيب

يضطر أهالي الجنوب السوري إلى التوجه إلى إسرائيل لتلقي العلاج، وليس لهم أي خيار في ذلك، بسبب تقدم الطب هناك ويفضلونه على العلاج في دول عربية أخرى وذلك، بسبب عجر المشافي الميدانية المحلية عن استقبال كافة الحالات الإسعافية بسبب ضعف الإمكانيات المتاحة وعدم كفاية المعدات الطبية المقدمة من المنظمات الدولية. لكن في الوقت ذاته، يواجه المصابون من أهالي الجنوب السوري مشكلة في الدخول إلى إسرائيل، حيث إن ذلك الأمر ليس متاحا في كل الأوقات، لأنه خاضع لقرارات سياسية وأمنية في تل أبيب.

بدأ الأهالي والمقاتلون من الجيش الحر بالتوجه إلى إسرائيل للعلاج منذ شهر فبراير 2013 عندما دخلت أول دفعة إلى هناك وكانت بحدود 7 أشخاص مستغلين المساحة التي سيطرت عليها قوات المعارضة على الحدود مع الجولان المحتل وبدأت الأعداد بالتزايد مع تزايد المساحات المحررة من قوات الأسد في محافظة القنيطرة المتاخمة لإسرائيل.



وحتى الفصائل المتشددة مثل هيئة تحرير الشام أو "جبهة النصرة'' سابقا، لم تجد حرجا في إرسال عناصرها إلى إسرائيل بل وحتى كبار القيادات في الحركة المتشددة إلى هناك، مع العلم أن هؤلاء مطلوبون دوليا بتهمة الإرهاب، لكن الملاحظ أنه لا يتم توقيفهم هناك بتاتا بل، وصدرت تصريحات من قيادات إسرائيلية في وقت سابق أن إسرائيل تقيم علاقات جيدة مع "جبهة النصرة" وأنها تحمي أمن إسرائيل.

وحول علاج الجرحى في إسرائيل يحدثنا الدكتور أبوهاني العامل في مشفى ميداني بالقنيطرة قائلا: "هناك 4 معابر لاستقبال الجرحى، كل معبر يقوم بالتنسيق معه جماعة عسكرية من الجيش الحر. و كل معبر مخصص له أسبوعيا يوم واحد وعدد من الجرحى، ويتم من خلاله استقبال الحالات دون استثناء. أما في حالات القصف فيتم استقبال كافة الجرحى. والأولوية للحالات الحرجة ويتم تحديد المعبر الذي يستقبل الجرحى من قبل الطرف الآخر أي إسرائيل، ولا يتم تقاضي أي أموال مقابل علاج الجرحى كما لا يطلبون أي وثائق رسمية للجريح الذي يفضل الدخول إلى مشافي إسرائيل بسبب العناية الطبية الفائقة".

ويتابع الطبيب "يتم استخدم مروحيات الإسعاف لنقل الجرحى الخطيرين. ويتم تقديم العلاج مهما كانت التكلفة المادية. كما تستقبل إسرائيل حالات غير الجرحى مثل امراض قالقلب والعلاج الدوري للأطفال، وعلاج النساء وحالات الولادة".

وقال إن "إسرائيل لا تقدم أطرافا صناعية لكن الصليب الأحمر الدولي هناك يقدم هذه الخدمة، وتقدم المنظمات هناك بعض المساعدات المالية والهدايا للمصابين والمرضى".

ولا يمكن تجاهل دخول نظام الرئيس بشار الأسد على الخط، بشأن تلك القضية، حيث يعتبر إعلام الأسد أن تلقي العلاج من قبل عناصر المعارضة في إسرائيل دليل واضح على دعم تل أبيب لهم لهزيمة ما يسمى بـ ''محور المقاومة'' في المنطقة، فيما تنفي المعارضة أي تحالف مع إسرائيل، سواء سياسيا أو عسكريا، وتقول إن العلاج يتم لدواع أخرى وإن بعض الدول التي تدعم المعارضة هي من تتكفل بنفقات العلاج في مشافي إسرائيل وإن العملية ليست مجانية أو دعما من تل أبيب للثورة السورية.