فجعت أسرة الفروسية وسباق الخيل في مملكة البحرين بوفاة الفارسين نادر عبدالعزيز وعلي حسن الشويخ ووالد الفرسان علي وحسن ومحمد الصفار خلال الحادث المؤسف الذي تعرضوا له السبت، أثناء توجههم للمشاركة في أحد سباقات الخيل التي تقام في منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة .

وحرص رئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل سمو الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة ونائبه سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة على متابعة تطورات الحادث المؤسف منذ وقوعه بكل رعاية واهتمام من خلال متابعة وتواصل وتوجيهات سموهما إلى الجهات المختصة في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لإجراءات نقل جثامين المتوفين إلى البحرين، وكذلك المتابعة والاطمئنان على حالة المصابين الفارسين الشقيقين علي وحسن الصفار اللذين تعرضا لإصابة خلال الحادث وتوفير الخدمات العلاجية اللازمة لهما سواء في المستشفيات السعودية أو في مملكة البحرين.

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، وسمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة عن بالغ الحزن والأسى لهذا الحادث المؤسف وقدم سموهما أحر تعازيهما ومواساتهما إلى عائلتي الفارسين المرحومين علي حسن ونادر عبدالعزيز في وفاة فقيديهما الغاليين، وكذلك إلى عائلة الصفار في وفاة فقيدهم عبدالرسول الصفار والد الفرسان علي وحسن ومحمد الصفار، داعين الله عز وجل أن يرحمهم ويتغمدهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته، وسائلين الله عز وجل أن يمّن على المصابين الفارسين علي وحسن الصفار بالشفاء العاجل والسلامة.



وساد الحزن أوساط أسرة الفروسية وسباق الخيل، حيث عبر الملاك والمضمرين والفرسان عن حزنهم على هذا المصاب الجلل في فقدان فارسين أثنين من أبناء البحرين كافة وأسرة الفروسية بصورة خاصة حيث وصف الكثيرين هذا المصاب بـ"مصاب فرسان البحرين" وكذلك والد الفرسان أبناء الصفار عبدالرسول الصفار الذي كان من متابعي سباقات الخيل البحرينية منذ سنوات طويلة ويحرص على مرافقة أبنائه الفرسان في مشاركاتهم في السباقات الخارجية.

وأعرب المضمر فوزي ناس عن بالغ الحزن في هذا المصاب لفرسان البحرين الذي أصاب الجميع بالحزن على فراقهما الصعب خصوصاً أن المرحومين نادر عبدالعزيز وعلي حسن يتمتعان بخلق حسن وعلاقات طيبة ومحبة مع الجميع.

وقال فوزي ناس "نادر عبدالعزيز عاشق للفروسية والخيل منذ صغره وأرتبط بها وتعرفت عليه أكثر عندما عمل معنا في الإسطبل حيث يتمتع بخلق طيبة ويحترم الناس ولا توجد عليه مشكلات وكان يؤدي عمله على أكمل وجه من منطلق حبه للخيل وذلك ما يجعلنا متأثرين ونشعر بأن فراقه ليس سهلاً، وكذلك بالنسبة للفارس علي حسن الذي يتمتع بخلق طيبة وعلى رغم صغر سنه وانضمامه إلى رياضة سباق الخيل في السنوات الأخيرة إلاّ أنه كان طموحاً وكان يعمل بجد ويسعى لتطوير نفسه وقدراته من أجل الارتقاء في هذه الرياضة لكنه قضاء الله وقدره ولا اعتراض عليه، ونسأل الله لهما الرحمة والغفران، كما نحمد الله على سلامة الفارسين علي وحسن الصفار وندعو لهما بالشفاء العاجل والسلامة".

من جهة ثانية كانت الصدمة شديدة لدى الفرسان جراء "مصاب فرسان البحرين" حيث عبر الفارس حسين مكي عن حزنه الشديد لفقدان الفارسين نادر عبدالعزيز وعلي حسن واصفاً ماحدث بأنه صدمة لجميع أهل الفروسية خصوصاً بالنسبة للفرسان الذين صدموا عندما سمعوا بنبأ الحادث والوفاة لدرجة أن البعض لم يصدق الخبر.

وقال حسين مكي "الفارسان نادر وعلي حسن رحمهما الله هما إخوان لنا عايشناهما خلال هذا السنوات ولم نجد منهما سوى الطيبة وحسن الخلق والتعامل، فبالنسبة لي كان الفارس نادر عبدالعزيز قريباً من خلال عملي معه في الإسطبل حوالي 10 سنوات واستفدت كثيراً من خبرته كفارس وكان يمنحني الإرشادات والنصائح سواء قبل أو بعد السباقات ويوضح لي الأخطاء وبالفعل كانت له نظرته السليمة في نتائج السباقات ومستويات الخيل، وأنا كنت أذهب معهم للمشاركة في سباقات السعودية خلال السنوات الماضية ولكن هذا الموسم لم أشارك، ولا نملك في هذا المصاب إلا أن ندعو لهما بالرحمة والمغفرة، كما نسأل الله أن يشفي الفارسين الأخوين علي وحسن الصفار ويرجعهما سالمين للمشاركة معنا".

من جانبه، وصف الفارس السابق محمد سعيد ما حدث بـ"الحلم الصدمة " لجميع أسرة الفروسية وسباق الخيل ونحتاج الى فترة لنستوعب الأمر وتجاوز الحزن وإن كنا نؤمن بأن ما حدث هو أمر الله سبحانه وقضاؤه المحتوم.

واستذكر محمد سعيد مسيرة زميله نادر عبدالعزيز قائلاً "عايشت نادر لسنوات طويلة منذ كان فارساً في قفز الحواجز ثم تحول للمشاركة معنا في سباق الخيل عام 1993 وشارك معنا في إسطبلات الديوان الملكي ثم انتقل للعمل في إسطبل فوزي ناس وكان من الفرسان البارزين وحقق الكثير من الانتصارات".

وأضاف "منذ عام 2000 بدأ معنا في المشاركة في سباقات الخيل الخليجية الأسبوعية وفرض نفسه بمستواه والانتصارات التي حققها، وبالنسبة للجانب الشخصي فكانت شخصيته محبوبة من الجميع ويتمتع بصفات الفرسان، فحتى عندما يخسر في السباقات تلاحظه دائماً يتقبل الهزيمة بروح رياضية ويفرح لبقية زملائه الفرسان، لذا كانت علاقاته طيبة حتى مع الآخرين خارج البحرين ممن كان يشارك معهم في السباقات الخليجية والذين كانوا على تواصل معه حتى في فترات غير السباقات".

وتابع "بالنسبة للمرحوم الفارس علي حسن تعرفت عليه منذ كان عمره 10 سنوات من خلال معرفتنا مع أهله من خلال مشاركاته في سباقات الخيل في بر سار، وبعدها انتقل إلى المشاركة في سباقات النادي كفارس متمرن، وبالفعل كان مجتهداً وأثبت جدارته وأصبح فارساً كاملاً في فترة قصيرة، وهو الآخر يتمتع بخلق حسن ومحبوب ومحترم من الجمي، وهو كان طموحاً سواء في مجال الخيل أو دراسته الجامعية".