أكد رئيس جمعية الإصلاح د. عبداللطيف الشيخ، التزام الجمعية برسالتها الوسطية وتمسكها برسالة الإسلام السمحة وزرع الحب للوطن والانتماء إليه وحب الخير للجميع في قلوب أبنائها والعاملين، في الوقت الذي تعددت الأفكار والتوجهات، وعمل البعض على تشويه سمعة الإسلام والعاملين له بانحراف أفكارهم وتصرفاتهم، مؤكداً حرص الجمعية طوال مسيرتها على التعاون مع الجميع من أجل الدين والوطن.

وتحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وبحضوروزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، أقامت الجمعية السبت، وتزامنًا مع احتفالات البلاد باليوم الوطني احتفالها بمناسبة مرور 75 عاماً قضتها في خدمة الدين والوطن، إضافة إلى تدشين متحف جمعية الإصلاح ومكتبة مبارك الخاطر رحمه الله، بقاعة فندق آرت روتانا بأمواج بحضور عدد من الضيوف والمكرمين.

وبدأ الحفل بالسلام الملكي ثم آيات من الذكر الحكيم، أعقبه عرض فيديو استعرض جهود الجمعية في العمل الوطني وخدمة المجتمع طيلة مسيرتها التي امتدت إلى 75 عاماً في خدمة الدين والوطن.



وقال رئيس الجمعية، إن "الإصلاح" شهدت منذ نشأتها قبل 75 عامًا قفزات هائلة كماً وكيفاً في أنشطتها ومجالات عملها، شارك في صنعها أبناؤها العاملون، بدعم سخي مشكور من قطاعات عريضة في المجتمع وثقت بهذه المؤسسة وأفرادها مؤكداً على دور المرأة في هذه المسيرة وعطاؤها المتواصل والمخلص في شتى المجالات.

وأضاف "أن الجمعية تؤكد التزامها بثوابتها ومواقفها الوطنية والتاريخية الراسخة في مختلف مراحل العمل الوطني وبالأخص في المراحل التي كانت تتطلب وقوف الجميع صفًا واحدًا خلف الوطن وقيادته أمام الطامعين، مما أكسبها احترامًا وتقديراً حظيت به طوال تاريخها من قبل الخيرين في البحرين حكاماً ومحكومين، وشاهداً على انتمائها الوطني، ولا أدل على ذلك من الرعاية والحفاوة التي كانت الجمعية وما زالت تتمتع بها من لدن قيادة البلاد، حفظها الله ورعاها منذ عهد التأسيس، وحتى هذا العهد الزاهر الذي تواصل الجمعية فيه عطاءها وإنجازاتها في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.

واستذكر الشيخ الدور الكبير لرجالات الجمعية الكبار من المؤسسين والرواد الأوائل، وعلى رأسهم الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رحمه الله، الذي شهدت الجمعية في عهده نقلات نوعية واسعة في مختلف المجالات، مقدماً شكره إلى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لرعايته هذا الحفل وبرامج الجمعية المختلفة طيلة مسيرتها، مشيداً بدعم وزير التنمية الاجتماعية وحضوره الحفل.

الأمين العام لمؤسسة الرحمة العالمية من دولة الكويت الشقيقة يحيى العقيلي، ألقى كلمة هنأ فيها الجمعية بمرور 75 عاماً على إنشائها، موضحاً بأن فكر جمعية الإصلاح الوسطي هو صمام الأمان من الانحرافات الفكرية والخلقية.

وأشاد بعطاء المؤسسين من الراحلين والباقين سائلاً المولى الكريم أن يكتب لهم حسنة الدنيا والآخرة، مؤكداً بأنهم غرسوا بذرة طيبة أثمرت ثماراً مباركة من رجال ونساء وشباب على الاستقامة والخير بفكر معتدل وخلق قويم وعطاء نافع، كما أوصى في كلمته الأعضاء الحاليين بضرورة إكمال مسيرة الخير والعطاء في مملكة البحرين التي تعمل على ترسيخ معالم الهوية الإسلامية وتحقيق الإصلاح الاجتماعي المنشود، مشيداً بدعم البحرين قيادة وحكومة وشعباً لمسيرة جمعية الإصلاح.

مدير متحف الجمعية ومكتبة مبارك الخاطر، د. عدنان بومطيع أكد أن مشروع المكتبة تهديه جمعية الإصلاح من مقرها الرئيس لكل أبناء البحرين في ذكرى تأسيسها الـ 75، فقد جاء المشروع ليسد حاجة أساسية في كيان الجمعية وليعيد لها إرثها الثقافي في ساحة الفكر والدعوة في هذا الوطن الحبيب، منوهًا بأن المشروع جاء وفاءً للباحث المؤرخ الأديب مبارك الخاطر ولرفيق دربه الوالد الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة طيب الله ثرى كل منهما.

وتضمن الحفل الذي قدمه أطفال من البذور الصالحة بأسلوب تمثيلي جميل، عرضاً لفيديو بعنوان "إنجازات في حب الوطن" وأنشودة 75 عاماً لفرقة أمواج البحرين، وعددًا من الأناشيد.

وقام وزير العمل والتنمية الاجتماعية بتكريم عائلة المغفور له بإّن الله الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة المؤسس الأول للإصلاح، حيث تسلم اللوحة التذكارية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، إضافة إلى عائلة المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة حيث تسلم الإهداء الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة.

كما تم تكريم الفوج الثاني من أعضاء وعضوات الجمعية بعد أن تم تكريم الفوج الأول في حفل تدشين كتاب جمعية الإصلاح، إضافة إلى الجهات المتعاونة منها هيئة الإذاعة والتلفزيون والجرائد المحلية تقديرًا لجهودهم في دعم مسيرة جمعية الإصلاح طيلة تلك الفترة. كما قام رئيس الجمعية بتكريم وزير العمل والتنمية الاجتماعية لتعاون الوزارة الدائم في مختلف المجالات، إضافة إلى تسليم هدية راعي الحفل للشيخ محمد بن عيسى آل خليفة والشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة.

وأشاد حميدان بدور الجمعية في مجال العمل التطوعي والخيري وعراقة الجمعية عبر 75 عاماً قضتها في خدمة الدين والوطن، كما استذكر مناقب رؤساء الجمعية وبصماتهم المميزة وعلى رأسهم المغفور له الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة مشيداً بدوره الوطني في جميع المناصب التي تقلدها.

وأكد على دور الجمعية في تقوية الأواصر بين أبناء البحرين خصوصاً وشعوب الأمة الإسلامية عمومَا، من خلال تربية الشباب على المثل العليا وتهيئة الأجواء الصالحة له فكريًا وبدنيًا وتربويًا، مثمناً إسهامات الإصلاح القيمة ومشاركتها مع جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية، لتنفيذ العديد من البرامج الفكرية والتطوعية والخيرية، تحقيقاً لأهدافها في القيام بأعمال البر والخير ومساعدة المحتاجين والمنكوبين والمتضررين ورعاية المساجد وإعمارها.