* آلاف الفلسطينيين يتظاهرون احتجاجاً على قرار ترامب حول بالقدس

* "القسام" تعلق لافتة ضخمة للجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول أرون في يوم ميلاده

غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات



تظاهر آلاف الفلسطينيين في فلسطين المحتلة في جمعة الغضب الرابعة على التوالي احتجاجاً على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، فيما أصيب عشرات المتظاهرين، واعتقل آخرون، خلال مواجهات اندلعت أثناء الاحتجاجات.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال مواجهات وقعت الجمعة مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وذلك في إطار استمرار الاحتجاجات على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووقعت مواجهات في مناطق عدة من قطاع غزة محاذية للحدود مع إسرائيل أسفرت عن إصابة العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة غزة أشرف القدرة إن هناك جرحى حالتهم حرجة.

وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي وجهتا دعوة لـ"يوم غضب" الجمعة، كما كانت الحال في أيام الجمعة الماضية بعد القرار الأمريكي حول القدس.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أوقعت المواجهات 16 جريحاً فلسطينياً، منهم من أصيب بطلقات حية ومنهم من أصيب بطلقات مطاطية، بحسب ما أفاد متحدث باسم وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وتندلع مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي منذ الأسبوع الأول من ديسمبر عقب إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل.

وأصيب نحو 66 مواطناً بمناطق متفرقة في الجسد، ومنهم بالرصاص الحي، وتركزت المواجهات على نقاط التماس في الضفة والقدس وغزة.

واعتقلت قوات الاحتلال عدد كبير من المواطنين بينهم أطفال ونساء وشيوخ خلال المواجهات.

في بيت لحم، استهدفت قوات الاحتلال مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة، وقمعها الجنود بإطلاق قنابل الصوت والغاز ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان.

وفي محافظة الخليل، أعلنت وزارة الصحة إصابة مواطنين بالرصاص الحي بالأطراف السفلية خلال المواجهات على أكثر من محور في المحافظة.

وأفادت مصادر لـ "الوطن" بأن عددًا من الصحافيين أصيبوا بشظايا القنابل الصوتية التي أطلقها جنود الاحتلال صوبهم، خلال تغطيتهم عمليات قمع نفذوها في منطقة باب الزاوية وسط الخليل.

وفي نابلس، أطلق الاحتلال قنابل الغاز والأعيرة المطاطية صوب مسيرة سلمية منددة بقرار ترامب.

وفي قطاع غزة، نظمت الفصائل الفلسطينية عدد من المسيرات، وجددت خلالها رفضها نقل السفارة الأمريكية للقدس.

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام في كلمته خلال المسيرة على ضرورة استمرار الهبة الشعبية ودعمها، مطالباً شعوب الدول العربية توجيه البوصلة نحو فلسطين المحتلة الفترة المقبلة للضغط على ترامب.

من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري استعداد حركته إلى جانب فصائل المقاومة بتقديم التضحيات لأجل القدس.

ودعا المصري خلال مسيرة وسط مدينة غزة إلى ضرورة تكاتف الجهود ورص الصفوف لدعم الانتفاضة ومواجهة قرار ترامب.

واستشهد في المواجهات 12 فلسطينياً، اثنان منهم في غارة إسرائيلية على قطاع غزة، وأصيب مئات آخرون.

إلى ذلك، قصفت مقاتلات ودبابات إسرائيلية قطاع غزة الجمعة فيما أطلق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب الأراضي المحتلة، بحسب مصادر فلسطينية.

وأطلقت الفصائل المسلحة في غزة أكثر من 12 صاروخاً وقذيفة هاون على جنوب الأراضي المحتلة، منذ صدور قرار ترامب في 6 ديسمبر الماضي.

وأثار ترامب غضب الفلسطينيين ودول الشرق الأوسط ودول العالم بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر كانون الأول متخلياً عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين إزاء واحدة من أكثر القضايا حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية التي لا تتجزأ. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة. وكانت إسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً على الإطلاق.

وترى معظم الدول أن وضع القدس الشرقية مسألة تسوى في اتفاقية سلام نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الرغم من أن هذه العملية متوقفة الآن. وأجازت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في 21 ديسمبر برفض إعلان ترامب. وصوتت 128 دولة لصالح قرار الجمعية العامة. وعارضت 9 دول القرار وامتنعت 35 دولة عن التصويت. ولم تدل 21 دولة بأصواتها.

في سياق أخر، نظّم أهالي الأسرى اعتصام شرق مدينة غزة، بالقرب من المكان الذي تم أسر الجندي شاؤول ارون منه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

وشارك في الاعتصام عدد من ذويهم، ووجهت أمهات وأبناء الأسرى رسائل عدة لوالدة شاؤول ارون وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وعلقت كتائب القسام وسط غزة لافتة ضخمة تحمل صورة الجندي الإسرائيلي الأسير لديها شاؤول أرون، ويقف في الصورة خلف قضبان سجن حديدي. كما وضعت كتائب القسام في زاوية اللافتة صورة صغيرة تحمل رقم أرون في التجنيد "609206".

جاء ذلك بمناسبة احتفال والدة شاؤول بعيد ميلاده، ومطالبتها الحكومة الإسرائيلية بالعمل الجاد لإطلاق سراحه.