رفاء عمر

أظهر استبيان أعدته "الوطن"وشارك فيه 100 من الذكور والإناث أن %58.6 يرفضون تعدد الزوجات فيما أيده %41.4.



وفيما رأت النساء أن السبب الرئيس وراء زواج الرجل بأكثر من واحدة هو أن "الرجال لا يملأ أعينهم شيء". في حين طرح عدد من الرجال أسباباً مختلفة مثل الرغبة في الإنجاب، وعدم تقبل الزوجة، والمشكلات الزوجية.

بين نارين

يثير موضوع تعدد الزوجات جدلاً مجتمعياً، فما رأي من خاض التجربة؟

"ر.أ" زوجة رابعة لرجل ثلاثيني، قالت عن أسباب قبولها الزواج من رجل معدد رغم رفض ذويها للأمر "وجدت فيه الزوج المناسب مع علمي بالمشاكل التي تحدث في هذه الحالات مع زوجاته الأخريات (..) أشعر بالندم أحياناً حين أواجه بعض المشكلات الزوجية فلا يخلو المنزل من المشاكل إذ تسكن جميع الزوجات في نفس المنزل، لكني أتقبل الأمر حين أشعر بحبه وتفضيله لهي. وغالباً نحن متفاهمات إلى حد ما". وعن أسباب لجوء زوجها للتعدد، قالت "البحث عن الراحة النفسية والاهتمام فهو عادل تماماً من ناحية النفقة والمبيت ويعطي كل واحدة حقها في ذلك مع القليل من الميل لي، ما يسبب فجوة بين الزوجات، بينما لا يوجد أي تأثير من ذلك على الأبناء باستثناءات قليلة".

"ف.ق" تستعد حالياً للزواج من رجل معدد لتكون الثالثة. وقالت إنها من المؤيدين لتعدد الزوجات "لأنه سيخفض نسبة العنوسة في المجتمع. ويمكن أن تتقبل الزوجة مشاركة زوجها مع أخرى رغم حبها له. وذلك يرجع إلى قدرة الرجل على أن يعدل بينهن".

فيما قال عبدالله محمود إنه "لا حاجة للتعدد مع وجود الحب والأطفال. ومن يفعل ذلك فهو يعاني من نقص في شخصيته وليس في حياته الزوجية. فيجب على الرجل الصالح مراعاة مشاعر زوجته و صون العشرة بينهما. ومن الصعب جداً على الرجل العدل بين زوجتين، مما يوقعه ذلك في مخالفة الشرع".

مصطفى محمد متزوج من اثنتين قبل انفصال الأولى عنه بعد معرفتها بزواجه. وعبر مصطفى عن حزنه لانفصال زوجته مع مراعاته رغبتها، "حيث كانت تعاني مشاكل في الإنجاب" فوافق بعد إصرار والدته وتزوج بأخرى. وعندما علمت الأولى طلبت الطلاق فوراً ولم تقبل العودة حتى إن طلق الثانية.

سعيد أيضاً قال إنه أجبر على الزواج من ابنة عمه لمصحلة عائلية رغم حبه الشديد لزوجته الأولى، لكن زوجته تقبلت الظروف ولم تتركه رغم غيرتها الشديدة وتسببها الدائم بالمشاكل، لكنه قال إنه بدأ بتقبل الأمر والاستمتاع به بعد ظهور المفارقة بين الزوجات والتنافس على راحته.

وعن تأثر الأبناء، قال يوسف أحمد إن زواج والده من أخرى "أمر عادي جداً لم يؤثر على علاقتي والدي بأبنائه". وشاركه الرأي عبدالله محمد، لكن عبدالله ويوسف اتفقا على أنهما لا يريدان تكرار تعدد الزوجات وسيكتفيان بواحدة.

مباح ولكن!

وقال الشيخ محمد صديق "إن الله تعالى أباح التعدد إلى أربع زوجات شرط العدل في المسكن والكسوة والنفقة والمبيت، في قوله تعالى: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" فإن استطاع الرجل الزواج بأربع وقام بحقهن فلا حرج عليه من ذلك بل إنه أفضل لما في ذلك من المصالح في السنة مثل غض البصر، وتكثير الأمة والنسل الذي ينفع به الأمة. ولن يشرع الإسلام أمراً إلا وكان فيه خير للناس. وأثبتت الدراسات أن نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال ففي ذلك تقليل لنسبة العنوسة وحل المشاكل الأخلاقية التي تنشأ في المجتمعات".

فيما قالت استشارية العلاج النفسي شريفة سوار إن "تعدد الزوجات، بعيداً عن النظرة الدينية، عبارة عن فشل للحياة الزوجية فهو يدمر العلاقة بين الزوجين إذ يحدث صعوبة في التفاهم بينهما بسبب مشاركة العديد من الأطراف فيفقد الزواج قيمة الشراكة ويصبح الزوج مشتتاً بين الزوجات فلا يستطيع أن يعطي كل واحدة حقها، مما يجعل الوضع سيئاً و متعباً له أولًا لصعوبة إرضاء الجميع".

وعن أسباب التعدد، قالت سوار إن "السماح بتعدد الزوجات قد يكون من أجل القضاء على المحرمات مثل بيوت الدعارة، لكن الرجل قد لا يكتفي بأربع زوجات وقد يحدث تبديل كتطليق واحدة منهن والزواج بغيرها. وإن كانت أهداف الزواج تتمحور حول الإنجاب أو كشكل اجتماعي للقضاء على العنوسة فلماذا لا تقبل المرأة مشاركة زوجها مع أخرى إن تحققت الأهداف، قد يكون ذلك لرغبتها بالإحساس بالأمان لوجود زوجها بجانبها وحدها من دون مشاركة لأن خوفها الأكبر في تلك الحالة أن يتركها لأجل أخرى".