نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن الدعم البحريني للقضية الفلسطينية. إن الدور اليوم في مرمى الدول العربية كافة بدءاً من الجامعة العربية إلى الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الضغط على أمريكا واتخاذ تحركات رسمية وقانونية عالية المستوى لأجل أن تحيد عن تطبيق هذا الإعلان غير الشرعي بعد «الفيتو» الأمريكي، فالقدس عربية لنا والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية ولن تكون يوماً إلا لفلسطين.

قضية أخرى نود التطرق لها وهي مسألة تطبيل الكثير من الجماعات لدينا في دول الخليج العربي للنظام التركي وتغاضيهم عن أن قضية القدس ليست عربية الشأن فحسب إنما هي قضية إسلامية، فالقدس بها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومن يحاول التصيد في الماء العكر واستغلال القضايا لضرب دول الخليج وتشويه صورتها ومكانتها لدى العرب والمسلمين رغم كل ما أنجزته للشعب الفلسطيني جاحد وناكر للتاريخ السعودي مع فلسطين وليهاجم قبلها تركيا ذات العلاقات المتصهينة مع إسرائيل فأمة لا إله إلا الله ليست في السعودية فقط إنما أيضاً في دولة أردوغان التي تعتبر ثاني أكبر دولة إسلامية من بعد إيران تعترف بالكيان غير الشرعي الإسرائيلي وبينها وبين المدعوة إسرائيل مصالح تجارية حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 مليار سنوياً، وفي أبريل الماضي أرسل أردوغان بعثة تجارية لإسرائيل تعد الأكبر من نوعها حيث شارك 100 ممثل عن شركات تركية من قطاعات أعمال مختلفة بهدف إنشاء تعاون اقتصادي واسع.

إذن في الوقت الذي تسعى فيه السعودية دائماً إلى حل ملف الدولة الفلسطينية ودعم إنشاء دولة فلسطينية، تخطو تركيا خطوات سريعة نحو تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي وافهم يا فهيم وصح النوم يا عرب!

إن موقف البحرين معروف منذ سنين طويلة ولا يحتاج لتصحيح وإثباتات بل يحتاج لمن يطلع عليه ويتابعه فقيادة وشعب البحرين يرفضون التطبيع مع إسرائيل وفي أبريل الماضي نظمت البحرين مؤتمر سفراء دولة فلسطين المعتمدين لدى الدول العربية والإسلامية تحت رعاية جلالة الملك وبحضور الرئيس الفلسطيني في خطوة تهدف إلى دعم إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب اتفاقيات بناء مجمع سكني ومدرسة ومكتبة ومركز البحرين الصحي ومدرسة البحرين في غزة وكلها جاءت بتوجيهات من جلالة الملك وتنفيذ المؤسسة الخيرية الخيرية، ومن هذا المنطلق لا يزايد علينا أحد فالبحرين مع فلسطين دائماً وأبداً ولا يجب أن يمحوها موقف واحد شخصي وغير مسؤول.

* إحساس عابر:

- على برنامج «الواتساب» انتشر «برودكاست» يدعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية واستبدال المنتجات والمطاعم الأمريكية بالمنتجات والبضائع الإسلامية «ركزوا هنا» والتركية! «إلى جانب دعوة لإطلاق هذه الحملة لتعم جميع دول العالم الإسلامي والعربي، ولمن يقرأ بين السطور ويدقق «اشمعنى التركية بس؟ ألم نقل لكم هناك من يحاول التكسب من وراء الأزمات العربية الإسلامية ويحاول بشكل غير مباشر تعزيز وتمرير مكانته لدى العرب؟».

- ونحن صغار كنا نحلم أن تتحرر فلسطين بالكامل من الاحتلال الصهيوني وأن تعود كامل أراضيها العربية ويرد حق شهدائها ويحرر أسراها واليوم وصلنا لزمن تقلص فيه الحلم كثيراً فما عدنا نحلم إلا بأن تبقى القدس عاصمة لدولة فلسطين الأبدية!